توفي وزير البترول السعودي الأسبق أحمد زكي يماني في العاصمة البريطانية لندن، الثلاثاء، عن عمر يناهز 91 عاماً.
وتعتبر مسيرة يماني حافلة بالأحداث، إذ كان أحد وزراء النفط الذين ساعدوا في تنفيذ الحظر النفطي عام 1973، كما تم اختطافه من قبل كارلوس الثعلب في 1975.
الحظر النفطي
في عام 1973، تمكن يماني مع نظرائه في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، من تنظيم سلسلة من خفض الإنتاج النفطي، بعد رفع الأسعار من جانب واحد بنسبة 17%، وإعلان خفض الإنتاج، ثم الموافقة على استخدام النفط كسلاح لمعاقبة الدول الداعمة لإسرائيل في حرب أكتوبر ضد سوريا ومصر، وصولاً إلى فرض حظر على الصادرات النفطية إلى الولايات المتحدة في 19 أكتوبر 1973، وهو الحظر الذي امتد إلى دول أخرى على غرار هولندا وجنوب إفريقيا في الأيام التالية.
وفي إحدى المقابلات عام 2013، قال يماني عن قضية رفع الأسعار من جانب واحد، إنه كان معارضاً لها، وهو ما دفع الوزراء الآخرين إلى مهاجمته. ولكنه برر أن رفع الأسعار يسمح للشركات باستغلال الأموال الإضافية التي تجنيها في عملية استكشاف النفط، وهو ما حدث في المكسيك وبلدان أخرى، لذا ظهر الإنتاج من خارج منظمة "أوبك" وأصبح ينافس على الأسعار، وفقاً لما نقلته وكالة "بلومبرغ".
أزمة الرهائن
في ديسمبر 1975، كان يماني من ضمن 11 وزيراً في "أوبك" اتخذهم إيلي راميريز سانشيز الذي يُعرف باسم كارلوس الثعلب، رهائن في فيينا.
وكان يماني ووزير المال الإيراني جمشيد آموزغار آنذاك، آخر من أطلق سراحهما في الجزائر حيث حطت الطائرة التي اختطفتهما.
وفي المقابلة الصحافية على قناة "الجزيرة"، قال يماني عن حادثة اختطافه، إن كارلوس "كان لطيفاً جداً معي، كنا نتحدث سوياً، ولكنه أخبرني أنه سيقتلني".
"دور تقدمي"
ويحمل وزير النفط الذي شغل المنصب من 1962 حتى 1986، جزءاً من المسؤولية في عملية سيطرة الدول المنتجة للنفط على الصناعة على حساب الشركات الأجنبية.
وقال وزير النفط الفنزويلي أليريو بارا في أوائل التسعينيات، إن فترة "السبعينيات كانت سنوات تقدم حقيقي، إذ كانت الفترة التي سيطرت فيها أوبك والدول المنتجة على الصناعة، وعلينا أن ننسب الفضل إلى رجل واحد أحمد زكي يماني"، وفقاً لما نقلته وكالة "بلومبرغ".
كما استطاعت المملكة في عهد يماني السيطرة على شركة "أرامكو السعودية" بالكامل عام 1980، بعدما رفعت حصتها في الشركة إلى 25% في 1972، ثم 60% في السنة التالية، وفق الوكالة ذاتها.
سنوات الدراسة
وُلد يماني في 1930 بالسعودية، وتخرج في جامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة) في مصر عام 1951، ثم حصل على شهادتي ماستر في الحقوق، الأولى من جامعة نيويورك عام 1955، والثانية من جامعة هارفارد عام 1956.
وبعد عودته إلى المملكة أسس أول شركة محاماة في البلاد، وعمل كمستشار قانوني للمملكة، وخصوصاً في مجال الضرائب والنفط والمعادن.
وبعد عام من توليه منصب وزير النفط عام 1962، أسس جامعة البترول والمعادن في مدينة الظهران الشرقية.
قــــــــــــــــــــد يهمـــــــــــــــــــــــــــك ايضــــــــــــــــــــــــــــــــــا
أرسل تعليقك