دمشق – العرب اليوم
عندما يمرّ العابرون والسكان في مدينة جديدة عرطوز في ريف دمشق، يلفت انتباههم محلٌ للحلويات يعرض على واجهته علباً للبيض، ويلاحظون التناقض بين أناقة وشكل عرض القطع المصفوفة للحلوى "الكاتو" وعلب للمثلجات، وبين منظر البيض أمام المحل.
لم يعد هناك مشكلة، بعد قرابة عامين على الأحداث التي تشهدها البلاد، أمام أصاحب المحلات التجارية في عرضِ أكثر من سلعةٍ، ولو كانت متناقضةً في أشكالها، بحسب ما يروي أبو جاد وهو صاحب محل حلويات، وذلك "بهدف زيادة مصدر الزرق".
وأشار صاحب هذا المتجر إلى أن اتجاهه إلى بيع البيض مع الحلويات منذ قرابة عام جاء بسبب "تراجع مبيعات الحلويات"، و"مع ارتفاع سعر الدولار بشكل كبير أخيراً، وارتفاعِ أسعار الحلويات، أصبح إقبال سكّان المنطقة على هذه المادة قليلاً" حسب التاجر. الأمر اضّطره إلى بيع البيض، الذي يعتبر مادة شبه أساسية على موائد السوريين.
هذه الحالة لم تعد تقتصر على متجرٍ واحد فقط، بل تعمّمت على العديد من المحال التجارية الأخرى. ففي بعض أسواق دمشق الشعبيّة ترى بقاليّة تبيع القرطاسية المدرسية على بسطة أمام المتجر تزامناً مع بداية العام الدراسي، ومحل لبيع أقراص الـDVD والأفلام السينمائية أمامه بسطةٌ للخضار. وآخر للأدوات الكهربائية يبيع أكياس النايلون.
وأشار ماجد ميداني، صاحب البقالية التي تبيع القرطاسية، إلى أن "الشاطر في هذا الوقت هو من يستطيع أن يجذب الزبائن بشكل كبير". ويرى أن حالة التخصّص في البيع لم تعد ممكنة في ظروف كالتي تشهدها البلاد، خصوصاً مع "شطب العديد من العائلات السورية للكثير من السلع عن قائمة مشترياتها".
وفي شأن سبب بيع صاحب محل أقراص الـDVD للخضار، بيّن التاجر منصور أن "الخضار هو الشيء الوحيد الذي يشهد إقبالا من الناس، أكثر من البيض واللحوم، بسبب غلاء الأسعار والحاجة إليها في الطبخ"، فيما أشار إلى أن سعر قرص الـDVD ارتفع إلى أضعاف ما كان عليه، بمعنى أنه الأقراص تعدّ اليوم من بين الكماليات وليس الأساسيات.
أرسل تعليقك