الوضع الاقتصادي والأمن الغذائي يهيمنان على أعمال «قمة الفرنكوفونية» في تونس
آخر تحديث GMT10:20:23
 العرب اليوم -

الوضع الاقتصادي والأمن الغذائي يهيمنان على أعمال «قمة الفرنكوفونية» في تونس

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الوضع الاقتصادي والأمن الغذائي يهيمنان على أعمال «قمة الفرنكوفونية» في تونس

الرئيس التونسي قيس سعيد
تونس - العرب اليوم

افتتحت، أمس، في جزيرة جربة التونسية أشغال الدورة الـ18 لقمة الفرنكوفونية باستقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لضيوف القمة، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وجاستين ترودو رئيس الوزراء الكندي، وعدد من الرؤساء الأفارقة، من بينهم رئيس السنغال ورئيس جمهورية أفريقيا الوسطى ورئيس موريتانيا. ويحضر هذه القمة، التي ستركز بشكل كبير على بحث الوضع الاقتصادي والأمن الغذائي الطاقي، والتي تحتضنها تونس لأول مرة تحت شعار (التواصل في إطار التنوع: التكنولوجيا الرقمية كرافد للتنمية والتضامن في الفضاء الفرنكوفوني)، أكثر من ستين رئيس دولة وحكومة، وتعرف مشاركة 90 وفداً رسمياً. إضافة إلى عدد من الوزراء ونواب البرلمانات، وأكثر من20 وزير خارجية، علاوة على دول غير منضوية في الفرنكوفونية، مثل مصر ومولدوفا والإمارات العربية المتحدة وصربيا.

وخالف الرئيس التونسي عادته في إلقاء كلمته باللغة العربية الفصحى في التجمعات الدبلوماسية، بأن خاطب ضيوفه من رؤساء ورؤساء حكومات وممثلي المنظمات باللغة الفرنسية، رغم أنه عرف عنه تفضيله إلقاء خطبه وتقديم تصريحاته بلغة عربية صريحة، وباستعاراته من الأدب العربي، وهو الخيار الذي اتخذه أيضاً في زيارته إلى باريس قبل عامين. لكن هذه المرة كانت العيون شاخصة في قاعة الافتتاح بشأن اللغة، التي سيعتمدها الرئيس في كلمته لممثلي الدول الأعضاء في منظمة الفرنكوفونية، التي تعد تونس عضواً مؤسساً لها عبر رئيسها الليبرالي الراحل الحبيب بورقيبة.، حيث قال: «مثلما يقول الكاتب الفرنسي ألبرت كامو إن اللغة الفرنسية هي وطني... وأنا أقول في الذكرى الستين لتأسيس المنظمة الدولية للفرنكوفونية إن اللغة العربية هي وطني». وقد لقيت كلمة الرئيس سعيد إشادة من مؤسسة «تي في 5 موند» الفرنسية الشريك لمنظمة الفرنكوفونية.

وخلال افتتاح أشغال القمة أكد الرئيس التونسي أنه «على الرغم من كل العراقيل والظروف الصعبة والدقيقة في تونس والجهود لإلغاء القمة، فإن تونس تلتزم بتعهداتها وتنظم هذه القمة... وإذا ما نجحنا اليوم في جربة، وغداً في كافة العالم، في معرفة مشاكلنا فإن الجميع سيخرج منتصراً، ولنا أن نحلم بمستقبل أفضل من أجل تنمية جمعاء، تقوم على الحرية والمثل العليا التي نحن مدعوون لتقاسمها جميعاً على الكرة الأرضية جمعاء».

وأضاف سعيد موضحاً أن نتائج القمة الفرنكوفونية بجربة «ستكون إيجابية»، مؤكداً أن بلاده تعمل على النهوض بالوضع الاقتصادي والاجتماعي في ظل خيارات الشعب التونسي، وستعمل على تحقيقها، ولرئاسة الجمهورية في ذلك تصور وإمكانيات وقدرات، لا بد أن تستغلها للخروج من هذه الأوضاع على حد تعبيره. لافتاً إلى أن انعقاد هذه القمة «هو ثمرة عمل جماعي متواصل بإرادة صلبة، لتدور في أفضل الظروف لإنجاحها بهدف الوصول إلى نتائج ملموسة وفعلية»، ومعرباً عن شكره الجزيل للجميع في تونس، وعلى المستوى الدولي، وبالخصوص للمنظمة الدولية للفرنكوفونية لجميع الجهود التي بذلتها لإنجاح القمة.

وتابع الرئيس سعيد في معرض حديثه عن التغيرات التي تعرفها المنطقة، قائلاً: «نحن واعون جميعاً اليوم بالتغيرات التي تحدث في العالم بأسره، والتي تفرض إيجاد حلول جديدة»، مشيراً إلى أن موضوع الرقمنة في هذه القمة «هو اختيار وجيه، وهو يعود إلى اعتبارها عنصر تنمية وتضامن في الفضاء الفرنكوفوني».

