جدة ـمدحت عرابى
كسبت شركة "بترو سعودي" الدولية حكمًا قضائيًا تاريخيًا، أمام كبرى شركات النفط الفنزويلية. وأمرت محكمة الاستئناف في بريطانيا بدفع 129 مليون دولار تمثل المستحقات المتأخرة للطرف السعودي، بعد أعمال حفر وتنقيب استمرت أعوام، بعد تأخر ومماطلة الجانب الفنزويلي في الدفع بداعي عدم وجود خطابات ضمانات معتمدة.
ووفقًا للمحامي الدولي كريستوفر كلارك المشرف على قضية الاستئناف، بدأت القضية قبل 9 أعوام، وبالتحديد عام 2009م، عندما وقعت شركة النفط السعودية الدولية عقدًا مع شركة "بتروليوس دي فنزويلا" (PDVSA)، للحفر والتنقيب، وأدت أعمالها كما هو متفق عليه في العقد المبرم بين الطرفين، لكنها واجهت الكثير من المماطلات من الجانب الفنزويلي في دفع المستحقات، واستمر الخلاف على المدفوعات إلى أن أحيل الأمر إلى المحاكم".
وشدد كلارك على أن قرار محكمة الاستئناف البريطانية يدعم نزاهة شركة بتروسعودي ومجلس إدارتها، قائلًا "اعتبرت المحكمة إيقاف تسييل خطاب الاعتماد لمستحقيها، عند انتهاء فترة الائتمان كان "باطلاً". وأمرت المصرف الذي أصدر الخطاب بتسييل الضمان، لتسديد جميع المدفوعات والمتأخرات لمصلحة "بتروسعودي"، حيث نقض حكم "الاستئناف" قرار سابق للمحكمة العليا، الذي أقر بعدم استحقاق "بتروسعودي" المدفوعات بناء على عدم شرعية حقوقها في مطالبتها بسداد مستحقاتها.
وأشار المحامي الدولي إلى أن الحس التجاري السليم لدى هيئة محكمة الاستئناف، أقرت بدفع مستحقات الشركة السعودية، وقال "تم قبول شرعية خطاب اعتمادي احتياط (يدفع عند الاقتضاء) لتوفير ضمان نوعي للمدفوعات من شركة النفط الوطنية الفنزويلية"، مبينًا أن الغرض التجاري لمثل هذا المستند هو "توفير ضمان ائتماني من مصرف موثوق لمصلحة الطرف المستفيد بتروسعودي، يغطي هذا الضمان قيمة المدفوعات والمستحقات الواردة في بنود العقد القائم بين الطرفين، وتقدم مثل هذه الضمانات بشكل اعتيادي وتسري حتى لو لم توجد أي منازعات أو اختلافات تجارية بين الطرفين، وهي غالباً ما توفر بغض النظر عن وجود متأخرات مالية من عدمها".
وأضاف "توفير مستندات وضمانات كهذه وخصوصاً في البلدان ذات المخاطر الائتمانية العالية، مثل فنزويلا، تعتبر ممارسة تجارية عادية ومنهجية"، وقدمت بتروسعودي بناء على العقد المبرم خدمات حفر لشركة بتروليوس بقيمة 129 مليون دولار. وبعد انتهاء مدة ضمان الائتمان المتفق عليها بقيت جميع المستحقات غير مدفوعة، واستمر الخلاف على المدفوعات إلى أن أحيل الأمر إلى المحاكم".
وتابع المحامي ديفيد بينيت "شريك لدى كلايد اند كو والمحامي الرئيس في القضية، أن قرار المحكمة يدعم وبقوة نزاهة ومهنية شركة بتروسعودي ومجلس إدارتها، مؤكدًا أن الحكم جاء منصفًا للشركة السعودية التي أدت عملها كاملًا في مقابل المماطلة من الطرف الآخر.
وكان "بتروسعودي" هي شركة سعودية دولية خاصة في مجال التنقيب وإنتاج النفط، ولها مشاريع عدة في مجال النفط والغاز الطبيعي حول العالم، مكاتبها الرئيسة في السعودية وبريطانيا وسويسرا. وأسسها في العام 2005 رجل الأعمال السعودي طارق عصام أحمد عبيد.
أرسل تعليقك