لبنان يعول على ثروته النفطية لإنقاذ اقتصاده
آخر تحديث GMT03:26:25
 العرب اليوم -

لبنان يعول على ثروته النفطية لإنقاذ اقتصاده

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - لبنان يعول على ثروته النفطية لإنقاذ اقتصاده

بيروت ـ قنا

وسط تنامي المخاوف بشأن مسار الاقتصاد اللبناني الذي يترواح الدين العام للدولة فيه بين 55 و56 مليار دولار،لاح بريق أمل لدى اللبنانيين  بعد  استكمال  الخطوات  التشريعية  والقانونية  الكفيلة  بالاستثمار في  قطاع  النفط حيث  بإمكان  لبنان القيام بأول عملية تنقيب في هذا القطاع العام 2015 خاصة وان لبنان يصرف 15 بالمائة من ناتجه القومي على استيراد المحروقات. وكشف السيد جبران باسيل وزير الطاقة والمياه اللبناني في تصريح له مؤخرا ان بلاده أنهت المسوحات البحرية حيث يتم حاليا تحليل هذه المسوحات التي تظهر أن هناك كميات واعدة جدا من النفط ،لافتا الى ان لبنان انهى التشريعات والتحضيرات اللازمة التي تهيئ الشركات لتكون موعودة بمناخ استثماري جيد حيث من المقرر ان يتم توقيع اول عقد للبدء بالتنقيب عام 2014" على ان تبدأ عملية التنقيب في عام 2015  . ولعل ابرز التطورات في سياق هذا الملف هي الزيارة التي قام بها الرئيس القبرصي ديميتريس كريستوفياس الى لبنان في شهر يناير الجاري والتي بحث خلالها مع كبار المسؤولين اللبنانيين وعلى رأسهم رؤوساء الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي والنواب نبيه بري ملف النفط والغاز ، حيث جاء التأكيد من الجانب القبرصي ان لدى لبنان مشكلة بالأطماع الإسرائيلية في هذا الموضوع وان قبرص طرف وسيط في النزاع. وتشوب هذا الملف مشكلة تقنية تعتبر قبرص طرفا فيها حيث تكمن المشكلة في تثبيت حدود لبنان الدولية البحرية وحقه في ثرواته الطبيعية النفطية والغازية ضمن حدود منطقته الاقتصادية الخالصة جراء خطأ في الترسيم البحري ما بين قبرص وإسرائيل الذي جاء على حساب لبنان ويهدد بتضييع مساحة بحرية على لبنان تزيد عن 850 كيلومتراً مربعاً، وهو ما يثير أزمة في هذا الملف خاصة في ظل التهديد الإسرائيلي الدائم لحقوق لبنان النفطية . وجاء تسارع الاهتمام بموضوع استثمار الثروة النفطية في لبنان بعد الإعلان عن اتفاق إسرائيل وقبرص على التنقيب في مياه المتوسط في ظل محاولات اسرائيلية للالتفاف على جزء من المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان وضمها اليها ومن هنا تأتي اهمية التنسيق بين لبنان وقبرص في هذا الملف حيث كان لزيارة الرئيس كريستوفياس اصداء كبيرة كون قبرص طرفا معنيا . وقد اتفق كل من الرئيسين اللبناني والقبرصي على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين في مجال النفط والغاز المتوافرين في المناطق البحرية لبلديهما اضافة الى زيادة التنسيق والتعاون والاتفاق على آليات لاستخراج الثروة النفطية في الحدود البحرية المشتركة. واكد الرئيس القبرصي خلال زيارته على ان بلاده تحاول لعب دور الوسيط في اطار النزاع بين اسرائيل ولبنان في ملف النفط مؤكدا ان لا خلاف بين لبنان وقبرص في ملف النفط والغاز الموجود في البحر بين البلدين. واعرب عن رغبة قبرص للتعاون مع لبنان من اجل استغلال الغاز الموجود في البحر بين البلدين لافتا الى ان  قبرص قدمت اقتراحا للبنان منذ شهر مارس الماضي من اجل الاستغلال المشترك للغاز الموجود بينهما. وعلى الرغم من الخلافات التي تشهدها الساحة السياسية اللبنانية جراء ملفات متعددة ومنها اقرار قانون الانتخاب والجدل بين الافرقاء على خلفية تداعيات الازمة السورية بين مؤيد للنظام ومعارض لها ، الا ان الحكومة اللبنانية أقرت خلال الاشهر القليلة الماضية قانون النفط والمراسيم التطبيقية لقانون التنقيب عن النفط اضافة الى تعيين اعضاء هيئة ادارة قطاع البترول. ويرى مراقبون ان اكتشاف الغاز في المياه الاقليمية اللبنانية هو حدث في حد ذاته، لكن اهميته تتزايد بربطه بقطاعات انتاجية اخرى بما يمكن ان يسهم في تحقيقه من تنمية مستدامة ولبنان بحاجة ماسة اليها. ويسود القلق عند اللبنانيين من ان تسيطر المحاصصة والفساد على هذا الملف بما يحرمهم من الاستفادة الحقة من هذه الثروة التي يجب ان توجه لتنمية مستدامة بما يصب لمصلحة المواطنين والنهوض بالاقتصاد وحل مشكلة الدين لا ان تقتصر الفائدة منها على فئة محددة. وعلى الرغم انها ليست المرة الأولى التي يفتح فيها لبنان موضوع التنقيب عن النفط كون توقعات احتمال وجوده تعود الى منتصف الأربعينيات عندما بدأت محاولات حفر بئر تجريبية في المنحدر الغربي في جبل تربل شمال مدينة طرابلس شمال لبنان ، وفي الماضي القريب عندما أحيت نتائج المسح الزلزالي للشواطئ الإقليمية اللبنانية العام 2003، آمال وجود النفط ومعادن أخرى عدة مناطق لبنانية، الا ان اللبنانيين يعتبرون هذه المرة ان حلمهم اصبح اكثر واقعية مع استصدار الخطوات العملية لذلك. ويبقى السؤال هل تحظى الأجيال المقبلة بفرصة التنعّم بـ"ثروة لبنان النفطية"، التي سوف ترسم مستقبله الاقتصادي والسياسي على حد سواء ام تتحول هذه الثروة المنتظرة الى مدار جدل بين السياسيين وتخضع لنظام المحاصصة الطائفية في هذا القطاع ويحرم لبنان من دخول نادي الدول النفطية.  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان يعول على ثروته النفطية لإنقاذ اقتصاده لبنان يعول على ثروته النفطية لإنقاذ اقتصاده



GMT 03:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك الدولي خصص 300 مليون دولار لدعم السودان

GMT 04:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

صندوق النقد يتوقع نمو اقتصاد الإمارات بنسبة 5.1% في 2025

GMT 04:07 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك الدولي يتوقع نمو اقتصاد الإمارات 4.1% في 2025

GMT 16:46 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الرئيس المصري يتحدث عن حل لتجاوز أزمة الدولار

GMT 04:46 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يتوصل لاتفاق مع الأردن يتيح 131 مليون دولار

GMT 16:00 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

مصر ترفع سعر شراء القمح المحلي 10% للموسم الجديد

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:43 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab