الدوحة_ قنا
أكدت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن التطورات التي شهدها العالم والاهتمام المتنامي بحقوق الانسان في سياق الجهود الرامية لتحقيق السلام والأمن والتنمية وتزايد حالات انتهاكات حقوق الانسان، تضع المجتمع الدولي أمام تحديات كبيرة من أجل مواصلة جهوده لتعزيز احترام هذه الحقوق، ومكافحة كافة أشكال الانتهاكات.
وشددت على أن دول المجلس لم تكن غائبة عن تلك الجهود، فقد وضعت مسألة حقوق الإنسان في صلب اهتماماتها وأسهمت وبشكل فعال في تكريس مفاهيم حقوق الإنسان وحمايتها في المجالات المؤسسية والتشريعية، كما انضمت الى العديد من الاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان وساهمت بنشاط في تعزيزها، إلى جانب مواقفها الانسانية الثابتة إزاء الأحداث الدولية، ودعمها لكل ما من شأنه تعزيز معايير حقوق الإنسان، مسترشدة في ذلك، بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف، الذي كفل حقوق الإنسان، بغض النظر عن اللون أو الجنس أو العرق أو الدين.
جاء ذلك في البيان الذي أدلت به، العنود التميمي، سكرتير ثالث في الوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، باسم دول مجلس التعاون الخليجي أمام لجنة الأمم المتحدة الثالثة (اللجنة الاجتماعية والإنسانية والثقافية) حول البند الخاص بــ "تعزيز وحماية حقوق الإنسان".
واشار البيان إلى أن دول مجلس التعاون تعمل على تشجيع منظمات المجتمع المدني وجمعيات ولجان حقوق الإنسان من أجل نشر ثقافة حقوق الإنسان وزيادة الوعي بها، وانها ما زالت تواصل جهودها على صعيد تعزيز الآليات والمؤسسات الوطنية المعنية بمسائل حقوق الانسان.
ولفت البيان إلى انه في إطار التزام دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان التي انضمت اليها، حرصت على أن توفر لمواطنيها الرعاية الصحية، والتعليم، والسكن، والعمل، والبيئة، والحماية الاجتماعية، وهو ما يعتبر دليلاً على وضعها ضمن المراتب المتقدمة على مستوى العالم.
ونوه البيان إلى أن الانجازات التي حققتها دول المجلس على صعيد حماية وتعزيز حقوق الانسان جعلها بيئة جاذبة للرعايا الاجانب ومن مختلف الثقافات والديانات المتعددة التي تتعايش معاً في ظل بيئة تتسم بالتسامح ونبذ كافة أشكال التطرف وتكفل للجميع التمتع الكامل بالحقوق والحريات الاساسية.
وأكد أن دول المجلس قد حرصت على تمكين المرأة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشيرا الى أن دول المجلس حققت إنجازات بارزة في هذا المجال، حيث توجد في المنطقة أعلى نسبة من خريجات التعليم العالي في العالم، وتعمل المرأة في كافة الوظائف والأعمال الحرة، كما تشارك المرأة بصورة رئيسية في عملية صنع القرار في السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.
وأشار البيان الى أنه في إطار الدور المحوري للشباب، أولت دول المجلس اهتماما كبيراً بهم من خلال توفير التعليم لهم لكي يكونوا على قدرٍ من الوعي في مواجهة التطرف، وضمان السلم والاستقرار الاجتماعي.
وقالت العنود التميمي لقد أظهرت التقارير الدورية التي قدمتها دول مجلس التعاون إلى مجلس حقوق الانسان بشأن الالتزامات المترتبة عليها وفقاً لمعاهدات حقوق الانسان التي انضمت اليها، حجم الانجازات التي حققتها، وما انتخاب غالبية دول مجلس التعاون لعضوية مجلس حقوق الإنسان منذ إنشائه عام 2006 إلا دليل على صحة ما نقول، كما أن دول مجلس التعاون شاركت في صياغة وإعداد الميثاق العربي لحقوق الإنسان لعام 2004، كأول وثيقة عربية معنية بحقوق الإنسان، كما أقرت دول مجلس التعاون الاعلان الخليجي لحقوق الانسان في قمة الدوحة عام 2014.
كما حرصت دول مجلس التعاون على مواصلة العمل لتأصيل قِيم حقوق الإنسان عبر تعزيز ثقافة الحوار والقبول بالآخر وخلق بيئة تتسم بالاعتدال والتسامح، ونبذ العنف وكافة أشكال التطرف، وحماية حقوق الفئات الضعيفة.
أرسل تعليقك