هوت الليرة التركية إلى مستوى قياسي منخفض جديد أمام الدولار الإثنين، ولا يرى محللون فرصة تذكر لتعافيها بالنظر إلى ما وصفوه توقعات بخفض "غير رشيد" لأسعار الفائدة في وقت لاحق هذا الأسبوع ولامست العملة التركية، وهي الأسوأ أداء بين عملات الأسواق الناشئة هذا العام، مستوى 9.315 مقابل الدولار بحلول الساعة 1414 بتوقيت جرينتش ووفقا لرويترز، خسرت الليرة 20% من قيمتها هذا العام وجاء نصف هذا الهبوط منذ مطلع الشهر الماضي عندما بدأ البنك المركزي إعطاء إشارات تيسيرية على الرغم من ارتفاع التضخم إلى حوالي 20%.
غياب المصداقية يقلق الأسواق
وقالت سيلفا دميرالب، مديرة منتدى البحوث الاقتصادية بجامعة كوج والخبيرة الاقتصادية السابقة في مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي "هذه التبديلات المتكررة لأعضاء لجنة صنع القرار بالبنك المركزي تؤكد رسالة مفادها أن البنك المركزي التركي ليس مستقلا ويخضع لضغوط سياسية هائلة" وأضافت أن غياب المصداقية يثير قلق الأسواق لأن تحقيق مستوى التضخم المستهدف من البنك المركزي البالغ خمسة بالمئة سيكون أصعب على الأرجح، وأيضا لأن أي زيادة في سعر الفائدة في المستقبل ستكون أقل فاعلية وكان يُنظر إلى اثنين من أعضاء لجنة السياسة النقدية الثلاثة الذين أقيلوا على أنهم يعارضون خفض سعر الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس إلى 18% الشهر الماضي، واعُتبرت إقالتهم تمهيدا لمزيد من تيسير السياسات النقدية الأسبوع المقبل على أقرب تقدير.
تدخل سياسي
واعتبر محللون هذه الخطوة دليلا جديدا على التدخل السياسي من جانب أردوغان الذي سبق وأن وصف نفسه بأنه عدو لأسعار الفائدة وكثيرا ما يحث على التحفيز النقدي قالت الجريدة الرسمية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزل 3 أعضاء في لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي وعيًن عضوين جديدين مكانهما، مما هوى بالليرة إلى مستويات قياسية جديدة.
عزل في لجنة السياسة النقدية
وأضافت الجريدة أن المعزولين هم نائبا محافظ البنك سميح تومان وأوجور نامق إلى جانب عضو لجنة السياسة النقدية عبد الله يافاش وعين أردوغان طه جاكماق نائبا لمحافظ البنك المركزي ويوسف تونا عضوا بلجنة السياسة النقدية وبعد هذا الإعلان، هبطت الليرة التركية إلى مستوى قياسي منخفض جديد وخفض البنك المركزي الشهر الماضي سعر الفائدة الرئيسي إلى 18% من 19% على الرغم من ارتفاع التضخم السنوي إلى حوالي 20% في خطوة اعتبرها محللون دليلا جديدا على تدخل سياسي من أردوغان الذي يصف نفسه بأنه عدو لأسعار الفائدة وقال كافجي أوغلو هذا الأسبوع إن خفض سعر الفائدة لم يكن مفاجأة ولا علاقة تذكر له ببيع الليرة لاحقا وتعقد لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي اجتماعها المقبل في 21 أكتوبر/تشرين الأول.
ارتفاع التضخم
وبلغ معدل التضخم الرئيسي أعلى مستوى له خلال عامين ونصف العام عند 19.58% في سبتمبر/أيلول وعين أردوغان كافجي أوغلو في مارس/ آذار بعد الإطاحة بناجي إقبال، وهو من متشددي السياسة النقدية ورفع معدلات الفائدة إلى 19%.
وصعد أردوغان ضغوطه من أجل خفض سعر الفائدة في يونيو/حزيران عندما قال علنا إنه تحدث إلى كافجي أوغلو بشأن ضرورة خفض معدل الفائدة بعد أغسطس/آب هون محافظ البنك المركزي التركي الجمعة الماضي من شأن تلميحات إلى أن بعض أعضاء لجنة السياسة النقدية الذين أقالهم الرئيس رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي كانوا يعارضون خفض الفائدة الذي طالب به، وقال إنهم غادروا إما باختيارهم أو لأن البنك أراد ذلك.
الليرة التركية مقابل الدولار
وقال محافظ البنك المركزي شهاب كافجي أوغلو للصحفيين إن البعض يطرح افتراضات خاطئة بشأن إقالة أعضاء اللجنة، وإنه لا توجد مشكلة في البنك المركزي وأضاف ردا على سؤال عما إذا كان الإجراء قرارا للرئيس أم للمحافظ "جزء من الأمر كان محض اختيار أصدقائنا، وجزء منه كان اختيارنا نحن. الحديث عن الأمر كما لو كانت هناك مشكلة يضر بالمؤسسة، البنك المركزي".
وقال "هؤلاء الأصدقاء كانوا يؤدون عملهم هنا لسنوات. ينبغي للناس أن تفهم الأمر جيدا قبل توجيه انتقادات"، وأضاف أن اللجنة ستتخذ قراراتها بناء على البيانات. وقال محللون إن العضوين الجديدين اللذين تم تعيينهما باللجنة لا يملكان خبرات كبيرة بالسياسة النقدية، وسيؤيدان على الأرجح خفض أسعار الفائدة في الاجتماعات القادمة وتراجعت الليرة بشكل حاد منذ أن خفض البنك على غير المتوقع أسعار الفائدة 100 نقطة أساس إلى 18% الشهر الماضي.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
المركزي التركي يبقي سعر الفائدة عند 19%
البنك المركزي التركي يستغني سراً عن المديرين التنفيذيين في بعض إداراته الرئيسية
أرسل تعليقك