بيروت - رياض شومان
"عيدٌ بأيَّة حالٍ عُدْتَ يا عيدُ" ، هذا هو لسان حال اللبنانيين عشية عيد الأضحى المبارك في ضوء الحالة المزرية التي يعيشونها بسبب الاوضاع المعيشية و الاقتصادية الصعبة، والتي تعبر عنها سلسلة الاضرابات التي ينفذها عمال و موظفون في العديد من القطاعات الانتاجية، هذا فضلا عن الوضع الامني المقلق الذي يعطل الدورة الاقتصادية و الاستثمارية .
وتوحي الحركة الضعيفة التي تشهدها الاسواق التجارية بأن العيد هذا العام لن يختلف عن سابقه ، فحركة المتسوقين والبسطات المستحدثة على اختلافها، لا تعكس الواقع عند الكثير من أصحاب المؤسسات التجارية، وصولا الى المطاعم والفنادق، التي تشكو من ضعف الحجوزرات، قياسا بعيد الفطر،لأسباب عدة، أولها تردي الاوضاع الاقتصادية، وثانيها بطء النشاط التجاري والسياحي، فيما يعبر المتسوقون عن سخطهم على عدم قدرتهم على الشراء وارتفاع اسعار متطلبات العيد واستحقاقاته المعيشية.
ويشير احد تجار بيروت الى بعض التحسن في أسواق المدينة عامة، ويقول: "نتفهم هذا الواقع الناجم عن الاوضاع العامة والتطورات الامنية الاخيرة، والضغوط الاقتصادية والمعيشية التي يواجهها الناس عشية عيد الاضحى، في ظل سلة من احتياجات الناس، في مقدمها الأقساط المدرسية والمونة البيتية وغيرها"، آملا في الوقت نفسه "تحرك العجلة التجارية مع تحسن الوضع الامني الذي تنعم به المنطقة".
اما صاحب احد المطاعم فيقول "ان حجوزات العيد لم تصل الى الربع بالمقارنة مع العيد الماضي"، يعيد ذلك الى "التطورات العامة، وعودة المغتربين مع عائلاتهم الى دول الاغتراب، والاستحقاقات المعيشية العديدة التي يرزح تحتها المواطن".
من جانبه، يلفت حسين ترحيني، مدير "اوتيل بلاتينيوم"، الانتباه الى "تدني الحجوزات على أبواب من عيد الاضحى"، مضيفا "ان الحجوزات الحالية تصل الى 25 في االمئة، وان غالبية الزبائن هم من اللبنانيين، ومن مناطق مختلفة، ولا حجوزات لزوار أجانب".
ويصف نائب رئيس الاتحاد اللبناني للنقابات السياحية علي طباجة، النشاط السياحي بالضعيف جدا، خصوصا في الجنوب، حيث تسجل الحركة تراجعاً بنسبة 70 في المئة عن العيد الماضي. ويقول: "ان حجوزات ونشاط السنة الماضية كانا أفضل بكثير"، معيدا ذلك الى "التطورات الحاصلة في سوريا وانعكاسها على مجمل الوضع في لبنان".
ويضيف: ما زلنا نأمل ان تشهد أيام العيد تحسنا في النشاط الاقتصادي والتجاري والسياحي، لا سيما أن هذا النشاط يقتصر على أبناء المناطق الجنوبية، وأعداد قليلة من خارج المنطقة.
متابعا: ان الهم الاساسي، اليوم، هو الاستمرار في مواجهة التحديات، وبقاء المؤسسات.ش
أرسل تعليقك