واشنطن - العرب اليوم
قدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن 90 في المائة من السكان في أوكرانيا يمكن أن يواجهوا الفقر والضعف الاقتصادي الشديد إذا تواصلت الحرب. فيما أعلنت الولايات المتحدة أن هناك حاجة لإيصال المعونات فوراً إلى نحو 4.7 مليون شخص تشردوا بفعل الغزو الروسي، مطالبة بتوفير ممرات آمنة تشرف عليها الأمم المتحدة لإيصال المساعدات للسكان.
وبحسب التوقعات المبكرة التي أعلنها مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر، فإنه «إذا طال أمد الحرب في أوكرانيا، يمكن أن تضيع 18 سنة من الإنجازات الاجتماعية والاقتصادية، مع ما يقرب من ثلث السكان يعيشون تحت خط الفقر و62 في المائة عرضة بشكل كبير للوقوع في براثن الفقر خلال الأشهر الـ12 القادمة»، مضيفاً أنه «من أجل تجنب المزيد من المعاناة والدمار والفقر، نحتاج إلى السلام الآن».بحسب تقديرات الحكومة الأوكرانية، جرى تدمير نحو 100 مليار دولار على الأقل من البنية التحتية والمباني والطرق
والجسور والمستشفيات والمدارس وغيرها من الأصول المادية. وتسببت الحرب بإغلاق 50 في المائة من الشركات الأوكرانية بالكامل، بينما أجبر النصف الآخر على العمل بأقل بكثير من طاقته. وأشار شتاينر إلى أن الحرب في أوكرانيا «تتسبب في معاناة إنسانية لا يمكن تصورها مع خسائر مأساوية في الأرواح وتشريد ملايين الأشخاص»، مضيفاً أنه «يجب الآن التركيز بشكل أكبر على التدهور الاقتصادي المقلق، والمعاناة والمصاعب التي سيتكبدها السكان الذين يعانون بالفعل من الصدمات». ورأى أنه «لا يزال هناك متسع من الوقت لوقف هذا المسار القاتم»، لافتاً إلى أنه «كجزء من التزام الأمم المتحدة الثابت تجاه الشعب الأوكراني، ينصب التركيز الأساسي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على المساعدة في الحفاظ على مكاسب التنمية التي تحققت بشق الأنفس. وأوضح أن «هذا يشمل دعم الحكومة للحفاظ على هياكل وخدمات الحوكمة المهمة، والتي تُشكّل حجر الأساس لجميع المجتمعات».
واستنادا إلى شراكته طويلة الأمد والموثوقة مع حكومة أوكرانيا، يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في جميع المقاطعات الإدارية الأوكرانية الـ24 مع أكثر من 332 بلدية، و15 مركزا لمنظمات المجتمع المدني وأكثر من 17 جمعية لأعضاء الأعمال في جميع أنحاء البلاد. ويؤكد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنه يمكن لسلسلة من الإجراءات السياسية المتخذة في الأسابيع المقبلة أن تساعد وتحد من السقوط الحر في براثن الفقر مع احتدام الصراع. وعلى سبيل المثال، تشير التقديرات الأولية للبرنامج إلى أن عملية تحويل نقدي طارئة واسعة النطاق تكلف حوالي 250 مليون دولار شهرياً، ستغطي الخسائر الجزئية في الدخل لـ2.6 مليون شخص من المتوقع أن يقعوا في براثن الفقر. وسيكلف الدخل الأساسي المؤقت الأكثر طموحا الذي يوفر دخلا أساسيا قدره 5.50 دولار أميركي في اليوم للفرد 430 مليون دولار شهريا، بناء على التقديرات الأولية.
- مساعدات إنسانية أميركية
وخلال إحاطة مع الصحافيين عبر الهاتف، قال المسؤول الأميركي الرفيع إن الاستجابة الإنسانية للوكالة الأميركية للتنمية الدولية حول أوكرانيا تركز على الجوانب المتعلقة بـ«الغزو الروسي غير المبرر»، مما أدى إلى نزوح 4.7 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، موضحاً أن «هذا يمثل أكثر من 10 في المائة من سكان أوكرانيا»، علما بأن الأمم المتحدة «تقدر أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى بكثير». وأضاف أن «حرب بوتين حولت ما يقرب من 3 ملايين أوكراني إلى لاجئين، بينهم مليون طفل، اضطر بعضهم إلى الفرار من دون والديهم»، مشيراً أيضاً إلى أن «نحو مليوني شخص نزحوا داخل أوكرانيا». وتحدث عن «تقارير محزنة من شركائنا في مدن مثل ماريوبول، حيث يعيش الناس في ظروف مزرية ويفتقرون إلى مياه الشرب السليمة والطعام والوقود والكهرباء»، فضلاً عن «الدمار الهائل» مما يعني أن «المأوى قد يكون غير كافٍ في وقت يواجه فيه الناس طقساً بارداً». وأعطى بعض الأمثلة على «الفظائع التي يواجهها المدنيون»، لأن القوات الروسية «تستهدف المدارس والمستشفيات بحملة من الرعب» أدت إلى وقف علاج السرطان لـ1500 طفل اضطروا إلى الفرار تحت وابل القنابل. وإذ دعا إلى «وضع حد فوري لهذه الحرب العدوانية التي لا داعي لها»، أعلن أن الولايات المتحدة «تدعم بقوة دعوة الأمم المتحدة لإنشاء ممر آمن للمدنيين خارج المناطق المعرضة للهجوم الروسي وممر آمن لعمال الإغاثة الذين يحاولون تقديم الإمدادات الإنسانية والطبية». وطالب روسيا بأن «تتفاوض بحسن نية بشأن هذه القضايا على الفور».
وعرض لما تقدمه الوكالة الأميركية للتنمية الدولية من الإمدادات المنقذة للحياة، ومنها البطانيات والبسكويت عالي الطاقة وأطقم المطابخ وإمدادات معالجة المياه، والتي ستوزعها المنظمة الدولية للهجرة، وهي شريكة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، على الأوكرانيين الضعفاء، فضلاً عن العمل مع منظمة الصحة العالمية لتوفير أطقم الطوارئ الصحية مع الأدوية الحيوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى مجموعات جراحة الطوارئ والصدمات لدعم العمليات الجراحية الطارئة. وأشار إلى قيام برنامج الغذاء العالمي بنقل 500 طن متري من دقيق القمح، وهو ما يكفي لتوفير الخبز لنصف مليون شخص لمدة أسبوع، إلى كييف، و15 طناً مترياً من الخبز أرسلت لتلبية حاجات 60 ألف شخص - إلى المستشفيات في خاركيف. وأوضح أن الولايات المتحدة قدمت ما إجماله 293 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الإضافية في الأسبوعين الماضيين فقط.
ونبه إلى أن الوضع على الأرض في أوكرانيا «يزداد سوءاً بسرعة»، إذ «يستمر القصف الروسي في تدمير البنية التحتية اللازمة لإيصال المساعدات إلى الناس وتدمير الطرق والجسور والسكك الحديدية، مما يجعل من الصعب على عمال الإغاثة الوصول إلى المحتاجين. وأكد أنه «في حالة عدم وجود وقف لإطلاق النار، يجب ضمان الممر الإنساني الآمن من أجل السماح لعمال الإغاثة بالوصول إلى المحتاجين».
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك