باريس - العرب اليوم
ألغت شركة "توتال" الفرنسية العملاقة حملة إعلانية كانت ستنشر في صحيفة "لوموند" بعد نشرها تحقيقا يتهم المجموعة بتحويل أموال من عائدات مبيعات الغاز للمجلس العسكري الحاكم في ميانمار. وأشارت الصحيفة استنادا إلى وثائق مسربة اطلعت عليها، إلى أن حقل غاز "ياندا" الذي تصل إمدادته إلى الأسواق المحلية في ميانمار وتايلاند والذي تعد "توتال" أحد أكبر المشاركين فيه، يحول عائداته إلى شركة الغاز والنفط المحلية التي يديرها عسكريون حاليون ومتقاعدون في البلاد. وتمثل إيرادات النفط والغاز أهم مصادر التمويل للجيش الذي انقلب على السلطة المنتخبة في ميانمار مطلع فبراير الماضي. وتنشط توتال في ميانمار منذ 1992، وإثر الانقلاب حثها الناشطون المطالبون بالديموقراطية مجددا على "وقف تمويل العسكريين". وردا على سؤال لوكالة "فرانس برس" أكد إدارة "لوموند" أن حملة "توتال" الدعائية التي كان يفترض أن تطلق في الصحيفة في الأسابيع المقبلة، الغيت، فيما رفضت "توتال" الإجابة على أسئلة الوكالة.
وهي عقوبة رمزية بحق الصحيفة بما أن "توتال" لا تنشر الكثير من الإعلانات. وإضافة إلى ذلك، فإن الصحيفة بفضل نجاح اشتراكاتها الرقمية في وضع مالي جيد وقللت من اعتمادها على الإعلانات في السنوات الماضية، والتي تمثل 22% من إيراداتها. وليست ههذ المرة الأولى التي تُحرم فيها "لوموند" من إعلانات من قبل شركة وجهت أصابع الاتهام إليها في أحد مقالاتها. ففي عام 2015، سحب مصرف "اتش اس بي سي" إعلاناته من وسائل الإعلام بما في ذلك في "لوموند" وصحيفة "ذي غارديان" البريطانية التي نشرت معلومات عن قضية تهرب ضريبي على نطاق واسع. وواجهت صحف فرنسية أخرى مواقف مماثلة. فقد ألغت مجموعة "لوي فويتون" إعلانات في صحيفة "ليبيراسيون" عام 2012 بعد أن سخرت على صفحتها الأولى من رئيسها برنارد أرنو، بعنوان استفزازي "ارحل أيها الغني الأحمق".
قد يهمك ايضا:
توتال" تبيع مزيداً من الأصول وتخفّض الإنتاج النفطي المستهدف
شركة "توتال" الفرنسية تعتزم تقليص نفقاتها بنسبة 30%
أرسل تعليقك