الدوحة ـ قنا
أكد سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة أن قطر تعمل على مضاعفة إنتاجها من البتروكيماويات ليصل إلى 23 مليون طن سنويا بحلول العام 2020، وتواصل تعزيز مكانتها الريادية من خلال العديد من المشاريع والتوسعات التي ستساهم بتلبية الطلب العالمي والمحلي على الغاز الطبيعي ومنتجاته.
وقال في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي السابع لتكنولوجيا البترول اليوم، إن مشاريع مثل برزان والكرعانة والسجيل والهيليوم واللؤلؤة وأوريكس، إضافة إلى مشاريع تطوير الحقول النفطية مثل الشاهين ودخان وبو الحنين، تشكل مؤشرا هاما على حجم النشاط الذي يشهده القطاع الهيدروكربوني في دولة قطر، وعلى الدور الذي يلعبه في تلبية الطلب العالمي، وفي توفير مصادر طاقة آمنة وموثوقة لمختلف أنحاء العالم.
وأضاف أن نجاح دولة قطر في تطوير مصادرها الطبيعية وفي الاستغلال الأمثل لهذه المصادر يعود إلى استراتيجية طويلة الأمد اشتملت على تطوير بنية تحتية متطورة، وبناء اقتصاد متين ومتنوع، وتوفير مناخ استثماري مستقر، وتوسيع القاعدة الصناعية، وتحقيق قيمة مضافة عالية، بالإضافة إلى اعتماد أفضل وأحدث الحلول التكنولوجية، والتحالف مع كبريات شركات الطاقة العالمية.
وعبر عن فخر دولة قطر بكونها موردا عالميا للطاقة يمكن الاعتماد عليه، واعتزازها بدورها الريادي في صناعة الغاز الطبيعي باعتبارها أكبر منتج ومصدر له بواقع 77 مليون طن سنويا، وهي أيضا عاصمة العالم في تحويل الغاز إلى سوائل.
وقال إن المؤتمر العالمي لتكنولوجيا البترول حقق منذ انطلاقه عام 2005، نموا كبيرا في الحجم والأهمية حيث انعقد في خمس مدن آسيوية بين الشرق الأوسط والشرق الأقصى وتضاعف عدد المشاركين فيه من مسؤولين ومختصين ومؤثرين في صناعة النفط.
وأضاف أنه بانعقاد دورته الحالية تحت شعار "إطلاق الطاقة من خلال الابتكار والتكنولوجيا والكفاءة"، يكون قد انتقل إلى مرحلة هامة من مراحل تطوره، تركز على دور الابتكار والتكنولوجيا في التعامل مع مختلف التحديات التي تواجه هذه الصناعة اليوم وغدا.
وأكد أن هذه التحديات تزداد يوما بعد يوم "مع تزايد التقدم الذي تشهده صناعتنا وهو ما يحتم علينا تجديد أنفسنا باستمرار الأمر الذي لا يتحقق إلا من خلال الابتكار في كل ما نقوم به، وهنا يكمن الدور المحوري للتكنولوجيا كأداة هامة في عملية التجديد، وكوسيلة للارتقاء بصناعتنا من خلال الابتكار والإبداع".
ونوه إلى أن دولة قطر احتضنت مختلف أوجه الاهتمام بالابتكار والتكنولوجيا من خلال تشجيع وتمويل البحث العلمي، والتعاون مع هيئات دولية متخصصة ومراكز بحثية مرموقة، منبها إلى أن مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع عملت على الارتقاء بالبحوث من خلال واحة العلوم والتكنولوجيا، وهي المؤسسة الوطنية المنوط بها إجراء الأبحاث التطبيقية وتوفير تقنيات صالحة للاستخدام التجاري في عدة مجالات على رأسها الطاقة.
وذكر أن قطر للبترول أنشأت في هذه الواحة مركزا متطورا للأبحاث والتكنولوجيا يقوم بمختلف أنشطة البحث العلمي ذات الجدوى الاقتصادية المثلى والمتعلقة بمكامن النفط والغاز وعملياتها فوق وتحت سطح الأرض، وذلك بالتعاون الوثيق مع أشهر مراكز البحوث والتطوير، والجامعات وشركات النفط والغاز وغيرها.
واعتبر وزير الطاقة والصناعة إنشاء هذا المركز ترجمة عملية لقناعة دولة قطر بدور الابتكار والتكنولوجيا في صناعة الطاقة وفي بناء اقتصاد معرفي يتصف بكثافة الاعتماد على البحث والتطوير والابتكار كما نصت عليه رؤية قطر.
وقال إن إدارة قطاع نفط وغاز محفز ومحرك للابتكارات التكنولوجية المتقدمة، ومشارك في تنمية الموارد البشرية وبناء القدرات الاقتصادية، هو في صميم خارطة الطريق التي يسير عليها هذا القطاع في دولة قطر.
وأشار إلى أن التجارب أثبتت أن الإنجازات والابتكارات العلمية هي الوسيلة الناجعة للتغلب على التحديات التي لا تواجه صناعة النفط فحسب، بل مختلف الصناعات، مبينا أن برنامج عمل المؤتمر يمثل المنصة المثالية لمواجهة تحديات توفير الطاقة التي يحتاجها العالم، وتحديدا تلك المتعلقة بالبيئة والسلامة، بما يحفظ المستوى الذي يستحقه الإنسان في الحياة، والمعيشة والصحة والرفاهية.
وأعرب عن اعتزاز دولة قطر باستضافة هذا الحدث المتميز للمرة الثالثة، مضيفا أنه يعزز مكانتها كمركز اقتصادي وتجاري وصناعي هام ويؤكد دورها المتنامي في مختلف قطاعات الطاقة والاقتصاد.
ووجه الدعوة من خلال المؤتمر لمزيد من الجهود لتحقيق هدفين رئيسيين: الأول هو تقديم منتجات وتقنيات صديقة للبيئة ذات جودة عالية وبأقل التكاليف، أما الثاني فهو تحقيق أفضل القيم المضافة بما يتعلق بالجودة والإبداع والتطور المستدام.
وثمن جهود المؤتمرين في بحث القضايا التي تهم صناعة النفط والغاز، والمتعلقة بتطور اتجاهات الطاقة العالمية ومواجهة التحديات التقنية والاقتصادية، معربا عن تطلعه خلال فترة انعقاده إلى قادة الصناعة والمسؤولين التنفيذيين لمناقشات استراتيجية وفنية تسهم بإثراء الحوار والتعاون حول مواضيع عدة تتضمن الإدارة المتكاملة للمشاريع ذات التقلبات الدورية، والعناصر الأساسية لثورة الغاز الطبيعي، وزيادة الموارد من خلال تكنولوجيا التنقيب والإنتاج.
وقال "إن ما يميز هذه الصناعة ويرسم ملامحها الرئيسية، سواء في الماضي أو في المستقبل، يكمن في طبيعة التعامل مع المتغيرات من حولنا وفي حجم النجاحات التي نحققها.. وإننا على ثقة بأن هذا المؤتمر والمعرض المصاحب سيساهمان بتحقيق النجاح المرجو، وبالوصول لأفضل النتائج للارتقاء بصناعة النفط إلى المستويات التي نتطلع إليها جميعا".
أرسل تعليقك