الفولاذُ الدمشقيُّ الذي يتمُّ تصنيعه غير الذي ضاع
آخر تحديث GMT11:35:48
 العرب اليوم -

الفولاذُ الدمشقيُّ الذي يتمُّ تصنيعه غير الذي ضاع

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الفولاذُ الدمشقيُّ الذي يتمُّ تصنيعه غير الذي ضاع

دمشق - غيث حمّور

الفولاذ الدمشقي هو اسم معدنٍ شاع استعماله في صناعة السيوف في مدينة دمشق ما بين القرنين العاشر والسابع عشر الميلاديين. وقد حظيت هذه السيوف بشهرة كبيرة خلال الحروب الصليبية حتى حيكت حولها أساطير عديدة لا يمكن التأكد من صحتها، مثل القول إنها كانت حادة إلى درجة تكفي لشطر إنسان بضربة واحدة، وفي الوقت نفسه «لينة» إلى درجة يمكن معها لف السيف حول خصر الرجل، ليعود السيف ويأخذ شكله الأولى بمجرد إزاحة الضغط عنه، كما يتميز مظهر سطحه بخطوط متوازية ومتموجة وكأنه مؤلف من طبقات.‏ ولأسباب مجهولة انقرضت صناعة هذا الفولاذ في مطلع القرن السابع عشر، وبقيت تركيبته لغزاً حتى ثمانينيات القرن العشرين.‏ كشفت الدراسات المخبرية التي أجريت على هذا الفولاذ، أنه يحتوي على «نانو أنابيب» من الكربون، لا يمكن إنتاجها ضمن الفولاذ بشكل صناعي. ولذا رجَّح البعض أن تكون هذه المعادلة موجودة أساساً في خامات الحديد الطبيعية المستخدمة في صناعة هذا الفولاذ، والتي كانت تستورد إلى دمشق من الهند وسريلا نكا، والمعروف علمياً باسم «ووتز».‏ في ثمانينيات القرن الماضي، حاول العلماء إعادة إنتاج الفولاذ الدمشقي. ونجحوا بالفعل في إنتاج معدن مشابه جداً له، من خلال مزج خامات الحديد والزجاج والكربون، وإحمائه إلى درجة الغليان، فتنفصل العناصر الداخلية على سطح الصهارة، التي تستخرج منها حبيبات من الـ «ووتز» ذات محتوى من الكربون يصل إلى 1.5% وتصهر على شكل سبائك زنة الواحدة منها كيلوغرامين. غير أن هذا الفولاذ يفتقر إلى العروق التي كانت تميز الفولاذ الدمشقي.‏ ومنذ نحو سنوات عشر، خرج من مختبرات جامعة ستانفورد فولاذ يحاول التشبه بالفولاذ الدمشقي وسوِّق حالياً على أنه كذلك. ولكن العروق فيه ناجمة عن تصنيعه من طبقات رقيقة عدة من رقائق الووتز. ويعترف صانعوه بأنهم نجحوا في تقليد «الفولاذ الدمشقي»، وليس في إعادة إنتاجه.‏

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفولاذُ الدمشقيُّ الذي يتمُّ تصنيعه غير الذي ضاع الفولاذُ الدمشقيُّ الذي يتمُّ تصنيعه غير الذي ضاع



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:14 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا
 العرب اليوم - المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف
 العرب اليوم - حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 12:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 12:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 06:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوثيون يستهدفون سفينة في البحر الأحمر دون إصابات

GMT 11:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 03:01 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رصد "أول حالة انقراض معروف للطيور من أوروبا"

GMT 09:59 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يردّ على انتقادات عمله بعد أيام من وفاة شقيقه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab