البرنامج الشرائي للأصول الجديد يُثير حيرة المراقبون على الأسواق النقدية الأميركية
آخر تحديث GMT07:05:40
 العرب اليوم -

رأى البعض أن هدفه تحفيز بضخ السيولة واعتبره آخرون تشديد بخفض الفائدة

البرنامج الشرائي للأصول الجديد يُثير حيرة المراقبون على الأسواق النقدية الأميركية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - البرنامج الشرائي للأصول الجديد يُثير حيرة المراقبون على الأسواق النقدية الأميركية

اضطر الاحتياطي الفيدرالي في 17 سبتمبر لضخ 53 مليار دولار في الأسواق لخفض فوائد «الريبو» التي صعدت فجأة
واشنطن - العرب اليوم

رأى المراقبون للأسواق النقدية الأميركية خلال الأسابيع القليلة الماضية، «إنه ليس برنامج تيسير أو تحفيز نقدي كمي كثيفًا لشراء الأصول... لكنه يشبه ذلك»

وأعلن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الثلاثاء الماضي، أنه جاهز لزيادة ما بحوزته من الأصول المشتراة من سندات الخزينة؛ بهدف تجنب أي اضطرابات في سوق «الريبو» فيما بين البنوك التي تلجأ لبيع وشراء السندات لتوظيف السيولة أو الحصول عليها لزوم استخدامات الأجل القصير جدًا.

واضطر الاحتياطي الفيدرالي في 17 سبتمبر /أيلول الماضي، إلى ضخ 53 مليار دولار في الأسواق لخفض فوائد "الريبو" التي صعدت فجأة إلى 10 في المائة، بعدما اضطربت سوق تداول السندات بين البنوك بيعًا وشراءً لفترات المدى القصير.

وهذا التدخل أتى لضخ «زيوت في ماكينة كان يخشى أن تضطرب آلياتها أو تتعطل»، كما قال أحد المصرفيين المعنيين. إلا أن الاحتياطي الفيدرالي أصر على أن ذلك التدخل كان آنيًا ولا يعني تغييرًا شاملًا في سياسته، التي كان بدأ فيها بالتخلي عن أصول.

لكن بعد 5 أيام من ضخ 53 مليار دولار، عاد «الفيدرالي» إلى ضخ جديد أكبر، بواقع 75 مليار دولار يوميًا، وذلك في برنامج قصير الأجل يفترض أن يكون قد انتهى العمل به أمس. وساهم ذلك في تهدئة الأسواق والعودة بفوائد «الريبو» إلى 1.8 في المائة.

«هدأت الأسواق، لكن النفوس لم تهدأ»، كما يؤكد مصرفيون في وول ستريت؛ لأن العملية تشبه تقريبًا ما كان يحصل إبان الأزمة المالية عندما لعب البنك المركزي الدور الأول والأخير في تأمين السيولة التي شحت في المصارف، وكان ذلك على نحو مستدام لسنوات طويلة. لكن التدخل الأخير أتى آنيًا ولتأمين سيولة ليلة واحدة ولمدة أسبوعين تقريبًا.

وأكد أحد كبار المتداولين أن الأمر ليس آنيًا كما ذكر الاحتياطي الفيدرالي، متوقعًا تكرار السيناريو الأسبوع المقبل وربما الأسابيع المقبلة حتى نهاية أكتوبر /تشرين الأول الحالي.

وأضاف، «نعلم أن الاحتياطي الفيدرالي هو الآن في طور التفكير لإيجاد حل طويل الأمد، أي أنه سيتجنب التدخل الانتقائي المحدد في الحجم والوقت، باتجاه إيجاد حل مستدام لهذه الظاهرة الطارئة وغير المنتهية التداعيات بعد».

وعلى الصعيد عينه، تؤكد البنوك الاستثمارية في وول ستريت أن جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، وبإعلانه هذا البرنامج الشرائي الذي سيزيد ما في ميزانيته من أصول مالية بعدما كان أعلن أنه سيخفضها، يريد آلية جديدة بين التدخل الانتقائي المحدد الأجل وبين التدخل المستدام على النسق الذي اعتمد خلال سنوات الأزمة. لذا؛ فالمعادلة صعبة، لكنها في متناوله وباستطاعته حتى لا تشح السيولة تحت أي ظرف وينتج عن ذلك الشح صعودًا لأسعار الفائدة.

وعن الأسباب الطارئة، يشير المصرفيون إلى نقص الاحتياطات في القطاع المصرفي؛ ما يعني أن اضطرابًا بسيطًا يمكن أن يؤدي إلى قلق هنا وربما هلع هناك، ولا سيما في سوق «الإنتربنك». لذا؛ يرجح صدور إعلان تطميني، ربما يُفهم منه أن الاحتياطي الفيدرالي جاهز للتدخل لشراء سندات خزينة لمدة سنة على الأقل، وتحديدًا حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وإلا فإن جيروم باول سيتعرض لهجوم من الرئيس دونالد ترمب الذي لا يتوانى عن اتهام أي أحد كان يفترض أنه قد يقوم بدور ما للحؤول دون إعادة انتخابه رئيسًا لولاية ثانية.

