بسبب العنف تزدهر أنشطة بائعي النعوش في باكستان
آخر تحديث GMT07:23:57
 العرب اليوم -

بسبب العنف تزدهر أنشطة بائعي النعوش في باكستان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - بسبب العنف تزدهر أنشطة بائعي النعوش في باكستان

بائعي النعوش في باكستان
بيشاور ـ ا ف ب

تتخبط باكستان منذ عقد من الزمن في اعمال عنف دامية بشكل شبه يومي، لكن مصائب قوم عند قوم فوائد، كما الحال بالنسبة لجهانزيب خان صانع النعوش الذي ازدهرت اعماله جراء هذه المأساة المستمرة.

فهذا الباكستاني الستيني الذي كان يعمل سابقا بائعا للخردوات لم يكن ليصدق انه سيصبح الرائد في موجة جديدة اطلقها في مطلع الثمانينات في تصنيع النعوش، في بلد ينقل موتاه تقليديا الى المدافن على سرير من الحبال المتشابكة ثم يوارون الثرى داخل اكفان.

لكن لدفن ضحايا الهجمات الانتحارية او التفجيرات بالعبوات الناسفة الذين يسقطون بشكل شبه يومي في باكستان، يبقى استخدام النعوش ملائما اكثر.

ويحقق جهانزيب صاحب اللحية البيضاء النظيفة ايرادات طائلة بسبب ازدهار مهنته، من دون ان يبدي سعادته بهذا الوضع.

ويقول هذا الرجل من مشغله الواقع في محلة يكه توت في بيشاور، احدى اكبر المدن الباكستانية على تخوم افغانستان "عندما انطلقت في هذه المهنة، لم اكن اتوقع ملاقاة هذا النجاح كله. اليوم، يسقط أناس يوميا في هجمات ارهابية ويحصل أنني لا استطيع تلبية كل الطلبات في بعض الاحيان".

في 16 كانون الاول/ديسمبر الماضي، اقتحم مسلحون من حركة طالبان مدرسة في بيشاور ولاحقوا عددا كبيرا من التلامذة حتى مقاعدهم الدراسية وارغموهم على الاصطفاف امام اللوح قبل تصفيتهم بدم بارد.

وبعد هذه الهجوم الذي اودى بحياة 150 شخصا، وهو الاعنف في تاريخ البلاد، زادت انشطة جيهانزيب. وفي ذاك اليوم، باع 60 نعشا ما ادى الى استنفاد كل مخزونه.

الا ان هذا الوضع ليس مصدر ارتياح له ابدا. ويصرح جيهانزيب "كنت منهارا. لقد حصلت هجمات عدة في هذه المدينة انفطر قلبي بسببها، الا ان هذا الهجوم كان بلا شك الافظع والاكثر اثارة للقلق. هؤلاء الاطفال اطفالنا".

الا ان هذا اليوم المأسوي لم يحمل رقما قياسيا بالنسبة لهذا التاجر، بل ان الرقم القياسي في بيع النعوش في يوم واحد سجله سنة 2013، عندما فجر انتحاريان نفسيهما امام كنيسة في بيشاور لدى خروج المصلين من القداس. لكن على رغم مشاعر الحزن التي تلت الهجوم، فإن الغضب الشعبي خفت سريعا.

لكن بعد الهجوم على مدرسة بيشاور التي كان يرتادها اطفال عناصر في القوات الباكستانية، اكثر المؤسسات التي تحظى باحترام في البلاد، بدت باكستان وكأنها تنخرط سريعا في دوامة عنف اكبر. فقد كثف العسكريون غاراتهم على طالبان الذين يحاربون السلطة في باكستان وتعهد الجيش باستهداف "جميع الارهابيين" بمن فيهم اولئك الناشطون في الخارج انطلاقا من الاراضي الباكستانية.

قبل انطلاق عمليات طالبان في باكستان في العام 2007، لم يكن جيهانزيب يبيع سوى نعش واحد الى ثلاثة يوميا في هذه المدينة التي تعد اربعة ملايين نسمة.

وكان زبائنه في تلك الفترة خصوصا من اللاجئين الافغان الراغبين في دفن اقربائهم في الناحية الثانية من الحدود وبالتالي نقل جثامينهم داخل نعوش، او من العائلات الحريصة على احترام التقليد المحلي المعروف بـ"بورده" والقائم على عزل النساء عن الرجال وذلك للتأكد من عدم حصول اي احتكاك بين الجنسين حتى بعد الوفاة.

حاليا، تلقى النعوش المصنوعة من الخشب والمبطنة من الداخل رواجا اذ يبيع جيهانزيب يوميا حوالى خمسين منها لدفن ضحايا اعمال العنف، ولكن ايضا لاشخاص توفوا "بسلام" لاسباب طبيعية.

وانتقل هذا التوجه حتى الى قوات الامن. إذ أن محال اخرى مثل محل شريار خان (23 عاما) تتخصص في النعوش الخاصة بالعسكريين الذين هم في مقدمة المواجهة مع المتمردين الاسلاميين.

ويقول شهريار خان ان "العسكريين يطلبون خشبا بنوعية افضل ومسكات على الجوانب لنقل الجثمان بسهولة اكبر. النعش العادي يكلف حوالي ثلاثة الاف روبية (30 دولارا) لكن النعش العسكري يقارب ثمنه 10 الاف روبية (مئة دولار).

ولدى شهريار خان موظف يدعى نياز علي شاه ينام في المحل الواقع في بيشاور تحسبا لأي تطورات قد تستدعي بيع نعوش خلال الليل التزاما بضرورة دفن الموتى نهار وفاتهم او في اليوم التالي.

ويوضح شاه ان "المسعفين يعرفوننا وعندما يحتاج اشخاص لنعوش فإنهم يدلونهم مباشرة الى متجرنا"، وهو واحد من بين خمسة عشر محلا لبيع النعوش في بيشاور.

ويضيف "الناس يصلون الينا باكين. بيع النعوش يذكرنا بأن مصيرنا جميعا في النهاية هو الموت. هذه الحياة فانية".




 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بسبب العنف تزدهر أنشطة بائعي النعوش في باكستان بسبب العنف تزدهر أنشطة بائعي النعوش في باكستان



GMT 14:15 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الدولار يتجه لتسجيل أكبر مكاسب أسبوعية منذ أبريل

GMT 14:13 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الذهب ترتفع بدعم من الإقبال على الملاذ الآمن

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الدولار يحتفظ بمكاسبه مع اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:01 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

نجمات تألقن على منصات عروض الأزياء
 العرب اليوم - نجمات تألقن على منصات عروض الأزياء

GMT 06:18 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الخزانة ذات الأدراج قطعة أثاث مهمة في غرفة النوم
 العرب اليوم - الخزانة ذات الأدراج قطعة أثاث مهمة في غرفة النوم

GMT 00:20 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تتجسس على أصدقائها.. فما البال بأعدائها؟!

GMT 00:42 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إيران باتت تدافع عن نفسها

GMT 22:40 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله يعلن استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية

GMT 23:19 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

غارات إضافية على الضاحية الجنوبية لبيروت

GMT 19:52 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل عشرات المدنيين بغارات للجيش السوداني في السودان

GMT 17:23 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلى يعترض مسار طائرة إيرانية فوق العراق

GMT 23:25 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الممثلة المغربية الشهيرة نعيمة المشرقي عن 81 عاما
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab