الرياض - العرب اليوم
قفزت أسعار النفط أمس (الجمعة)، نحو 2%، وتتجه صوب تحقيق مكاسب للأسبوع الخامس، إذ اتفق منتجون كبار على تسوية لمواصلة بعض تخفيضات الإنتاج لمواجهة الطلب المتضرر من جائحة فيروس «كورونا» رغم أن القرار يأتي دون التوقعات.
وارتفع خام القياس العالمي برنت 1.04 دولار أو ما يعادل 2.1% إلى 49.75 دولار للبرميل بحلول الساعة 05:55 بتوقيت غرينتش بعد أن ربح نحو 1%، الخميس، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط 84 سنتاً أو ما يعادل 1.8% إلى 46.48 دولار للبرميل.
واتفقت «أوبك» وروسيا، الخميس، على تخفيف تخفيضات كبيرة لإنتاج النفط اعتباراً من يناير (كانون الثاني) بمقدار 500 ألف برميل يومياً، لكنهما أخفقتا في التوصل إلى تسوية بخصوص سياسة أوسع نطاقاً للفترة المتبقية من السنة.
وطالبت الدول الأعضاء في منظمة «أوبك» والدول المنتجة من خارجها، الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، بالاستمرار في القيام بدوره كرئيسٍ للاجتماع الوزاري لدول منظمة «أوبك» والدول المنتجة من خارجها، وأعربت جميع الدول المشاركة عن تقديرها الكبير لما يتسم به وزير الطاقة السعودي من مثابرة ودأب وما يبذله من جهود استثنائية، ما أسهم بدورٍ فعال في مجابهة تأثيرات وباء «كورونا»، وفي تحقيق استقرار أسواق البترول من خلال التنفيذ الناجح لأهداف إعلان التعاون.
وقد وافق الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، على طلب الدول المشاركة الاستمرار في تأدية دوره كرئيس للاجتماع، وتعهد بمواصلة العمل بهمّة ونشاط من أجل التوصل إلى الاستقرار المستدام في أسواق البترول، الأمر الذي يتطلع إليه كل من المنتجين والمستهلكين.
من جهته قال «غولدمان ساكس» في تقرير بعد قرار المباحثات: «(أوبك+) تزيل عقبة الخروج من تخفيضاتها الحالية بطريقة منسقة مما يعزز قناعتنا بارتفاع ثابت ومستدام لأسعار النفط خلال 2021». موضحاً في مذكرة أن قرار رفع الإنتاج بوتيرة بطيئة اعتباراً من الشهر المقبل ستوازنها زيادة الطلب نتيجة التوزيع المتوقع للقاحات مضادة لفيروس «كورونا». وأبقى «غولدمان» في مذكرته على توقعه لسعر برنت في 12 شهراً عند 65 دولاراً للبرميل.
وتعني الزيادة أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا، المجموعة المعروفة باسم «أوبك+»، تتجه لخفض الإنتاج 7.2 مليون برميل يومياً أو ما يعادل 7% من الطلب العالمي اعتباراً من يناير المقبل، مقارنةً مع التخفيضات الحالية البالغة 7.7 مليون برميل يومياً. ومن المتوقع أن تواصل «أوبك+» التخفيضات الحالية حتى مارس (آذار) على الأقل، بعد أن تخلت عن خطط لزيادة الإنتاج مليوني برميل يومياً.
أيضاً تلقت الأسعار الدعم من خطة مساعدات بقيمة 908 مليارات دولار لتخفيف تداعيات فيروس «كورونا»، تحظى بدعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة، والتي كسبت زخماً في الكونغرس الأميركي.
وانعكس الاتفاق أيضاً على سوق الأسهم الأوروبية، أمس، إذ دفعت أسهم الطاقة مؤشر الشركات القيادية في لندن لأعلى مستوى في تسعة أشهر، بينما نزل سهم «بيونتك» بعد أن خفضت «فايزر» هدفها لتوزيع لقاحيهما المضاد لـ«كوفيد - 19».
وزاد المؤشر «فاينانشيال تايمز 100» البريطاني 0.5%، إذ تقدمت أسهم الطاقة بعد التوصل إلى تسوية بين أعضاء «أوبك+» لمواصلة بعض تخفيضات الإنتاج. وصعد المؤشر «ستوكس 600» للأسهم الأوروبية 0.2%، بينما سجل المؤشر «داكس» الألماني أداءً أقل من بقية المؤشرات واستقر خلال التعاملات.
ورحّب اجتماع «أوبك+» بالأداء الإيجابي الذي تحقق في مستويات الامتثال الكلّية لتعديلات الإنتاج منذ انعقاد الاجتماع السابق في يونيو (حزيران) الماضي، وبالتجاوب البنّاء للكثير من الدول مع آلية التعويض لاستيعاب الكميات التي لم تقم بتخفيضها من قبل والتي تم الاتفاق عليها خلال الاجتماعات الوزارية المنعقدة في شهر يونيو، وجرى تعديلها لاحقاً في سبتمبر (أيلول) الماضي.
كما أكد الاجتماع ضرورة أن تحافظ الدول المشاركة في إعلان التعاون، وجميع المنتجين الرئيسيين، على الالتزام التام بالجهود الرامية إلى تحقيق التوازن والاستقرار في الأسواق، مشيراً إلى أن عمليات الإغلاق التي استؤنفت مجدداً، بسبب زيادة تشديد إجراءات احتواء فيروس «كورونا المستجد»، لا تزال تؤثر على الاقتصاد العالمي وانتعاش الطلب على البترول، في ظل عدم اليقين السائد خلال أشهر الشتاء.
وفي ضوء المؤشرات الأساسية الراهنة لأسواق البترول والتوقعات لعام 2021 اتفق المشاركون في الاجتماع على إعادة تأكيد الالتزام القائم، وفقاً لقرار إعلان التعاون بدءاً من أبريل (نيسان) الماضي، والذي جرى تعديله لاحقاً في شهري يونيو وسبتمبر الماضيين، بإعادة مليوني برميل يومياً إلى الأسواق بشكل تدريجي، نظراً لمراعاتها لظروف الأسواق.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
مسؤول في شركة صافر خطر الخزان النفطي قائم إذا لم يتم تفريغ النفط الخام منه
أرسل تعليقك