الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
دعا الرئيس السوداني عمر البشير الدول الأفريقية إلى "تكوين تكتل اقتصادي أفريقي". وقال: إن أفريقيا تملك من المقومات والإمكانات والموارد البشرية ما يؤهلها لدور فاعل، مضيفًا، في كلمته أمام اجتماعات كتلة وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية الأفارقة والمحافظين في البنك وصندوقِ النقد الدوليين أن "بلدانها تذخر بمؤهلات كبيرة لإنتاج الغذاء، إلا أن أعدادًا كبيرة من شعوب القارة يعصف بها الفقر والجوع والحرمان، وأن الكثير من دول القارة تعاني عجزًا في تمويل مشروعاتها التنموية ويمثل هذا عائقا أمام التنمية، الأمر الذي يتطلب تعاونًا أفريقيًا، بهدف إزالة هذه العوائق في إطار مساعي جماعية تجاه مؤسسات التمويل الدولية".
وأشار البشير إلى "البنك و صندوق النقد الدوليين"، قائلا أمام الاجتماعات: إن تحقيق التنمية لا يتم إلا بانتهاج سياسات في مقدمتها التكتلات الإقليمية والمشروعات المشتركة، فالتكامل الاقتصادي مهم بحيث ساعد ذلك الكثير من دول العالم في تجاوز مشكلاتها الاقتصادية. ودعا الأفارقة إلى الاهتمام بالعمل الزراعي والبنية التحتية"، مضيفًا أن "تحقيق التنمية فيه مكاسب غير مباشرة للقارات الأخرى وعلى المقتدرين مساعدة المحتاجين، ففي ذلك منفعة لهم في أن يعيشوا في عالم خال من الفقر أفضل من أن يكتنزوا الثروات والمال وهناك من يعاني في بلدان أخري".
ونصح الرئيس السوداني الأفارقة بـ "استقطاب الاستثمار وليس طلب العون والمنح الخارجية، لأن المنح والقروض يصعب الحصول عليها أحيانا". كما دعا إلى "إدراك الواقع الأفريقي وإيجاد الدواء لمشكلاته، لأن الشعوب تتطلع إلينا الآن". وأكد أن "الاقتصاد من الملفات المهمة التي تستحوذ على كثير من وقت القادة والزعماء وأن القارة الأفريقية مكان مناسب لبروز تكتل اقتصادي". وأضاف "ليس من المقبول أن تظل القارة متخلفة، وهي منشأ الحضارات". كما تحدث عن بعض النماذج لبعض
الدول الأفريقية التي تقدمت اقتصاديًا بمواردها وإنسانيتها"، ودعا إلى "الاستفادة القصوى من الخبرات والقدرات وتوفير فرص العمل للشباب ودعم المرأة". وأعرب عن "تطلع بلاده إلى إبداعات عقول المشاركين، والخروج بما يساعد القارة في تجاوز مشكلاتها الاقتصادية والتنموية".
كما تطرق الرئيس السوداني في كلمته إلى "ضرورة الاهتمام بالعمل الزراعي والاستثماري". وكشف عن "سياسات جديدة انتهجتها بلاده لتشجيع الاستثمار بإعدادها لمشروعات جاهزة تقدم للمستثمرين". وأضاف أن "بلاده عانت من الحروب والصراعات في الفترة الماضية، لكنها دخلت الآن طورًا من الأمن والاستقرار". وأوضح أن "كثيرًا من طاقات القارة تهدر بسبب الحروب والصراعات".
ومن ناحيته قال وزير المال علي محمود: إنه من الضروري الاتفاق على وضع سياسات تساعد في استغلال الموارد الإفريقية. وقال: إن الأزمة الاقتصادية ضربت جميع دول العالم وأثرت على اقتصاياته، لكن تلك الآثار بدأت في الزوال تدريجيًا، مضيفًا أن "أهم التحديات تتمثل في النزاعات في بعض دول القارة وقضية الديون، التي تثقل كاهل الدول الأفريقية، كما تحدث عن ضرورة الأمن الغذائي". وأضاف أن "الواقع الراهن يتطلب أن تتجه الدول الأفريقية لتكوين تكتل اقتصادي أفريقي يعبر عن تعاون كبير في معالجة القضايا الاقتصادية المشتركة، مع ضرورة وضع سياسات وبرامج متكاملة لاستقلال الموارد بالصورة الأمثل".
ومن ناحيته، قال ممثل الكتلة الأفريقية جيلي نامينقا: إن لقاء الخرطوم يأتي في الوقت المناسب، بحيث نلتقي للتشاور والحوار فيما هو مطلوب منا، ولابد من التركيز على المصالح المشتركة والتحدث عن مشكلات القارة الأفريقية بصوت واحد. وأكد أن "الخرطم هي المكان المناسب لمناقشة هذه القضايا"، مشيرًا إلى أنه "لابد من اتخاذ قرارات في هذا المؤتمر تمس حياة إنسان القارة"، وأعرب عن "ثقته في أن التقارب سيحدث بين المجتمعين. وقال: إن التاريخ سيكتب أننا نجحنا في اجتماعات الخرطوم في الخروج، بما يساعد شعوب قارتنا الأفريقية على تجاوز صعوبات الحي.
أرسل تعليقك