12 مليون دينار شهريًا قيمة تجارة الحدود التونسية
آخر تحديث GMT05:45:41
 العرب اليوم -

1.2 مليون دينار شهريًا قيمة تجارة الحدود التونسية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - 1.2 مليون دينار شهريًا قيمة تجارة الحدود التونسية

تونس ـ وات

تجارة الخط» أو سوق ليبيا أو التجارة الموازية تسميات عديدة لعملة واحدة هي تجارة التهريب التي تتمعش منها مدن تونسية كثيرة منذ عشرات السنين وكلما أغلق معبر تقوم الدنيا ولا تقعد في هذه المدن على غرار ما يحدث منذ أيام في منطقة بن قردان. لكن السؤال المطروح متى كانت البضائع المهرّبة تدخل عن طريق المعابر الرسمية وما هو تاريخ انشاء هذه الأسواق التي أصبحت تنشط في مجال السلاح والمخدرات وما هو حجم هذه المبادلات التجارية في هذه الأسواق وعدد التونسيين الذين يقتاتون منها وما هي الحلول لجهات بأكملها تنشط في مجال التهريب أمام صمت الدولة؟ للإجابة عن هذه الأسئلة تحدثت «الشروق» الى ابراهيم الميساوي رئيس الجمعية التونسية لمكافحة الفساد والى الدكتور فيصل الشريف مؤرخ. في البداية ذكر الاستاذ ابراهيم ميساوي أن الأسواق الحدودية على غرار سوق بن قردان أصبحت من كثرة السكوت عن نشاطها في مجال السوق الموازي وكأنها حق مكتسب وهو ما يفسّر الأحداث الأخيرة فهذه الأسواق شكلت عبر السنوات شبكة علاقات لها نظامها الداخلي اذ تضم بنوكا موازية «الصرّافة» ومحلات ومخازن وقد قدّر باحث تونسي مقيم في ايطاليا عدد الناشطين في «تجارة الخط» الحدودي بأكثر من 100 ألف شخص تربطهم سلسلة من العلاقات المتنوعة من ذلك المهربين والمزودين ولكل منها اختصاصه وتربطهم لحمة كبيرة ذلك ان المهرب الذي تحتجز بضاعته يتم تعويضه في نفس اليوم بما خسره من طرف بقية «زملائه» ذلك أنهم يقسمون المهام فيما بينهم ولكل اختصاصه. لكن السؤال المطروح لماذا تغلق السلط الرسمية عينها عن تجارة الخط رغم أنها تهدد اقتصاد البلاد؟ والجواب حسب مصدرنا لأن جهات بأكملها تقتات منها وليس لها موارد أخرى لكنها في المقابل تتسبب في افلاس عدة شركات بسبب المنافسة غير الشرعية كما انها تتسبب في الاضرار بصحة المواطن لعدم مراقبتها. والملفت للانتباه ان 70٪ من مبادلات هذه السوق التي تقدّر بنحو 1.2 مليون دينار شهريا تتم عبر المقايضة المتمثلة في استبدال سلع مدعمة (مقرونة وسكر وطماطم...) بأخرى من ليبيا وقد تم رصد مخازن ضخمة في الحدود تتغير سلعها يوميا ذهابا وإيابا بين تونس وليبيا. والـ30٪ المتبقية التي يتم تهريبها نقدا بالمقايضة تشمل غالبا السلاح والمخدرات والسلع الثقيلة... والسيارات رباعية الدفع (المسروقة في الغالب). لكن لماذا تحدث أعمال عنف كلما أغلق معبر رغم أن التهريب لا يتم عبره عادة عن هذا السؤال ذكر الاستاذ فيصل شريف ان صغار المهربين يقسمون بضائعهم على شاحنات وتنقل عبر المعابر أما كبار المهربين فيعتمدون على مسالك أخرى. لكن ما يحدث في بن قردان حاليا هو احتجاج على اهمال الدولة لهذه المناطق وعدم تهيئة الدولة للفضاء قصد تشجيع الاستثمار على غرار احداث سوق حرة في المناطق الحدودية تفيد الاقتصاد الرسمي ولا تكلف الدولة كثيرا ومنح هؤلاء التجار الناشطين حاليا في التهريب تشجيعات قصد تحفيزهم للانخراط في الاقتصاد الرسمي وهذا ما يمكن التفكير في انجازه على الحدود التونسية الليبية والتونسية الجزائرية حتى يستفيد متساكنو هذه المناطق والدولة. كيف نشأت أسواق ليبيا في تونس؟ عن هذا السؤال أجاب المؤرخ فيصل الشريف انها نشأت في الجنوب سنة 1934 برغبة من المعمر الفرنسي الذي تخوّف آنذاك من توسّع موسيليني من ليبيا الى تونس والخطر الفاشي باعتبار تواجد الجالية الايطالية في تونس. كما انه تاريخيا علاقة تونس بروما أقوى من علاقتها بفرنسا لذلك قام المعمر بالاعتناء بالجانب الاجتماعي في الجنوب لتثبيت السكان بها (مشاريع تربية ماعز وسوق أسبوعية). وقد نشطت القبائل في الجنوب في مجال التهريب (السلاح بالخصوص) وقد حاربت فرنسا هذا الجانب وقدّمت البديل عبر خلق موارد رزق. وعندما أصبحت ليبيا دولة نفطية تدعمت المبادلات بين هذه الأسواق وليبيا وفي زمن حكم بورقيبة كانت هذه السوق مراقبة لكن في حكم بن علي لم يردع التهريب لضمان السلم الاجتماعي نظرا لغياب مصادر رزق أخرى. وفي 2011 ضعفت الدولة وتواتر خطر تهريب السلاح.  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

12 مليون دينار شهريًا قيمة تجارة الحدود التونسية 12 مليون دينار شهريًا قيمة تجارة الحدود التونسية



GMT 13:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

اقتصاد تونس ينمو 1.8% بالربع الثالث مع تحسن النشاط الزراعي

GMT 11:51 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع معدل البطالة في مصر إلى 6.7% في الربع الثالث من 2024

GMT 05:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 03:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك الدولي خصص 300 مليون دولار لدعم السودان

GMT 04:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

صندوق النقد يتوقع نمو اقتصاد الإمارات بنسبة 5.1% في 2025

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab