حذر البنك الدولي من أن المخاطر الأمنية، التي تمثلها الجماعات المتطرفة، قادرة على التهام المكاسب التي حققتها البلدان الأفريقية اقتصاديا خلال السنوات والعقود الأخيرة.
وخرجت تلك التحذيرات من رحم تقديرات للبنك الدولي كشف عنها بشأن معدلات النمو المستهدفة في الدول الإفريقية جنوب الصحراء التي توقع تراجعها إلى 4 في المائة خلال عام 2015، بأقل من معدل النمو المسجل في العام الماضي 2014 حين بلغ 4.5 في المائة.
ويقول كبير الاقتصاديين في البنك الدولي لشؤون أفريقيا، فرانسيسكو فيريرا، إن التراجع المتوقع الذي أظهرته المراجعة تعكس أثر انخفاض أسعار النفط، ، مشيرا إلى أن توقعات النمو جاءت أقل من متوسط النمو البالغ 4.4 في المائة والذي سجلته تلك المنطقة على مدار العقدين الماضيين.
وقال الاقتصادي الدولي في مناقشة جرت معه عبر الفيديوكونفرينس، "الرياح الإيجابية التي كانت تدفع قاطرة التنمية الإفريقية من الخلف، باتت تعترض طريقها من الأمام وتؤثر على انطلاقها إنه وقت التحدي الذي يجب على المنطقة أن تظهر فيه أنها نضجت، وتستطيع مواكبة العصر وتحقيق تقدم اقتصادي ومجتمعي مستدام".
وأضاف ، وعلى أي حال، فقد قال البنك الدولي إن معظم التراجع الحادث يعزى إلى ضآلة مستويات النمو في اقتصاد جنوب إفريقيا الذي يشهد في المرحلة الراهنة فتورا ووهنا في قوته.
ويبين البنك الدولي أنه "باستبعاد جنوب إفريقيا؛ فإن متوسط النمو لبقية دول جنوب الصحراء يتوقع أن يدور حول 4.7 في المائة خلال عام 2015".
وقال فيريرا إن النمو في كينيا يتوقع بقاؤه قويا مدعوما بانخفاض أسعار الوقود التي ساعدتها على احتواء الضغوط التضخمة، لافتا إلى أن انخفاض الوقود ساعد على خفض التضخم وتحسين ميزان الحساب الجاري لكينيا خلال الربع الأول من العام الجاري 2015".
أما على صعيد الاستثمارات الأجنبية المباشرة ، فيشير فيريرا إلى أنها تضاءلت في عام 2014 ، وهو ما يعكس تباطؤ النمو في الأسواق البازغة ، وانحسار أسعار السلع، موضحا أن البلدان الأفريقية واصلت تتبع أسواق السندات الدولية للحصول على تمويلات لمشروعات البنية التحتية لديها.
وقال "على الرغم من أن أعباء الدين ظلت بوجه عام يمكن التعامل معها؛ لكن حالات عدم اليقين التي تعتري أوضاع النقد العالمي تلقي بأسباب إضافية تدعو إلى الحيطة والحذر".
وبحسب توصيات البنك الدولي؛ فإن البلدان الأفريقية بحاجة لتنشيط إصلاحاتها الهيكلية وتعزيز نمو انتاجيتها على مستوى القطاعات كافة، حتى تتمكن من خلق علاوة على ذلك فإن تعزيز المزيد من فرص العمل.
الأساسيات الاقتصادية والمجتمعية، مثل تخفيض تكاليف النقل والمواصلات، وتوفير طاقة بأسعار أرخص وأكثر موثوقية، وتوفير قوة عمل متعلمة وماهرة، سيساعد بلا شكك في إفادة القطاعات كلها".
وفي أفريقيا، هناك كينيا ونيجيريا تعانيان الأمرين من هجمات الإرهاب التي تشنها جماعتا الشباب وبوكو حرام في الدولتين على التوالي، خلال السنوات القليلة الماضية.
وبحسب معظم البيانات التي تبثها حركة الشباب (الصومالية) المتطرفة، فإن كينيا تدفع ثمن إرسالها جنودا للحرب في الصومال لدعم الحكومة الشرعية هناك بقيادة "حسن شيخ محمد".
وهناك دول غرب أفريقية أخرى أرسلت قواتها لتكون جزءا من قوات الاتحاد الإفريقي لمحاربة جماعة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم "القاعدة".
وبالنسبة لرواندا لم تشهد أي هجوم إرهابي، بينما عانت أوغندا أسوأ تفجيرات حدثت منذ خمس سنوات، عندما قام انتحاريون بمهاجمة جمهور كرة القدم أثناء مشاهدته للمباراة النهائية لكأس العالم لعام 2010، في موقعين داخل العاصمة كمبالا؛ ما تسبب في مقتل 74 شخصا وإصابة 70 آخرين.
وفي كينيا لقى أكثر من 400 شخص مصرعه على أيدي الإرهابيين منذ تولي الحكومة الأخيرة مهامها في اب 2013، أما في نيجيريا فقد قتل الآلاف على أيدي جماعة "بوكو حرام" في أقل من عامين.
أرسل تعليقك