رغم تراجع نتائجها في الربع الثاني لعام 2018 نتيجة انخفاض بمبيعات الهواتف الذكية، قالت «سامسونغ إلكترونكس» أمس الأربعاء، إن مجموعة سامسونغ ستستثمر 25 تريليون وون (22 مليار دولار) على مدى ثلاثة أعوام في الذكاء الصناعي وتكنولوجيا الجيل الخامس للمحمول والمكونات الإلكترونية للسيارات ونشاط الأدوية الحيوية.
وهذا الاستثمار جزء من حزمة أوسع نطاقا قيمتها 180 تريليون وون تخطط أكبر مجموعة أعمال في كوريا الجنوبية لإنفاقها خلال الفترة المذكورة لخلق فرص عمل وتأمين مجالات نمو جديدة في ظل ضعف نشاطها الرئيسي بقطاعي أشباه الموصلات والهواتف الذكية.
ولم تذكر «سامسونغ إلكترونكس»، أكبر صانع لرقائق الذاكرة والهواتف الذكية في العالم وأبرز شركة في المجموعة، تفاصيل لأرقام الاستثمار، لكنها قالت إنها ستقدم معظم الاستثمار.
وقالت الشركة إن المجموعة تخطط للتوسع بدرجة كبيرة في قدرات أبحاث الذكاء الصناعي، وزيادة عدد الباحثين في الذكاء الصناعي المتطور ليصل إلى ألف باحث في مراكز الأبحاث التابعة لها في أنحاء العالم، والاستثمار بكثافة في الأدوية الحيوية.
وقالت الشركة في بيان: «حققت سامسونغ نموا قويا من أنشطتها في عقود الصناعات التحويلية والبدائل الحيوية، وستواصل الاستثمار بكثافة في الأنشطة بما في ذلك التطوير وتصنيع البدائل الحيوية».
وصرح غريغ روه، من «إتش إم سي سيكيوريتيز آند إنفستنمنت» لوكالة الصحافة الفرنسية بأن «إعلان اليوم يدل على أن سامسونغ جدية في جهودها لتطوير محركات نمو جديدة»، في وقت تواجه المجموعة منافسة أكبر من الشركات الصينية في مجالات الهواتف الذكية وشريحة الذاكرة.
وتمثل خطة الاستثمار على مدى ثلاثة أعوام بقيمة 180 تريليون وون، بما في ذلك إنفاق رأسمالي، وكذلك البحث والتطوير في الرقائق وأجهزة العرض، زيادة بنسبة ستة في المائة بالمقارنة مع إنفاق الشركة في الأعوام الثلاثة الماضية.
وقالت سامسونغ إنها ستنفق 130 تريليون وون من المبلغ الكلي في كوريا الجنوبية، ومن المتوقع أن تخلق 40 ألف فرصة عمل، أي ما يزيد بمقدار 20 ألف وظيفة على خطط التوظيف السابقة.
ويأتي إعلان «سامسونغ» بعد يومين على لقاء نائب رئيسها لي جاي - يونغ، وريث المجموعة، مع وزير المال الكوري الجنوبي كيم دونغ - يون، الذي دعا سامسونغ إلى إيجاد مزيد من الوظائف.
وأمضى لي عاما وراء القضبان حتى فبراير (شباط) الماضي في إطار قضية أدت إلى إقالة، ثم إدانة الرئيسة الكورية السابقة بارك غون - هاي. وعدلت عقوبة لي في الاستنئاف إلى السجن مع وقف التنفيذ، ما أتاح الإفراج عنه، وبات ينتظر قرار المحكمة العليا.
وأدان مراقبون اللقاء بين كيم ولي، ورأوا أنه قد يعطي الانطباع بأن الحكومة تدعم الرأفة القضائية حيال نائب رئيس سامسونغ. وقال المحلل شونغ صن - سوب لوكالة الصحافة الفرنسية: «زيارة كيم أعطت الانطباع بأن مسؤولا في الحكومة جاء يتوسل لتقوم سامسونغ باستثمارات».
وتستعد سامسونغ لإطلاق أحدث منتجاتها من الهواتف المحمولة اليوم، وقبل أسبوع أعلنت «سامسونغ إلكترونكس» نتائج الربع الثاني لعام 2018، التي أظهرت استقرارا بصافي أرباحها، حيث أدى التراجع الكبير في أرباح الجوالات إلى التأثير على النتائج التي عززتها قوة أعمال رقائق الذاكرة.
وتراجعت إيرادات قسم الجوالات، الذي يشمل أعمال الشركة لمعدات شبكات الاتصالات، خلال الربع السنوي المنتهي في الثلاثين من يونيو (حزيران) بنسبة 20 في المائة إلى 24 تريليون وون (21 مليار دولار)، من مستوى 30.01 تريليون وون في الفترة نفسها من العام السابق، كما انخفض الربح التشغيلي للوحدة إلى 2.67 تريليون وون.
وجدير بالذكر، أن «سامسونغ» التي تعد أكبر مصنع في العالم للجوالات تشحن واحدا من بين كل خمسة جوالات ذكية في العالم، ولكن المستهلكين يحتفظون بأجهزتهم لفترة أطول من ذي قبل، كما يمتنعون عن شراء الجوالات الجديدة التي يبلغ سعرها ألف دولار أو أكثر. وأوضحت «سامسونغ» خلال إعلان نتائج الأعمال، أنها ستحاول إنعاش المبيعات من خلال تسريع إصدار جوالها «غالاكسي نوت 9».
وأعلنت الشركة الكورية الجنوبية تسجيل صافي ربح إجمالي بقيمة 11.04 تريليون وون في الربع الثاني، مقابل 11.05 تريليون وون في الفترة نفسها من العام السابق، وانخفاض الإيرادات إلى 58.5 تريليون وون.
ويعد الأداء مدعوما بالطلب القوي على رقائق الذاكرة التي تصنعها «سامسونغ» وتستخدم في الجوالات الذكية للمنافسين، والسيارات ذاتية القيادة وخوادم البيانات، وفي العام الماضي، تجاوزت «سامسونغ» شركة «إنتل» كأكبر مصنع للرقائق في العالم من حيث الإيرادات.
أرسل تعليقك