انفراجة بسيطة في أزمة الحوض المنجمي فى تونس
آخر تحديث GMT05:48:39
 العرب اليوم -

انفراجة بسيطة في "أزمة الحوض المنجمي" فى تونس

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - انفراجة بسيطة في "أزمة الحوض المنجمي" فى تونس

الفوسفات يمثل جزءا هاما من إيرادات تونس في المجال الصناعي
تونس - العرب اليوم

ستؤنفت في محافظة قفصة جنوبي تونس عمليات نقل الفوسفات التجاري نحو مصانع التحويل التابعة للمجمع الكيميائي و الشركة الهندية التونسية لصنع الأسمدة بعد توقف كلي دام أسابيع، بسبب الحراك الاجتماعي.

وتأمل "شركة فوسفات قفصة" في الرفع من مستوى نقل الفوسفات للتحويل إلى معدل 13 ألف طن يوميا للإيفاء بتعهدات المجمع في الداخل والخارج.

هذا وقد عاد نشاط إنتاج الفوسفات بمنجم المظيلة وهو ثاني أكبر إقليم للشركة من حيث حجم الإنتاج بعد توقفه عن العمل 69 يوما على خلفية احتجاجات اجتماعية مستمرة.

وفي تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، وصف قيادي بجامعة المناجم التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل إبراهيم السحيمي نسق الإنتاج في منجم المتلوي بالعادي، مشيرا إلى استئناف الإنتاج بمنجم المظيلة منذ ثلاثة أيام بمعدل مقبول، في حين مازال منجم أم العرايس متوقف عن العمل بسبب مطالبة محتجين بتشغيل عدد من أبناء الجهة في شركة فوسفات قفصة.

ويواصل منجم الرديف الإنتاج دون مع مشاكل في التوزيع بسبب غلق المعتصمين لمسالك التوزيع عبر القطار و الشاحنات.

أحزاب منخرطة في الأزمة؟

واتهم السحيمي أحزابا سياسية فضل عدم تسميتها بالضلوع في الأزمة والعمل على تغذية الخلافات والاحتجاجات الاجتماعية لمنع عمليات إنتاج الفوسفات الذي يمثل جزءا هاما من إيرادات تونس في المجال الصناعي.

والجدير بالذكر أن إنتاج الفوسفات في تونس يتم في مدن الحوض المنجمي الأربعة و هي المتلوي و الرديف و أم العرايس والمظيلة بينما توجد مصانع تحويله في محافظتي قابس و صفاقس.

من جهته، قال مدير عام شركة فوسفات قفصة علي الخميلي، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن أزمة الحوض المنجمي بدأت تشهد انفراجا في انتظار عودة الإنتاج إلى سابق معدلاته.

وأضاف الخميلي أنه تم إقرار هدنة اجتماعية بثلاثة أشهر في الحوض المنجمي بفضل جهود كل الأطراف الفاعلة؛ حيث تعهدت حكومة تصريف الأعمال بإدراج مطالب المحتجين في التنمية والتشغيل على طاولة عمل الحكومة المرتقبة، وقبل المحتجون برفع الاعتصامات حتى تشكيل حكومة جديدة.

وأوضح مدير عام شركة فوسفات قفصة أن الأسباب الرئيسية لأزمة الإنتاج هي المطلبية الاجتماعية وضعف تطبيق القانون في عدد من القضايا المتعلقة بالشركة فضلا عن إشكاليات ذات طابع فني.

ويأمل التونسيون أن يعود نشاط الفوسفات في البلاد إلى سالف عهده بعد أن تكبدت الشركة و البلاد خسائر مادية ما فتئت ترتفع مند سنوات، بعد أن كان قطاع الفوسفات والمنتجات المنجمية يمثل تسعة بالمائة من إجمالي عائدات صادرات البلاد وفق إحصائيات رسمية.

الإحصائيات نفسها تشير اليوم إلى بلوغ خسائر شركة فوسفات قفصة الحكومية 480 مليون دينار في نهاية عام 2019 و تقهقر إنتاجها إلى 3 فاصل 6 مليون طن بعد أن كان يفوق ثمانية ملايين طن عام 2010.

كما أن الشركة لم تتمكن منذ بداية العام و حتى الثالث والعشرين من يوليو الماضي من بيع سوى مليون و500 ألف طن و هي نصف الكمية المبرمج وسقها نحو حرفاء محليين.

في سياق ذلك، أوضح مدير عام شركة فوسفات قفصة أن تونس خسرت أسواقا خارجية كانت وجهتها للتصدير قبل الثورة بسبب ضعف الإنتاج بعد أن كان لديها فائضا يتجه نحو أحد عشر مليون طن سنويا و أفرز شراكة مع دولة الهند.

وأكد الخميلي أنه رغم أن الطلب على الفوسفات التونسي في الأسواق الخارجية تكتفي الشركة بالسوق المحلية بسبب معدلات الإنتاج الضعيفة.

من جانبها، أعلنت وزراة الطاقة و المناجم في بلاغ لها أنها توصلت إلى اتفاق يقضي برفع الاعتصامات ووقف الاحتجاجات لمدة ثلاث أشهر مقابل التزامها بالاتفاقيات السابقة في مجالات التشغيل والتنمية على مستوى محافظة قفصة.

ويذكر أن المجمع الكيميائي الذي يقوم بتحويل الفوسفات إلى أسمدة كيميائية كان قد أعلن حالة القوة القاهرة في السوق العالمية للحفاظ على حقوقه المالية وأسواقه التجارية خاصة وأن توقف الإنتاج خارج عن نطاقه قانونيا.

وتسعى شركة فوسفات قفصة المزودة للمجمع الكيميائي و التي تراجع إنتاجها بستين في المئة مقارنة بالعشر سنوات الماضية إلى وضع حل لإشكاليات نقل الفوسفات عبر سكك الحديد من أجل استرجاع مكانتها في سوق الفوسفات والأسمدة.

يأتي ذلك فيما قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي إن أزمة شركة فوسفات قفصة والمجمع الكيميائي هي مسألة أمن قومي منتقدا تواصل الاحتجاجات ووقف الإنتاج.

من جهتهم، يعتبر عدد من أهالي قفصة المعتصمين جنوب البلاد مطالبين بالتشغيل والتنمية أن تعطيل الإنتاج كان آخر الخيارات المتاحة أمامهم وأنه رغم مساهمة الجهة في التنمية العامة للبلاد حرمت من مواردها وبقيت من أكثر المناطق تهميشا سواء سجلت كبرى الشركات فيها "فوسفات قفصة" أراباحا أو خسائر.

وتراوح أزمة الحوض المنجمي مكانها منذ سنوات و بحسب مراقبون فشلت كل الحكومات المتعاقبة في حلها منذ أن طفت على السطح في عام 2008 في غياب بدائل تنموية في الجهة و مقاربات عصرية لإدارة إنتاج هذا المورد الطبيعي.

قد يهمك ايضا :

تونس تعمل على زيادة إنتاجها السنوي 30% من مادة الفوسفات العام المقبل

روسيا توقع عقدًا مع الحكومة السورية لاستخراج الفوسفات من مناجم "خنيفيس"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انفراجة بسيطة في أزمة الحوض المنجمي فى تونس انفراجة بسيطة في أزمة الحوض المنجمي فى تونس



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab