تتوقع شركة hmd العالمية، صاحبة العلامة التجارية لهواتف نوكيا، أن يشهد سوق الهواتف المحمولة في مصر نموا قويا خلال العام المقبل، خاصة بعد التحسن الملحوظ في المبيعات خلال العام الجاري.
وقال تامر الجمل مدير عام شركة hmd العالمية بمصر، في حواره مع مصراوي، إن الظروف الاقتصادية الحالية أدخلت السعر ضمن أولويات المستهلك عند الشراء مما حول التوجه العام للمستهلكين نحو الأرخص، منساقا خلف الحملات الدعائية.
ولكن من المتوقع أن تتغير ثقافة الشراء لدى المستهلك في العام المقبل لتركز على اختيار المنتجات الأكثر جودة، ووفقا للجمل.
وإلى نص الحوار:
كيف ترى وضع سوق الهواتف المحمولة في مصر حاليا خاصة بعد حالة الانكماش التي عانى منها خلال 2017؟
خلال العام الجاري شهد السوق نموا في مبيعات الهواتف المحمولة بشكل عام، ومن المتوقع أن يستمر النمو خلال العام المقبل وهو ما يرجع إلى المنافسة الشرسة التي يشهدها السوق من مختلف الشركات المنتجة للهواتف المحمولة، ولكنها منافسة غير منظمة في الوقت نفسه. ويزيد عدد الشركات التي تعمل على بيع الهواتف المحمولة في مصر عن 59 شركة، وفقا لقائمة الشركات المسجلة بالموقع الإلكتروني الرسمي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات.
هل وجود عدد كبير من شركات إنتاج الهواتف المحمولة في مصر أمر صحي حاليا؟
المنافسة بشكل عام صحية وتمنح العميل فرصة للاختيار، ولكن السوق يحتاج إلى تنظيم من الجهات المسئولة. فالمنافسة غير المنظمة جعلت العميل غير دقيق في اختياراته وينجرف وراء الحملات الإعلانية دون تحديد احتياجاته الفعلية من مميزات الهاتف، ما يجعله يتكبد تكاليف زائدة نتيجة اختياره لأجهزة بمميزات زائدة عن حاجته، على حساب جودة الهاتف، وجودة خدمات ما بعد البيع.
ومع كثرة الحملات الدعائية أصبح المستهلك يصنف الأجهزة بحجم الرامات والمعالج والكاميرا، ولكن دون النظر لحاجته واستخداماته، فعلى سبيل المثال يفضل العميل الهاتف ذا الكاميرا دقة 20 ميجابيكسل رغم أنها في نفس جودة كاميرا الهاتف بجودة 12 ميجابيكسل المزودة بتقنية الذكاء الاصطناعي.
هل معنى ذلك أن جودة الهواتف المطروحة في السوق حاليا سيئة؟
هناك شركات تطرح منتجات ذات جودة مميزة، وشركات أخرى اهتمت بإتاحة هواتفها بسعر رخيص على حساب الجودة، وهذا أمر ضار للعميل، وللسوق على المدى البعيد، خاصة بعد أن ارتفعت أسعار أجهزة المحمول. فالعميل أصبح في حاجة لجهاز ذي جودة عالية ومميزات مناسبة لحاجته، لتضمن أن يعمل الهاتف بكفاءة لفترة مناسبة للمبلغ الذي دفعه العميل، فالعميل المصري يحتاج إلى حملات توعية ليتمكن من اختيار الهاتف المناسب لحاجته، وتعليمه أسس اختيار الهاتف.
ما المزايا التنافسية لديكم مقارنة بالشركات الأخرى؟
أساس اختيار الهاتف الذكي هو نظام التشغيل، وفي الظروف الاقتصادية الحالية لا يمكن للعميل أن يبدل أجهزته كل 6 شهور للحصول على هاتف بأحدث نظام تشغيل حتى يمنحه المميزات الكافية في الاستخدام، وهنا تأتي إحدى مزايا شركة hmd نوكيا التنافسية. فالميزة التي تتيحها الشركة تضمن للعميل الحصول على تحديثات دائمة لنظام التشغيل حتى عامين من تاريخ إطلاق الهاتف، وذلك لمختلف هواتف الشركة. كذلك فإن كل هواتفنا الذكية مزودة بتكنولوجيا الجيل الرابع "4G"، وجميعها مزودة بتقنية "VOLTE" لتوفير الاتصال الصوتي عالي الوضوح، كما أن 80 % من أجهزة الشركة مصنعة من المعدن، ومزودة بطبقة حماية "غوريلا جلاس".
ولكن هل مميزات الهواتف التي تطرحها الشركة تسمح لها بتقديم أداء جيد بعد تحديث أنظمة التشغيل؟
بالطبع، هواتفنا مميزة في المكونات ونقوم بتصنيعها بشكل يجعلها متكاملة مع تحديثات جوجل لأنظمة تشغيل أندرويد، فمثلا هاتف نوكيا 1 يأتي برامات 1 جيجابايت، ومساحة داخلية 8 جيجابايت وهو ما يعتبره المستهلك عيبا وليس ميزة، ولكن العكس هو الحقيقة فهي ميزة لدينا وليست عيب.
فهذه الإمكانيات تسمح للمستهلك باستخدام تطبيقات ألعاب وغيرها من التطبيقات بكفاءة، نظرا للتكامل مع نظام التشغيل، وخاصة مع إضافة كارت ذاكرة خارجي بمساحة 32 جيجابايت، أما المنافس فلا يمكن لهاتفه بهذه المواصفات تقديم نفس أداء هاتفنا من هذه الفئة.
