دمشق – العرب اليوم
حاول الحرفي هيثم قمر الدين، الحفاظ على حرفة المكارم اليدوية من النسيان على الرغم من قساوة الحرب بجميع أبعادها، فاستمر بممارستها وتعليمها للجيل الشاب بكل الوسائل، وأوضح قمر الدين لـ "العرب اليوم"، أنّ هذه الحرفة جاءت انطلاقا من حاجات الإنسان الأولية كطريقة لرفع الأشياء والأطعمة عن الأرض، خصوصًا في البيوت الدمشقية، ومع مرور الزمن ومتطلبات العصر تطوّرت لتصبح حرفة جمالية فنية تدخل في صناعة الألبسة وتزيّنها.
وأبرز أنّّ عمل المكارم وحبال الزينة يدوي بحت، يعتمد على مبدأ العد والعقد اليدوي للحبال المصنوعة من القطن أو البروبولين أو الحريرالتي تضفي بعضا من اللمعان والبريق ومن ثم جدلها عبر تمريرها داخل حلقات خشبية أو معدنية متباينة الحجم لتتشكل قطب يدوية فنية جمالية مختلفة.
أمّا عن العقد والقطب فأشار إلى عددها اللامتناهي والمتجدد دائمًا، فهناك القطبة البسيطة، المبرومة، والعقدة ودرزة المكنة، وعقدة الكرسي، والراهب، والفراشة المستخدمة في تزيين الأحذية، لتتشكل عبر تشابك هذه القطب نماذج فنيّة تستخدم حسب الحاجة إمّا كأراجيح وسرائر شبكية، أو في تعليق أصص نباتات الزينة، أو لإضفاء الزينة الفنية والجمالية على بعض التحف الأثرية، مضيفًا أنها تدخل في تصاميم وديكورات المنازل.
وأشار إلى أنّ عميلة الجدل بحاجة إلى الخبرة والمهارة التي يمتلكها الحرفي من حيث حساب عدد الخيوط التي ينسجها وطريقة الفتل وغيرها، لافتًا إلى أنّ الحرفة لقيت إقبالًا ورغبةً من الكثيرين، خصوصًا السيدات والشابات نتيجة الإبداع الحرفيّ والتطورات اللاحقة للمهنة، كما امتدت إلى صناعة الحقائب النسائية والكنزات عدا عن دخولها بقوة إلى فساتين الزفاف والسهرة، عبر شكِّ حبال المكارم بالخرز والكريستال وإدخال بعض الإكسسوارات الإضافية، منوهًا إلى مشاركاته في بعض المعارض المحلية والدولية.
أرسل تعليقك