وقد يتركز الشراء في سندات الأجل القصير، أي سنة وما دون؛ حتى لا تجد المصارف أي حجة وتستمر في إدارة عملياتها كالمعتاد، ولا سيما الإقراض لقطاعات الإنتاج وأسواق المال.

في المقابل، تستدرك مصادر الاحتياطي الفيدرالي لتوضح أن الأمر ليس تيسيرًا كميًا كبيرًا وكثيفًا كما يعتقد البعض، بل هو عبارة عن آلية تصحيحية لاضطرابات الأسواق الآنية. وأن «الفيدرالي» كان أعلن صراحة في سبتمبر الماضي أنه سيشتري أصولًا لموازنة موجوداته ومطلوباته. وأن لا علاقة لذلك بالانتقادات التي وجهها ترمب، ولا يشكل استجابة لطلب الرئيس التوسع في الشراء. وكان الرئيس قال إن البنك المركزي يحجم عن الشراء لأنه راغب في التشدد النقدي الضار بالاقتصاد والأسواق.

وفي اختلاف الآراء بين توصيف التدخل آنيًا أو مستدامًا، يبدو بالنسبة للمصرفيين أن الاحتياطي الفيدرالي عاد إلى التيسير الكمي، لكن بخطوات مدروسة وحذرة، كأنه في حقل ألغام بين حاجات الأسواق من جهة واللهجة العالية التي يستخدمها ترمب من جهة أخرى. ولا يريد البنك المركزي الظهور بمظهر المذعن لإملاءات الرئيس؛ لأنه حريص كل الحرص على استقلاليته، مقابل القيام بما يلزم القيام به حتى لا تقع أزمة سيولة وتصعد الفوائد القصيرة الأجل من دون مبرر لمجرد أن الأسواق تحتاج إلى عشرات المليارات من الدولارات أو ربما إلى بضع مئات المليارات التي لا تمثل نسبة تذكر مما لدى الاحتياطي الفيدرالي من أصول تبلغ قيمتها حاليًا 3946 مليار دولار.

ويبدو البنك المركزي مطمئنًا نسبيًا حتى الآن لأن شح السيولة لم يظهر إلا للآجال القصيرة بينما المتوسطة والطويلة مستقرة ولا تظهر أي علامات ضعف. وهنا يكمن الفرق؛ لأن الشح في سنوات الأزمة كان أعمق وأشمل ولكل الآجال، ولا سيما الطويلة منها.

وأكد تقرير لوكالة «بلومبرغ» لزيادة حيرة المتابعين، أن احتمالات خفض الفائدة تصل نسبتها هذه الأيام إلى 80 في المائة، علمًا بأن القرار منتظر في 30 أكتوبر الحالي. وتلك الحيرة ناتجة من تناقض ما في التوجهات: سياسة تحفيزية في ضح سيولة في الأسواق، مقابل سياسة تشددية في خفض الفائدة!.

قد يهمك أيضًا

ارتفاع أذونات وسندات الخزينة الأردنية 44 % العام الحالي

الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يُخفِّض معدَّل الفائدة الأساسي ربع نقطة مئوية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البرنامج الشرائي للأصول الجديد يُثير حيرة المراقبون على الأسواق النقدية الأميركية البرنامج الشرائي للأصول الجديد يُثير حيرة المراقبون على الأسواق النقدية الأميركية



GMT 19:38 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أغلب بورصات الخليج وسوق دبي يواصل مكاسبه

GMT 19:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ارتفاع معظم بورصات الخليج مع ترقب بيانات أميركية

GMT 20:49 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أسواق منطقة الخليج تتراجع والمؤشر السعودي باللون الأخضر

GMT 20:39 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أسهم أوروبا تبدأ 2025 على ارتفاع بدعم من قطاع الطاقة

GMT 17:10 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

بيانات الفيدرالي بشأن الفائدة تهبط بأسواق منطقة الخليج

هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:06 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

أنغام في أول حفل بعد أزمة عبد المجيد عبدالله
 العرب اليوم - أنغام في أول حفل بعد أزمة عبد المجيد عبدالله

GMT 12:06 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

أنغام في أول حفل بعد أزمة عبد المجيد عبدالله

GMT 11:50 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تكشف حقيقة زواجها سرّاً

GMT 11:53 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

يسرا اللوزي تكشف أسلوبها في التعامل مع التنمر

GMT 11:59 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

روجينا توجّه رسالة مؤثّرة لرانيا فريد شوقي

GMT 06:42 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

غوغل تكشف موعد تغيير تسمية خليج المكسيك

GMT 15:48 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

محمد إمام يشعل مواقع التواصل برسالته لعمرو دياب

GMT 15:45 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

هيدي كرم تعلن رأيها في عمليات التجميل

GMT 15:52 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

رانيا فريد شوقي تردّ على التنمر بها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab