نشر تقرير الناطق باللغة العربية مقالا تحليليا تناول من خلاله رضوخ شركات الطاقة الأوروبية لشروط روسيا بخصوص الدّفع بالروبل مقابل صادرات الطاقة.
وقالت الموقع التركي إن شركات الطاقة الأوروبية تسارع إلى الدفع وفق القرار الروسي الجديد في وقت تسعى فيه أوروبا إلى فك ارتباطها بالغاز الروسي، بعدما فرضت موسكو عليها الدفع بالروبل مقابل صادراتها الطاقية.
وأضاف أنه ومنذ بداية العملية العسكرية في أوكرانيا، سعى الجانبان المتنافسان سياسيا خلالها، روسيا والغرب، للي ذراع بعضهما معتمدين الغاز والنفط ورقة ضغط لإخضاع أحدهما الآخر.
وتابع قائلا "أمام هذا الواقع، ومع صعوبة إيجاد بديل يسد فجوة الغاز الروسي، اضطرت شركات أوروبية إلى الاستجابة والدفع بالروبل مقابل وارداتها الغازية، متجاهلة تحذيرات حكوماتها وراضخة لإرادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأبرزها شركة "إيني" الإيطالية، التي أعلنت فتح حساب بالروبل لهذا الغرض".
وأوضح الموقع التركي أنه وفي تحد لتهديدات بروكسل بمقاضاة الشركات التي تكسر العقوبات الاقتصادية على روسيا وتدفع مقابل غازها بالروبل، أعلنت شركة "إيني" الإيطالية في بيان لها، نيتها فتح حساب بالعملة المحلية الروسية ذلك قبل أيام من موعد سداد مدفوعاتها المقبلة للغاز.
وقالت الشركة المملوكة بنسبة 30% للحكومة الإيطالية، والتي توفر ما يقارب 40% من حاجيات البلاد من الطاقة، إنها ناقشت خطتها مع "مؤسسات إيطالية"، نافية انتهاك هذه الخطة للعقوبات الأوروبية.
وأوضحت بأنه في غضون 48 ساعة من الدفع، سيحوّل وكيل لها في بورصة موسكو اليورو إلى روبل، دون تدخل البنك المركزي الروسي.
وأكدت "إيني" أن الأمر يتعلق بإجراء مؤقت بلا مساس بحقوقها التعاقدية، والتي لا تزال تتوخى فيها الدفع باليورو، مشددة على أن "هذه الشروط الصريحة ستدرج في إجراءات الدفع".
وليست "إيني" وحدها التي رضخت لشروط الدفع الروسية، فحسب وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، فتح حوالي 10 عملاء أوروبيين حسابات بالروبل لدى "غازبروم" ممثل المجموعة الطاقية الروسية، وذلك مع اقتراب المواعيد النهائية لسداد واردات شهر أبريل المنصرم.
وتضيف الوكالة، نقلا عن مصدر مطلع رفض الإفصاح عن اسمه، أن إجمالي الشركات التي فتحت حسابات بالروبل بلغ 20 شركة أوروبية، إضافة 14 عميلا يطلبون الأوراق اللازمة لفتح حسابات كذلك، ولم يذكر المصدر أسماء هذه الشركات.
وفي السياق، تطرق الموقع التركي إلى تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، حيث حذرت من أن خطوة "إيني" ومثيلاتها، قد تكون شرارة صدام بين هذه الشركات وبروكسل.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هذا الصدام بين هذه الشركات والاتحاد الأوروبي، قد يضع قادة الدول في مأزق، وعلى رأسهم رئيس وزراء إيطاليا، ماريو دراغي الذي قد يضعه قرار "إيني" في وضع حساس خاصة وأن الأخير كان الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي، وأحد مهندسي العقوبات ضد البنك المركزي الروسي، وحكومته هي الجهة المنفذة القانونية للعقوبات في إيطاليا.
وبالتالي، يمكن أن تتخذ بروكسل إجراءات قانونية ضد روما إذا قررت أن إيطاليا فشلت في تطبيق العقوبات، وهي عملية قد تستغرق سنوات.
هذا وحاول دراغي التخفيف من حدة التوتر، حين صرح بأن "للشركات إمكانية للدفع بالروبل دون أن تخرق العقوبات الأوروبية"، وأردف قائلا في مؤتمر صحفي إن "معظم مستوردي الغاز فتحوا بالفعل حساباتهم بالروبل مع غازبروم بما فيهم ألمانيا، أكبر مستورد للغاز الروسي، دفعت بالفعل بالروبل".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك