القاهرة ـ وكالات
باع البنك المركزي المصري 600 مليون دولار إلى البنوك في عطاء استثنائي للعملة الصعبة الأحد، وذلك لتمويل واردات القمح واللحوم وزيت الطعام ومواد ضرورية أخرى، في وقت تواجه فيه البلاد أزمة مالية خانقة.
وتظهر قيمة العطاء -الذي يعادل 15 مثل ما يبيعه البنك المركزي في العطاءات الدورية- حجم الطلب الكامن على الدولار، بينما تكابد مصر أزمة اقتصادية منذ ثورة 25 يناير.
وفي عطاء الأحد، بيعت العملة الأميركية بسعر 6.87 جنيهات للدولار أي قرب السعر الرسمي، والجنيه متداول بسعر أضعف بكثير في السوق السوداء التي يضطر معظم المستوردين من القطاع الخاص إلى اللجوء إليها لتدبير حاجاتهم من العملة الصعبة.
ويأتي العطاء الاستثنائي إثر تعهد قطر الأسبوع الماضي بشراء سندات حكومية بثلاثة مليارات دولار، وإعلان ليبيا إيداع ملياريْ دولار في البنك المركزي المصري، مما عزز الاحتياطيات الأجنبية التي تراجعت إلى مستويات حرجة مؤخرا دون مستوى الخمسة عشر مليار دولار الضروري لتغطية واردات ثلاثة أشهر.
وبلغت الاحتياطيات الأجنبية في مصر مستوى 13.4 مليار دولار في نهاية مارس/آذار الماضي.
وقال متعاملون في سوق الصرف الأجنبي إنه سيكون على السلطات استخدام مزيد من الاحتياطيات الدولارية لتدبير إمدادات الغذاء الذي كان ارتفاع أسعاره أوقد شرارة قلاقل من قبل.
وأفاد متعامل طلب عدم نشر اسمه بأن التأثير سيكون مؤقتا لأن الطلب أعلى من ذلك بكثير، وأضاف "يجب أن يعاودوا الكرة، لكن من غير الواضح متى سيكون هذا".
ويقنن البنك المركزي بيع الدولار منذ أواخر ديسمبر/كانون الأول عن طريق طرح عطاءات دورية للعملة الصعبة، لمنع التهافت على بيع العملة المحلية.
الجنيه في السوق السوداء ارتفع بعد الإعلان عن مساعدات عربية لمصر (رويترز)
ومنذ ذلك الحين، فقدت العملة 10% من قيمتها بالأسعار الرسمية، ويطرح البنك المركزي ثلاثة عطاءات أسبوعيا قيمة كل منها 40 مليون دولار.
ويؤدي نقص الدولارات في السوق المصرية إلى عدم القدرة على استيراد ما يكفي من الوقود، مما يؤدي لتعطل النقل وانقطاع الكهرباء.
كما أن مصر -التي تعد أكبر مستورد للقمح في العالم- قد اضطرت إلى خفض مشترياتها الخارجية منه هذا العام على أمل أن يكون المحصول المحلي وفيرا.
وأوضح البنك المركزي أن عطاء اليوم طرح على البنوك التي يستورد عملاؤها سلعا أساسية، مثل القمح وزيت الطعام والشاي واللحوم والأسماك والفول والزبد والذرة وحليب الأطفال، ومكونات العقاقير واللقاحات، وقطع الغيار.
ويتزامن عطاء البنك المركزي مع بدء جني محصول القمح الذي يحتاج إلى الوقود لتشغيل معدات الحصاد ونقل المحصول إلى مواقع التخزين.
ويُعتقد أن البنك المركزي يحاول تضييق الخناق على السوق السوداء التي انتعشت هذا العام بسبب شح العملة الصعبة.
وأدت تعهدات المساعدة الأجنبية مؤخرا إلى رفع الجنيه في السوق السوداء، وقال المتعاملون إن الجنيه متداول الآن بنحو 7.3 جنيهات للدولار، مقارنة بـ7.8 قبل الإعلان عن المساعدتين القطرية والليبية.
أرسل تعليقك