تأرجح سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي
آخر تحديث GMT06:44:35
 العرب اليوم -

تأرجح سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تأرجح سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي

الدولار الأميركي
دمشق - العرب اليوم

شهد سعر صرف الليرة السورية صباح أمس تراجعاً جديداً أمام الدولار الأميركي، تبعه تحسن في فترة الظهيرة، من دون أن يصل إلى المستوى الذي حافظ عليه في الأيام القليلة الماضية.
وعز خبراء هذا التدهور والتقلب في سعر الصرف مؤشراً على هشاشة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية وساهمت في تحسين سعر صرف الليرة بنسبة 40 في المائة بعد التدهور التاريخي الذي شهده في مارس (آذار) الماضي.
وبعد أن تدهورت الليرة السورية أمام الدولار الأميركي منذ فبراير (شباط) الماضي حتى أواسط مارس (آذار) من 3000 ليرة إلى 4800، اتخذت السلطات العديد من الإجراءات، تحرك بعدها سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية هبوطاً من 4800 ليرة إلى ما يقارب 2850 لكل دولار في العشرين من أبريل (نيسان) الجاري. لكن تلك الإجراءات لم تتمكن من جعل الدولار يهبط متجاوزاً حاجز 2850 ليرة الذي مثل ذروة الانخفاض، ليعاود وفق حديث متعاملين في السوق الموازية لـ«الشرق الأوسط»، حركة الصعود تدريجياً الاثنين الماضي إلى 2950، ويكسر الثلاثاء حاجز 3000، وليصعد صباح أمس إلى 3300 ومن ثم يهبط ظهراً إلى 3200.
وسارعت المواقع والصفحات الزرقاء المرتبطة بالسلطات إلى التحذير من مغبة الانجرار إلى شراء الدولار، معتبرة أن ما يجري هو مضاربات هدفها رفع سعر صرف الدولار ووصفت الارتفاع بـ«الوهمي».
وترافق الانهيار التاريخي في مارس (آذار) الذي أثار سخط المواطنين في مناطق سيطرة الحكومة لا سيما الموالين لها الذين يعتمدون في معيشتهم على رواتبهم، مع إعلان السلطات السورية عن إصابة الرئيس بشار الأسد وزوجته أسماء الأخرس بفيروس «كوفيد 19» وخضوعهما للعزل. وفور شفاء الرئيس الأسد ترأس اجتماعاً للحكومة من أجل إطلاق إجراءات هدفت إلى وقف التدهور المتسارع في سعر صرف العملة المحلية.
وبحسب مصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن السلطات صممت جملة من الإجراءات للتعامل مع تدهور الليرة المنفلت من عقاله، وكانت جاهزة منذ بداية العام، وذكرت المصادر أن المستوى السياسي تريث في الإعلان عن الإجراءات كي تأتي متزامنة مع انطلاق الحملة الانتخابية للرئيس الأسد في الانتخابات الرئاسية التي ستجري الشهر المقبل.
ومع تعمق أزمة سعر الصرف في أواسط مارس، ألقت الجهات الأمنية القبض على جميع الصيارفة، في أوسع حملة تشنها خلال الأزمة، وأقال الرئيس الأسد حاكم مصرف سوريا المركزي حازم قرفول وسط حملة إعلامية نادرة ضده اتهمته بالتسبب بأزمة الليرة.
كما قامت السلطات بالتجاوب مع الطلب المزمن للمنظمات الدولية برفع سعر صرف الدولار الرسمي لها من 1250 إلى 2500، ورفعت سعر صرف الدولار لتصريف 100 دولار على الحدود من 1250 إلى 2500، وسمحت لشركات الحوالات بتسليم المواطنين حوالاتهم بالدولار الأميركي. وقد رصدت «الشرق الأوسط» إحدى شركات التحويل تسلم أربعة مواطنين ما مجموعه 18 ألف دولار أميركي خلال أقل من نصف ساعة.
ووافقت السلطات أيضاً على السماح لشركات الصيرفة ببيع الدولار للصناعيين والمستوردين بسعر السوق الموازي، وأخيراً رفعت سعر الصرف للدولار إلى مستوى 2500 بعد أن كان 1250.
كما تحركت «ماكينة البروباغندا» الخاصة بالسلطات لترويج لقرب رفع العقوبات الأوروبية عن سوريا، والتأكيد على أن سعر صرف الدولار في السوق الموازي سينهار إلى مستويات قريبة من المستوى الرسمي البالغ 2500 ليرة مقابل كل دولار.
ويقول خبير اقتصادي لـ«الشرق الأوسط»: «لم يتخيل أحد أن تكون الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها السلطات السورية مؤخراً من أجل إيقاف عجلة التدهور في سعر الصرف والتضخم المنفلت عن عقاله للعملة المحلية، هشة وقابلة للنكوص بهذه السرعة».
ويشير الخبير إلى أن السلطات لا تملك القوة الكافية كي تحدد منفردة سعر صرف الليرة، وسط وجود عوامل هيكلية وقوى أخرى يهمها استمرار وتيرة التراجع، فالاقتصاد يعاني الأمرين بعد عشر سنوات من الأزمة والحرب والدمار، ووراد سوريا من القطع الأجنبي ينحصر في المساعدات الدولية والقروض الخارجية من الحلفاء والحوالات، وسط نزيف هائل لتأمين متطلبات حياة السوريين من مواد بترولية وقمح باتا خارج سيطرة الحكومة، كما أن العقوبات تفرض نفسها على معادلة الاقتصاد السوري، بينما تزيد الصعوبات جائحة «كوفيد – 19».
ويلفت إلى أن السلطات السورية نجحت بشكل جزئي في الفصل المؤقت للمسار بين الليرتين السورية واللبنانية واللتين تبادلتا التأثير منذ دخول لبنان في أزمه مالية في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019. ويضيف: «في الآونة الأخيرة... بتنا نرى الليرة السورية تتحسن، بينما نظيرتها اللبنانية على حالها أو أنها تتدهور في بعض الأحيان».
ويؤكد الخبير، أن هذه الظاهرة ستقود إلى عملية مراجحة بين الليرتين وأنها كفيلة بعودة انخفاض الليرة السورية لتقارب مستويات انخفاض العملة اللبنانية، ويلفت إلى أن تدفق الدولارات الذي شهدته سوريا مؤخراً، عبر حوالات المغتربين في أوروبا، قدرته مصادر إعلامية مقربة من الحكومة السورية بعشرة ملايين دولار أميركي، قد يجد طريقه إلى لبنان نتيجة وجود طلب مهم على الدولار في لبنان، يمكن تأمينه من السوق السورية، خصوصاً من خلال «حزب الله».

قد يهمك ايضا:

الليرة السورية تسجل انخفاضًا قياسيًا قبل عقوبات أميركية جديدة

الجنيه الإسترليني يرتفع مقابل الدولار الأميركي

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأرجح سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي تأرجح سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 06:44 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة ترد على إعلان إسرائيل إنهاء عمل الأونروا
 العرب اليوم - الأمم المتحدة ترد على إعلان إسرائيل إنهاء عمل الأونروا

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab