الرياض ـ وكالات
قال مسؤول في إحدى شركات الألبان في السعودية إن أغلب شركات الألبان بدأت تبحث عن منتجات ذات قيمة مضافة بدلا من إنتاج الحليب طويل الأجل الذي أصبح غير مجدٍ اقتصاديا بالنسبة لها، والذي زعمت أنها تبيعه بسعر التكلفة أو بخسارة في كثير من الأحيان.
وأوضح المسؤول، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أن عدم تحقيق شركات الألبان أي عوائد أو أرباح مالية من بيع الحليب طويل الأجل دفع كثيرا منها إلى البحث عن بديل لهذا المنتج.
وأضاف: ''أسعار حليب البودرة مرتفعة عالميا الآن، لذا قلّلت شركات الألبان من الاعتماد عليه كمنتج بالنسبة لها، خاصة أن ارتفاع الأسعار عالميا يشكل ضغطا على هذه الشركات، لذا فإن كثيرا من الشركات تحاول الآن إيقاف إنتاج هذا النوع من الحليب لأنه أصبح غير مجد اقتصاديا''.
وأشار إلى أن الحليب العادي أو الطازج لديه وفرة كبيرة في السوق، وفي حال وجود النقص في إحدى نقاط البيع، فالأمر لا يعدو كونه سوءا في التسويق والتوزيع فقط. مؤكدا استعداد شركته لتزويد نقاط البيع والشركات الأخرى بأي كمية من الحليب الطازج.
وتابع أن شركات الألبان عندما لا تجد أي ربح من منتج فإنها تبحث عن بدائل أخرى، خصوصا مع إصرار الجهات الرسمية في السعودية على عدم رفع الأسعار، لذا فإنها لا ترغب في بيع منتجاتها خاسرة.
في المقابل، أكد لـ ''الاقتصادية'' محمد أنور جان رئيس اللجنة الوطنية لمنتجي الألبان الطازجة توجه شركات إلى البحث عن بدائل أخرى غير الحليب طويل الأجل والبودرة، والتركيز على منتجات ذات قيمة مضافة غير الحليب الطازج.
وقال إن هذا التوجه قد يتسبب في حدوث نقص في كميات الحليب الطازج أو الحليب طويل الأجل في المستقبل، في حال انتهجت بقية الشركات ذات المسلك.
وأضاف: لا توجد أسباب واضحة وراء هذا التوجه، إلا أن هذه الشركات تسعى لتحقيق أرباح مجزية، لذا فإن هذه الشركات قد تكون وجدت أرباحا في تسويق منتجات أخرى غير الحليب، الذي له سقف أعلى في السعر لا يمكن تجاوزه بقرار من قبل الجهات الرسمية.
وتابع أن المنتجات الأخرى كالزبادي والحليب بنكهات الفواكه قد تحقق جزءا بسيطا من الأرباح، مشيرا إلى تحقيق هذه المنتجات مردودا ماليا أفضل بكثير من منتجات الحليب الطازج والحليب طويل الأجل.
من جهته، أكد مسؤول مبيعات في إحدى شركات الألبان أن الكميات التي توردها الشركات للمحال والمراكز التجارية لم تتغير، وإنما ثمة تقليص في الكميات المعروضة في المحال التجارية الصغيرة، لكن المراكز التجارية الكبيرة يتم تزويدها بكامل الكميات المتفق عليها.
وأوضح المسؤول أن شركات الألبان أيضا تركز على إنتاج اللبن والزبادي اللذين يشهدان معدلات استهلاك عالية خلال فصل الصيف، الذي يمثل موسما مهما للشركات.
وهنا عاد جان ليشير إلى أن معدل استهلاك الفرد السعودي من الحليب ومشتقاته لا يتجاوز 65 لترا سنويا، وهو معدل متدنٍ إذا قورن بأقل معدل استهلاك عالمي يصل إلى 120 لترا سنويا، لكنه توقع زيادة طفيفة في معدل استهلاك الفرد السعودي خلال العامين المقبلين.
أرسل تعليقك