فيينا - كونا
أكد رئيس بعثة الجامعة العربية وممثلها الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا السفير رمزي عز الدين رمزي هنا الخميس أهمية القمة العربية - الافريقية التي ستستضيفها دولة الكويت الشهر الجاري التي ستدشن مرحلة جديدة من التعاون والعمل العربي - الافريقي المشترك . وأضاف السفير رمزي في حديث خص به وكالة الانباء الكويتية (كونا) بان أهمية هذه القمة تأتي من خلال طبيعة القضايا المدرجة على جدول أعمالها وتوقيتها حيث تشكل بداية جديدة للقمم الدورية بين الدول العربية والافريقية بعد قمتي مصر في 1977 وسرت الليبية عام 2010 التي وضعت خطة عمل للفترة الممتدة ما بين 2011 إلى 2016 . وأعرب السفير رمزي وهو دبلوماسي مصري بارز سبق له أن عمل سفيرا لبلاده في عدد من الدول عن أمله ان تتمخض القمة عن وضع أطر وآليات أكثر تحديدا وبما يضمن تحقيق الاستفادة المتبادلة وتعزيز التكامل العربي الافريقي في مختلف المجالات وبما يعود بالنفع على كلا الطرفين . وحول المؤشرات التي يمكن ان تبعث بها قمة الكويت المرتقبة قال السفير رمزي بانها جاءت لتؤكد للدول الافريقية حرص الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي وباقي الدول العربية على تعزيز تعاونها مع إفريقيا .
وأضاف ان الدول الافريقية ال50 التي أعلنت مشاركتها في قمة الكويت تتطلع على الدوام الى رفع حجم الاستثمار العربي في القارة مع إدراكها بما تتمتع به دولة الكويت وباقي دول المجلس من فائض مالي يمكن ان يكون داعما لتعزيز التقارب العربي - الافريقي . وأشار رمزي إلى نجاح دولة الكويت بامتياز كبير في تنظيم القمة الاقتصادية العربية عام 2009 كما انها حريصة اليوم على توفير كافة السبل الكفيلة لانجاح القمة العربية - الافريقية معربا عن أمله في ان تدفع دولة الكويت بهذا التعاون نحو الامام وتتابع مسألة تنفيذ توصيات القمة مع الامانة العامة للجامعة العربية باعتبارها رئيسة هذه القمة . وفيما يتعلق بخطة العمل التي اعتمدت في اجتماع سرت عام 2010 والتي حددت خطة عمل للفترة ما بين 2011 لغاية 2016 ومصير هذه الخطة بعد التحولات الجارية في العالم العربي قال رمزي ان هذه المسألة ستكون مطروحة على النقاش مشيرا الى ان الاطر الدولية تبقى خاضعة للتطوير بصفة مستمرة . وقال السفير رمزي ان الدول العربية لا يمكن لها ان تتجاهل الاهمية التي باتت تحظى بها القارة الافريقية في ظل التحركات الدولية واهتمام دول كالصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بتعزيز التعاون مع القارة السمراء التي تزخر بالموارد الخام والاسواق الواعدة .
ورأى ان التركيز على التعاون الامني لوحده يظل غير كاف بل يتعين توسيع التعاون العربي - الافريقي في مجالات الاقتصاد والطاقة والمياه وحماية البيئة والعلوم والثقافة وغيرها والاستفادة من الطاقات الموجودة لدى كلا الطرفين .
وحول كيفية تعزيز التعاون العربي - الافريقي على مستوى المنظمات الدولية قال السفير رمزي "بالقدر الذي تسعى فيه الدول الافريقية إلى دعم العالم العربي السياسي والاقتصادي فان الدول العربية بحاجة الى دعم الدول الافريقية في المنابر الدولية" .
وعن دور بعثة الجامعة العربية في فيينا أوضح ان البعثة تقوم بمهام مختلفة منها ما يتصل بعمل المنظمات الدولية المختلفة التي تتخذ من فيينا مقرا لها من جهة ومنها العلاقات الثنائية بين العالم العربي والنمسا . وعن علاقة البعثة بالامم المتحدة قال ان هناك قضايا متعددة تعمل بعثة الجامعة العربية على معالجتها بعضها يرتبط بالبعد الاقتصادي وبعضها الآخر بمكافحة الارهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود .
كما تطرق السفير رمزي الى القضايا الخاصة المرتبطة بعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وخصوصا ما يهم العالم العربي فيما يتصل بمسألة الملفات النووية الحساسة كملف إيران النووي والتعاطي المزدوج مع التسلح النووي الاسرائيلي مشيرا الى ان البعثة تعمل على إثارة هذا الموضوع في المنابر الدولية ذات الصلة . وحول ملف التسلح النووي الاسرائيلي أكد ان الدول العربية عبرت مرارا عن خيبة أملها من ازدواجية المعايير في التعاطي مع إسرائيل معيدا إلى الاذهان موقف الدول العربية الذي يطالب بضرورة إخضاع المنشآت النووية الاسرائيلية لرقابة الوكالة الذرية أسوة بدول المنطقة وبما يمهد الطريق لجعل الشرق الاوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل . وفيما يتعلق بالملف النووي الايراني أعرب السفير رمزي عن أمله ان تلتزم طهران بقرارات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الامن الدولي وأن تدشن مرحلة جديدة من التعاون من خلال المحادثات مع الوكالة من جهة ومجموعة (5 + 1) من جهة بما يسهم في حل المسائل العالقة بشأن البرنامج النووي الايراني .
أرسل تعليقك