كذلك فإن نظام التشغيل لهواتفنا في هذه الفئة السعرية هو "أندرويد جو"، والذي يضغط مساحة التطبيقات بنسبة 50% ما يسمح للعميل توفير أكبر قدر من المساحة داخل الهاتف، وكذلك في استخدام البيانات، وفي سرعة الهاتف، واستهلاك البطارية.
ما فرص النمو التي تراها في السوق خلال الفترة الحالية؟
حاليا المستهلك مشتت بين الحروب السعرية وكثرة الهواتف المتشابهة في المواصفات، والفروقات فعليا بين الهواتف حاليا لا تزيد عن 3% بين كل هاتف وآخر في نفس الشريحة السعرية. الحالة الاقتصادية التي نمر بها حاليا أجبرت العميل على الانسياق نحو الحروب السعرية وجعل الأرخص هو المفضل له، ولكن أتوقع أن يتغير ذلك الفترة المقبلة.
فخلال الفترة المقبلة ستتغير أسس اختيار المستهلك وسيكون أكثر خبرة في تحديد الآليات التي يختار من خلالها الهاتف وذلك في القريب العاجل، وحينها ستكون لنا فرصة كبيرة للنمو فنحن جاهزون لذلك، وأتوقع أن يحدث هذا التغير في 2019. فنحن اخترنا الطريق الأصعب والأطول وهو تحسين تجربة العميل وجعله أكثر خبرة في طريقة الاختيار بدلا من الدخول في حروب سعرية مع المنافسين.
خلال آخر 6 سنوات هناك العديد من العلامات التجارية بسوق الهواتف الذكية دخلت مصر وخرجت مرة أخرى، ولم يتبقَ سوى عدد محدود من الشركات التي تمكنت من بناء علاقة جيدة مع المستهلك اعتمادا على جودة منتجاتها وخدمات ما بعد البيع.
بعض التقارير تتوقع مبيعات لعدد 17 مليون جهاز في مصر بنهاية العام، فما توقعاتك؟
اعتقد أننا سنصل لهذا الرقم بنهاية العام وخاصة أن النصف الثاني من هذا العام شهد أداءً جيدا لمبيعات عدد من الشركات المنافسة، وكذلك لهواتف نوكيا.
خريطة الحصص السوقية تغيرت كثيرا خلال آخر عامين، فكيف ترى هذه التغيرات؟
بالفعل هناك تغيرات قوية في الحصص السوقية، ولكن هذا طبيعي فلن يحدث خلال الفترة المقبلة أن تستمر شركة بعينها في قيادة مبيعات السوق، ولكن ستكون الفوارق بين شركة وأخرى 2 % أو أكثر قليلا، وذلك لأن السوق المصري كبير ومشجع جدا لجذب مزيد من الشركات.
كذلك تغيرت ثقافة المستهلك فأصبح مطلعا على أحدث الإصدارات من الهواتف التي تنتجها الشركات بالخارج وأصبح مترقبا لطرح هذه الهواتف محليا.
المستهلك المصري مرتبط تاريخيا بنوكيا.. كيف تعمل hmd على استعادة هذا الارتباط؟
بالفعل لدينا صورة ذهنية جيدة وارتباط مع المستهلك المصري ونحن نريد الحفاظ على هذه الصورة من خلال تقديم هواتف بجودة عالية تستمر في يد العميل لسنوات، وكذلك تقديم خدمات ما بعد البيع بشكل مميز بالتعاون مع شركة راية.
كما أننا نملك علاقة طيبة مع التجار وليس المستهلك فقط، ونعقد بشكل دوري لقاءات معهم للاستماع لتعليقاتهم وأخذها على محمل الجد.
خلال الفترة الماضية كنا نعمل على إعادة تنظيم البيت من الداخل كما يقال، حيث نعين موظفين ومديرين، وخلال الفترة المقبلة سنبدأ في تنظيم حملات دعائية وخاصة أن هذه واحدة من أهم مطالب شركائنا من التجار.
هل تقومون بمراجعة لأسعار منتجاتكم بالسوق؟
نعم نقوم بمراجعة دورية لأسعار هواتفنا، فمثلا تمت مراجعة أسعار عدد من الأجهزة في شهر يناير، وكذلك شهر أكتوبر، وحاليا نقوم بعمل مراجعة لأسعار بعض هواتفنا لتخفيضها.
هل هناك موديلات جديدة ستطرحها الشركة قريبا في مصر؟
بحلول شهر ديسمبر سنطلق هاتف "نوكيا 3.1 بلس".
ما عدد أجهزة الشركة التي يتم طرحها بالسوق سنويا؟
العمر الافتراضي للهاتف هو عام، ولذلك فمن الأفضل أن يتم طرح ما بين 6 و8 أجهزة موبايل سنويا.
ما أبرز المزايا التي يبحث عنها المستهلك المصري في الهاتف؟
حاليا يبحث العميل عن حجم الرامات والمساحة التخزينية، والشاشة والكاميرا، وتختلف ترتيب هذه المزايا في قائمة أولويات العميل وفقا للشريحة السعرية.
أي الفئات السعرية ترى بها فرصة للنمو؟
الفئة السعرية فوق المتوسطة والتي تتراوح أسعار الأجهزة فيها من 5 وحتى 7 آلاف جنيه، وهي تقريبا تمثل 30% من حجم السوق.
هناك نمو هذا العام في مبيعات الهواتف التقليدية، فما السبب؟
الهواتف التقليدية لن تختفي، قد تنخفض مبيعاتها في بعض الأوقات ولكن ستظل موجودة ولديها عميلها، بسبب وجود احتياج لها، فهناك شريحة مجتمعية ليس لديها القدرة الشرائية الكافية لشراء هاتف ذكي ولكنها تحتاج لخدمة الاتصالات، وهناك بعض الوظائف الحساسة لا يمكن للعاملين بها استخدام هواتف ذكية.
أرسل تعليقك