بكين _ قنا
انطلقت اليوم أعمال "الدورة السادسة لندوة العلاقات العربية -الصينية والحوار بين الحضارتين العربية والصينية" لمنتدى التعاون الصيني العربي بالدوحة والتي تستمر يومين.
تناقش الندوة ثلاثة محاور رئيسية: طريق الحرير الحديث: أسس التعاون والحوار في العشر سنوات المقبلة والتحديات المتوقعة .. ونحو أهداف وآليات جديدة للتعاون الثقافي والشبابي على طول طريق الحرير الحديث .. والتواصل الشعبي والدبلوماسية العامة .
وفي كلمته الافتتاحية لأعمال الندوة أوضح السيد راشد بن خليفة آل خليفة مساعد وزير الخارجية لشؤون الخدمات والمتابعة أمين سر اللجنة القطرية لتحالف الحضارات أن هذه الدورة تنعقد في ظل ظروف دولية بالغة التعقيد حيث ينتشر التطرف والتعصب في العديد من دول العالم .. كما تمر المنطقة العربية في الوقت الحاضر بتحولات جذرية وصراعات مسلحة تلقي بظلالها السلبية ليس على المنطقة فحسب، وإنما على المجتمع الإنساني برمته، مما يستدعي المزيد من التعاون والتنسيق بين جميع الدول من أجل تحقيق الاستقرار والأمن والتنمية.
وأضاف أن العلاقات العربية الصينية التي ترجع جذورها إلى أكثر من عشرة قرون تتسم بجملة من السمات والخصائص التي تجعلها نموذجا رائدا للعلاقات الودية بين الشعوب والحضارات، لا سيما وأنها ترتكز على الاعتماد المتبادل في مختلف المجالات وعلى المصالح المشتركة، فكلا الجانبين يحتاج الآخر ويكمله.
وأوضح، أن المواقف المشرفة لجمهورية الصين إزاء القضايا العربية ، لا سيما القضية الفلسطينية ودعم جهود الدول العربية في مسيرتها الإنمائية خلال العقود الخمسة المنصرمة كان لها الأثر العظيم في ترسيخ التعاون العربي الصيني والحوار بين الحضارتين العربية والصينية.
وأشار السيد راشد بن خليفة آل خليفة إلى، أن العلاقات العربية الصينية شهدت تطورا ملحوظا خلال العقدين المنصرمين مع تصاعد أهمية الصين في خريطة الاقتصاد العالمي، حيث ترتبط الدول العربية بعلاقات اقتصادية متنامية مع الصين، ويدل على ذلك ارتفاع حجم التبادل التجاري العربي الصيني من حوالي 62 مليار دولار عام 2006 إلى 251 مليار دولار عام 2014.
كما تزايد حجم الاستثمارات المباشرة المتبادلة في مختلف المجالات.وتابع قائلا: إن العلاقات شهدت إلى جانب التعاون الاقتصادي تعاونا وثيقا في المجال الثقافي، حيث يعد النظام الثقافي العربي والصيني من أعرق النظم الثقافية في العالم، مشيرا إلى أن مجالات التعاون تمثلت في تنظيم العديد من الفاعليات الثقافية وتبادل البعثات الدراسية والتعاون في مجال البحث العلمي، وكذلك إنشاء جمعيات الصداقة العربية الصينية والمراكز الثقافية في مختلف مجالات الإبداع.
وأوضح، أن أعمال الدورة السادسة لندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين تناولت جملة من الموضوعات التي تربط أسس التعاون والحوار في السنوات العشر القادمة والتحديات المتوقعة، والبحث عن آليات جديدة لتعزيز التعاون الثقافي والشبابي على طول خط الحرير، والتواصل الشعبي والدبلوماسية العامة.
وفي ختام كلمته أعرب السيد راشد بن خليفة آل خليفة مساعد وزير الخارجية لشؤون الخدمات والمتابعة أمين سر اللجنة القطرية لتحالف الحضارات عن أمنياته بأن تخرج أعمال الندوة بجملة من المقترحات والتوصيات البناءة والعملية التي تعزز من الحوار بين الحضارتين العربية والصينية والتواصل الإنساني بينهما، إضافة إلى فتح الآفاق الفكرية الرحبة للعلاقات في ظل مشروع طريق الحرير الحديث الذي ينتظر أن تتطور معه العلاقات الاستراتيجية بين الصين والعالم العربي، إلى مستويات تاريخية جديدة تسهم في تعزيز فرص التقدم والرخاء للشعبين.
من جانبه، أكد السيد لي تشاوشينغ وزير الخارجية الأسبق رئيس الجمعية الصينية للدبلوماسية العامة رئيس الوفد الصيني على أهمية هذه الندوة التي تعتبر آلية تعاون بين الصين والعالم العربي خاصة أنها تجمع عددا كبيرا من الخبراء والمفكرين العرب والصينيين الذين يثرون الحوار بأفكار ومقترحات تسهم في تعزيز التعاون بين الجانبين.وأشار رئيس الوفد الصيني في كلمته أمام الندوة إلى تزايد أعداد الشركات الصينية في دولة قطر إضافة إلى تزايد أعداد الصينيين المقيمين في الدولة والذين يجدون كل الترحاب من إخوانهم القطريين كما تزايد حجم أعمالهم مما يعد دليلا على التعاون القطري الصيني في العديد من المجالات.
ونوه "لي تشاوشينغ"، بأن التواصل بين الصين والمنطقة العربية منذ آلاف السنين من خلال طريق الحرير القديم والذي عزز التواصل والتجارة بين الجانبين، مشيرا إلى دعوة الرئيس الصيني لمشاركة الدول العربية في بناء حزام طريق الحرير الذي يربط بين آسيا وأوروبا خاصة أن المنطقة العربية حلقة هامة في حركة التجارة العالمية وفي مكونات هذا الطريق.
أرسل تعليقك