وفي رده على منتقدي هذه القمة والاتهامات، التي وجهتها المعارضة لمنظمي القمة الفرنكفونية المرتبطة بالاستعمار الفرنسي لتونس، قال الرئيس سعيد: «ليست لدينا أي عقدة من اللغات الأجنبية... فابن خلدون والجاحظ وعديد العلماء والفلاسفة العرب تحدثوا عن أهمية الانفتاح على اللغات... والخيارات وطنية وموجودة، ولا تندرج تحت أي إملاءات من أي طرف كان»، مبرزاً أن التعامل مع اللغات الأخرى «يحيل إلى أهمية الاتفاق حول الأفكار والتصورات، وحول عالم جديد يقوم على قيم وأفكار جديدة مختلفة عن الأفكار البائدة والقديمة»، ولاحظ أن «العالم الجديد يتم التعامل داخله باللغة العربية الرسمية للدولة، وأيضاً باللغة الفرنسية وكل اللغات الأخرى»، مؤكداً «أهمية أن يلتقي الجميع في هذا العالم».

وخلال الجلسة الافتتاحية، لقمة الفرنكوفونية، تولى نيكول باشينيان، رئيس الوزراء الأرميني، تسليم رئاسة المنظمة لتونس خلال السنتين المقبلتين. ومن ناحيتها، كشفت لويز موشيكيوابو، الأمينة العامة لمنظمة الفرنكوفونية، عن أن مشروع «إعلان جربة»، المنتظر الإعلان عنه مع نهاية الأشغال، سيتضمن مواقف المنظمة من عدد من القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الراهنة.

وسيناقش المشاركون في هذه القمة المشروع الختامي لـ«إعلان جربة»، والإطار الاستراتيجي للمنظمة خلال الفترة الممتدة بين 2023 و2030، ودراسة إجراءات انضمام الدول والمنظمات الراغبة في الانتماء للمنظمة، إضافة إلى المسائل المالية الإدارية، وفي مقدمتها ميزانية السنة المقبلة، علاوة على تحديد موعد الندوة الوزارية المقبلة، وأيضاً قمة رؤساء الدول والحكومات.

كما تناقش القمة كذلك عدة محاور ومواضيع مهمة، أبرزها الوضع الاقتصادي وسط الأزمات الدولية، والأمن الغذائي والطاقي، وقضايا التمويل والمديونية، ومجابهة تأثير التغيرات المناخية، باعتبارها أبرز التحديات القائمة حالياً أمام الدول. ويتضمن جدول الأعمال تنظيم منتدى اقتصادي، اليوم الأحد وغداً الاثنين، بمشاركة أكثر من 600 رجل أعمال وشركة ضمن هذا الفضاء.

من ناحيته، أكد عثمان الجرندي، وزير الخارجية التونسية، حرص تونس على أن تتوج هذه القمّة بمختلف فعالياتها باعتماد توصيات عملية، واتخاذ مبادرات رائدة، من شأنها إعطاء دفعة جديدة للتعاون في الفضاء الفرنكوفوني في جميع المجالات، وتعزيز التضامن في مواجهة التحديات الراهنة على حد تعبيره.

وبخصوص الفرص المتاحة أمام تونس من خلال احتضانها لهذه القمة، أكد الجرندي أن تونس «تمتلك الكثير من المقوّمات على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهذا ما يجعلها قادرة على الاستفادة من فرص التعاون داخل الفضاء الفرنكوفوني، وضمن التعاون الثلاثي في مختلف القطاعات، خاصة الاستثمار والمبادلات التجارية، وكذلك في المجالات الثقافيّة والعلميّة والتكنولوجيّة.

أما بخصوص الإشراف المستقبلي على هذه المنظمة، فمن المنتظر، وفق عدد من المشاركين في هذه القمة، إعادة انتخاب الرواندية لويز موشيكيوابو على رأس المنظمة الدولية للفرنكفونية لمدة أربع سنوات جديدة، باعتبارها المرشحة الوحيدة لهذا المنصب.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الرئيس التونسي يتهمُ « ملاحقين قضائياً » بالترشح للإنتخابات والهيئة تنفي

وزيرا خارجية الإمارات وتركيا يبحثان عدداً من الملفات بينها الأمن الغذائي والطاقة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوضع الاقتصادي والأمن الغذائي يهيمنان على أعمال «قمة الفرنكوفونية» في تونس الوضع الاقتصادي والأمن الغذائي يهيمنان على أعمال «قمة الفرنكوفونية» في تونس



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:20 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

24 قتيلاً في قصف إسرائيلي على دير البلح وسط غزة
 العرب اليوم - 24 قتيلاً في قصف إسرائيلي على دير البلح وسط غزة
 العرب اليوم - سوسن بدر تتحدث عن حبها الأول وتجربتها المؤثرة مع والدتها

GMT 19:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

نابولي يعزز صدارته للدوري الإيطالي بثلاثية ضد كومو

GMT 13:54 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دعوى قضائية تتهم تيك توك بانتهاك قانون الأطفال فى أمريكا

GMT 14:19 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتجه لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ أكتوبر 2022

GMT 13:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع حصيلة قتلى إعصار هيلين بأمريكا إلى 215 شخصا

GMT 15:57 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 10:04 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مصرع 4 وإصابة 700 آخرين بسبب إعصار كراثون في تايوان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab