القاهرة_العرب اليوم
تتجه العديد من الدول العربية في الأشهر الأخيرة نحو الاستدانة من الأسواق المحلية على حساب سندات الخزانة الأمريكية، خاصة الدول الخليجية.
وتبدأ السعودية غدا في طرح صكوك مقومة بالريال، وسط تراجع حدة صعود عوائد سندات الخزانة الأمريكية من أعلى مستوياتها للعام 2022.
وبحسب وحدة التقارير الاقتصادية، أن العائد على سندات الخزانة الأمريكية يعيش حاليا فترات تشهد تقلبات يومية كبيرة وتأرجحا واضحا في العائد، وفقا لصحيفة "الاقتصادية".
وتركز الحكومات الخليجية في النصف الأول من العام على التوجه نحو الاستدانة من أسواق الدين المحلية، حيث جمعت الإمارات العربية نحو 1.5 مليار درهم "408.43 مليون دولار" في أول إصدار لسندات خزانة اتحادية.
وبحسب الخبراء فإن العديد من الحكومات تتجه نحو الاستدانة الداخلية، خاصة في ظل التقلبات السياسية والاقتصادية وعدم استقرار الدولار.
وبحسب الخبراء فإن التوجه نحو توفير سلة عملات دون الاعتماد على الدولار بمفرده أصبح توجها كبيرا لدى العديد من الدول.
من ناحيته قال الخبير الاقتصادي أسامة معين، إن الاستدانة من أسواق الدين المحلية تمثل الاختيار الأفضل خاصة أن الموجودات النقدية ازدادت بشكل كبير جدا خلال فترة الجائحة، ما يعني أن الاستدانة من المخزون النقدي بمثابة حل كبير للبنوك.وأضاف في حديثه ، أن رفع نسبة الفائدة يمثل انفراجة محددة في الاقتصاد، كما أنها ترفع العبء عن البنوك والبنك المركزية، نظرا للزيادة الكبيرة من العملات الموجودة في البنوك.
ويرى أن الاعتماد على السوق الأمريكي في ظل التقلبات السياسية والوضع الموجود عليه الدولار وما يمثله من عبء على الاستدانة يؤثر على قيمة خدمة الدين، وهو ما دفع البنوك المركزية للاستدانة من المحلي أولا، ومن ثم الاتجاه إلى الدولار إذا اضطرت لذلك بأسعار مناسبة.
وأشار إلى أن الاقتراض الداخلي هو الحل الأمثل والأفضل بدلا من الاقتراض الخارجي.
ولفت إلى أن العديد من الدول التي تستدين تفكر في استيعاب الموجودات الداخلية لما تمثله من عبء على البنوك، وأن هذا التوجه تسير عليه بعض الدول العربية الأخرى التي تقترض من الداخل ومنها مصر.
وبحسب معين، يمثل الاعتماد على سلة العملات في الوقت الراهن التوجه الأكبر دون الاعتماد على الدولار فقط، حيث بدأ الاقتصاديون النظر للروبل الروسي واليوان الصيني بشكل جدي، بعد إثبات قوتهما في الأسواق وارتفاع الروبل بشكل كبير.
في ذات الإطار، قال أحمد عبد الكريم الهوتي الخبير الاقتصادي العماني، إن الاستدانة الداخلية هي ملاذ آمن وأفضل وغير معرض لأي تقلبات سياية أو اقتصادية.وأضاف في حديثه أن الدول التي تلجأ لهذه الاستدانة لتقليص السيولة والتحكم في التضخم، عبر سحب جانب من المعروض النقدي عبر الاستدانة الداخلية.
ويرى أنه السندات الأمريكية في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الحالية جعلت الدول تتجه نحو الاستدانة الداخلية، خاصة أن كلفتها أقل.
وأشار إلى أن الأموال التي تسحب ومن ثم تعاد للمجتمع بفائدة طبيعية تحرك وضع السوق للأفضل، وتنشط الاقتصاد الوطني كما في الدول الخليجية.
يشار إلى أن عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشرة أعوام قد بلغ في أوائل مايو مستوى 3 في المائة لأول مرة منذ 2018 ووصل إلى 3.14 في المائة بعدها بأيام، غير أن عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشرة أعوام قد انخفض في الأسبوع الماضي وأصبح يتداول عند مستويات 2.93 في المائة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك