أنجزت "أرامكو" السعودية نحو 90% من التصاميم الهندسية لمشروع مدينة الملك سلمان للطاقة، بعد أن بدأت في أعمال الإنشاءات لإعداد موقع مشروع المدينة في الربع الثالث من العام الماضي 2017.
ويتوقع أن يبدأ العمل في اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ والمنشآت ﻓﻲ الربع الأخير ﻣﻦ العام الجاري 2018، والانتهاء من الأعمال الإنشائية لكامل المرحلة الأولى في عام 2021.
ووفقا لصحيفة "الاقتصادية"، فإن الشركة تسعى لتطوير المدينة وتهيئتها لمنظومة التحول الوطني وجذب الاستثمارات العالمية المتعددة والمرتبطة بالصناعات المساندة لقطاع الطاقة.
وكشف تقرير صادر عن أرامكو عن مفاوضات تجري الآن مع عديد من المستثمرين الصناعيين، بعد أن شهد شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي دخول شركة شلمبرجير كأول مستثمر يضع حجر الأساس لمنشآته الجديدة في المدينة، من خلال إنشاء مركز تصنيع منتجات خاصة بمنصات حفر آبار الزيت والغاز على اليابسة، إلى جانب منتجات مرتبطة بسلسلة إمداداتها.
وتقع المدينة في قلب الأعمال المرتبطة بقطاع الطاقة، بين حاضرتي الدمام والأحساء، اللتين تعدان مصدرين رئيسيين للقوى العاملة المحلية في المنطقة الشرقية، ما يجعلها متكاملة مع المدينة الصناعية الثالثة في الدمام.
وسيتم تطوير المدينة من خلال ثلاث مراحل على مساحة إجمالية تبلغ 50 كيلومترا مربعا، تغطي المرحلة الأولى منها مساحة قدرها 12 كيلومترا مربعا.
وتمثل مدينة الملك سلمان للطاقة استجابة لمتطلبات رؤية السعودية 2030 فيما يتعلق بتعزيز مستوى التنويع الاقتصادي ودعم نمو القطاع الخاص، والاستمرار في تطوير قطاع الطاقة، بما يسهم في تشكيل منظومة عمل أكثر أمانا واستقرارا، تعمل على دعم تحقيق أهداف النمو التي نسعى إليها من خلال هذه المشاريع.
وأشار إلى أن الأثر الاقتصادي بعد تطوير كامل المدينة في عام 2035 يتمثل في إضافة 22.5 مليار ريال للناتج المحلي سنويا، وتوطين أكثر من 300 منشأة صناعية وخدمية جديدة تساعد على الابتكار والتطوير والمنافسة عالميا.
وأوضح المهندس أمين حسن الناصر؛ رئيس "أرامكو السعودية" وكبير إدارييها التنفيذيين أخيرا، أن المدينة ستسهم في تطوير القطاع الخاص ولا سيما الشركات العاملة في مجال الصناعات والخدمات المساندة للطاقة في المملكة، وبما يجعل ذلك المجال قادرا على المنافسة في الساحة الإقليمية والعالمية، بما يرسخ مكانة المملكة كمركز استراتيجي للاستثمار في خدمات الطاقة.
وتعد المدينة من المشاريع العملاقة التي سيتم من خلالها إرساء بيئة نموذجية تتميز بتوافر بنية تحتية عالمية المستوى لاستقطاب المستثمرين وجذبهم عبر ترتيبات تجارية تراعي المصالح المشتركة بما يسهم في تطوير الصناعات المساندة وتوطين سلسلة التوريد في قطاع الطاقة، وهو ما يشكل، هدفا استراتيجيا وركيزة أساس لبرنامج تعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد "اكتفاء".
وتسهم المدينة التي تعمل "أرامكو السعودية" على تطويرها وتشغيلها بالشراكة مع الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن"، في تمكين سلسلة الإمدادات المرتبطة بالصناعات والخدمات المساندة لقطاع الطاقة في المنطقة والمملكة، حيث يشمل هذا القطاع أعمال التنقيب وإنتاج النفط الخام وتكريره، والبتروكيميائيات، والطاقة الكهربائية التقليدية، وإنتاج ومعالجة المياه، حيث سيتم ذلك من خلال توفير بنية تحتية بمواصفات عالمية وبيئة جاذبة للمستثمرين العالميين، إضافة إلى تقديم خدمات متكاملة تساند المستثمرين في تحقيق استدامة استثماراتهم.
ويتوقع أن تسهم المدينة عند اكتمال أعمال تطويرها في توفير عشرات الآلاف من الوظائف المباشرة وغير المباشرة. كما تعزز احتياجات السوق المحلية والإقليمية من خلال تركيزها على أنشطة الصناعات والخدمات المساندة في قطاعات التنقيب وإنتاج النفط الخام والغاز، والتكرير والمعالجة، والبتروكيميائيات، والطاقة، والمياه ومعالجتها، التي تشمل الإلكترونيات وأنظمة التحكم، والأنظمة الكهربائية، وأنظمة التبريد، ومعدات معالجة السوائل، والصمامات، الأنابيب وملحقاتها، والمضخات، وإنجاز أعمال الآبار، وسوائل وكيميائيات الحفر، ومواد البناء المرتبطة بالطاقة، وخدمات التنقيب والإنتاج، وغيرها
أرسل تعليقك