برلين - العرب اليوم
رغم فورة الأسعار، أعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية الاثنين أنه من المتوقع أن يسجل الاقتصاد الألماني نمواً ملحوظاً في الربع الثالث، قبل أن تعود المعدلات إلى طبيعتها في الربع الرابع. وأشارت الوزارة، مع ذلك، في تقريرها الشهري، إلى أن زيادة انتشار طفرات فيروس «كورونا» وتأثيرها على معدلات العدوى، يمكن أن يلقي بظلاله على التوقعات. ووفقاً للتقديرات الرسمية، فقد تعافى أكبر اقتصاد في منطقة اليورو في الربع الثاني، وارتفع الناتج الاقتصادي بنسبة 1.6 في المائة.
ولفتت الحكومة إلى أن صناعات الهندسة الميكانيكية والسيارات، والتي تباطأت مؤخراً بسبب نقص أشباه الموصلات، تمكنت من زيادة إنتاجها. وأشارت الوزارة إلى أنه بالنظر إلى هذا التوسع، إلى جانب ارتفاع الطلبات، فإن التوقعات للاقتصاد الصناعي تبقى متفائلة ولكن بحذر. وأشارت أيضاً إلى تسجيل تعافٍ ملحوظ في سوق العمل. وتوقعت المزيد من التراجع في نظام العمل بالساعات المخفضة في الأشهر المقبلة. وفي ذات الوقت، واصلت أسعار الجملة في ألمانيا ارتفاعها في أغسطس (آب) الماضي، لأعلى مستوياتها في أكثر من 3 عقود، حيث أعلن مكتب الإحصاء الاتحادي يوم الاثنين أن أسعار الجملة ارتفعت الشهر الماضي بنسبة 12.3 في المائة على أساس سنوي.
وبحسب البيانات كانت هذه أقوى زيادة منذ أكتوبر (تشرين الأول) عام 1974، عندما ارتفعت أسعار الجملة أكثر قليلاً في أعقاب أزمة النفط الأولى. وبلغ الارتفاع في يوليو (تموز) الماضي 11.3 في المائة، مقابل 10.7 في المائة في يونيو (حزيران) الماضي. وعزا الإحصائيون الارتفاع الكبير في أسعار تجارة الجملة إلى سببين: فمن ناحية، ارتفعت أسعار الكثير من المواد الخام والمنتجات الوسيطة بشكل حاد، وهو ما يرجع إلى الكثير من مشكلات التوريد في التجارة العالمية، والتي يرتبط معظمها بجائحة «كورونا». ومن ناحية أخرى، يشير مكتب الإحصاء إلى التأثير الإحصائي الأساسي الناجم عن المستوى المنخفض للغاية في الأسعار قبل عام نتيجة للركود الاقتصادي الحاد بسبب جائحة «كورونا» في عام 2020.
وتعتبر تجارة الجملة أحد المستويات العديدة في ألمانيا التي يتشكل عليها المستوى العام للأسعار، ذلك إلى جانب أسعار البضائع الواردة إلى ألمانيا والأسعار التي يتقاضاها المصنعون عن منتجاتهم. وتؤثر جميع هذه الأسعار على أسعار المستهلك، والتي يستخدمها البنك المركزي الأوروبي لتأسيس سياسته النقدية. وفي ألمانيا، ارتفعت أسعار المستهلك مؤخراً بشكل أكثر حدة مما كانت عليه قبل 28 عاماً تقريباً. وفي سياق منفصل، ارتفع عدد الركاب الذين أقلعوا من مطار فرانكفورت الدولي وهبطوا فيه خلال أغسطس الماضي أكثر من أي شهر آخر منذ بداية جائحة فيروس «كورونا»
وأعلنت شركة «فرابورت» المشغلة للمطار يوم الاثنين أن ما يقرب من 3.4 مليون مسافر تواجدوا في أكبر مطار في ألمانيا خلال الشهر الماضي. وبحسب البيانات، ارتفع عدد الركاب في المطار بذلك بنسبة 123 في المائة مقارنة بنفس الشهر العام الماضي، لكنه لا يزال أقل بنسبة 51 في المائة مما كان عليه في أغسطس 2019، أي قبل الجائحة. وذكرت الشركة أن حجم الشحن والبريد الجوي ارتفع بنسبة نحو 13 في المائة مقارنة بشهر أغسطس عام 2020.قد يهمك ايضا
دعوات متزايدة للبنك الدولي وصندوق النقد للتوسع في تخفيف ديون الدول الفقيرة
57 مليار دولار لإفريقيا من مقرضين رسميين في
أرسل تعليقك