مانيلا ـ شينخوا
توقعت لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لشئون آسيا والباسيفيك (إسكاب) وغالبية مؤسسات الإقراض متعددة الأطراف ، أن يسجل نمو الناتج المحلي الإجمالي للاقتصادات الصاعدة في منطقة آسيا الباسيفيك تباطؤا هذا العام.
وأعلنت (إسكاب)، ومقرها في العاصمة التايلاندية بانكوك، في تقريرها السنوي الصادر في منتصف ديسمبر الماضي أن دول المنطقة سوف تواجه "نموا بطيئا آخر في عام 2014 بسبب تباطؤ التعافي والشكوك السياسية والحمائية في الدول المتقدمة".
وفي هذا الصدد، قال أنيس الزمان تشودري، مدير قسم التنمية وسياسة الاقتصاد الكلي في (إسكاب)، في ملخص التقرير، قال إن "الاقتصادات النامية في منطقة آسيا - الباسيفيك تواجه أفق نمو منخفضا ومعتادا جديدا في السنوات المقبلة، ما يؤكد الحاجة إلى سياسات اقتصاد كلي مستقبلية وتعاون إقليمي".
ووفقا لتقرير (إسكاب)، فإن الاقتصادات النامية في آسيا من المتوقع أن تنمو بنسبة 5.6 بالمائة عام 2014.
وأشار التقرير إلى أن الاقتصادات الرئيسية مثل الصين والهند واندونيسيا ذات الأسواق المحلية الكبيرة حققت نموا معتدلا عام 2013 بعد أداء قوي في السنوات الأخيرة على الرغم من أن الاقتصاد الصيني لا يزال ينمو بسريعة نسبية مسجلا 7.5 بالمائة عام 2013، ومن المتوقع أن يسجل 7.3 بالمائة عام 2014.
كما من المتوقع أن تحقق الهند انتعاشة في عام 2014 مسجلة 6 بالمائة بعدما ثبتت النسبة عند حوالي 5 بالمائة على مدار العامين الأخيرين، فيما سجلت اندونيسيا النمو الأدنى في السنوات الأخيرة، بما يقدر بنحو 5.7 بالمائة عام 2013 بعدما سجل نموا قدره 6
وفي وقت سابق، خفض البنك الدولي أيضا توقعاته للنمو الاقتصادي لمنطقة شرق آسيا النامية لعامي 2013 و2014.
وأعلن البنك في أحدث تقرير له حول اقتصاد شرق آسيا والباسيفيك أن "منطقة شرق آسيا النامية تسجل نموا بوتيرة أبطأ في حين تتحول الصين من اقتصاد قائم على التصدير وتركز على الطلب المحلي".
ويتوقع بنك التنمية الكائن في واشنطن حاليا نموا في شرق آسيا بنسبة 7.1 بالمائة عام 2013 و7.2 بالمائة عام 2014، في انخفاض مقارنة مع تقديراته في ابريل بنمو قدره 7.8 بالمائة و7.6 بالمائة على التوالي.
ولا تزال عملية جمع الإحصاءات النهائية حول النمو الاقتصادي للعام الماضي جارية في المنطقة، ولن تتوافر البيانات حتى نهاية الشهر الجاري.
ويتوقع البنك الدولي أن يسجل الاقتصاد الصيني نموا بنسبة 7.5 بالمائة عام 2013، في انخفاض مع توقعاته في ابريل بنمو قدره 8.3 بالمائة.
وذكر البنك أن التقديرات تشير إلى أن النمو الاقتصادي في الصين لعام 2014 سوف يسجل 7.7 بالمائة، في انخفاض قدره 0.3 نقطة مئوية مقارنة مع نسبة 8.3 بالمائة المتوقعة.
وتوقع البنك الدولي نمو الاقتصاد الفلبيني في العام الماضي بنسبة 7 في المئة، وهو معدل أسرع بكثير من توقعاته السابقة في أبريل بـ6.2 بالمئة. وبالنسبة للعام 2014، فمن المحتمل أن ينمو الاقتصاد الفلبيني بنسبة 6.7 بالمئة، وهو معدل أفضل أيضا من توقعات البنك السابقة بنسبة 6.4 بالمئة.
وقال البنك الدولي إن توقعاته للمنطقة ربما يجري تنقيحها نزولا وليس صعودا، مستشهدا برياح معاكسة محتملة مثل برنامج تحفيز أقل تنظيما لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة والجمود المالي الممتد لفترة طويلة في واشنطن.
وعلى الجانب الآخر، رجح صندوق النقد الدولي أن تظل آسيا المحرك الاقتصادي العالمي رغم زيادة التقلبات في الأسواق المالية الدولية.
وفي أحدث تقرير صادر حول آفاق الاقتصاد الإقليمي، قال صندوق النقد الدولي انه "متفائل أساسا بأنه على الرغم من البيئة العالمية الأكثر تعقيدا إلا أن آسيا ستظل قائدة للنمو مع نمو آسيا الناشئة بمعدل يفوق 6 بالمئة في عام 2013 والعام المقبل".
وتوقع الصندوق أن ينمو اقتصاد آسيا بنسبة 5.3 بالمئة في 2014، مرتفعا من 5.1 بالمئة في 2013.
وفي تقرير صدر عنها في الشهر الماضي أيضا، قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إن التوقعات الاقتصادية لجنوب شرق آسيا والصين والهند لا تزال قوية على المدى المتوسط بفضل الزيادة المطردة في الطلب المحلي.
وأضافت المنظمة أن النمو في آسيا الناشئة يتوقع أن يعتدل تدريجيا لكنه سيبقي مرنا في الفترة من 2014 الى 2018، بمتوسط نمو سنوي يبلغ 6.9بالمئة وإن كان أقل من نسبة 8.6 بالمئة المسجلة قبل الأزمة المالية العالمية في 2007.
وقال بنك التنمية الآسيوي ومقره مانيلا في تقريره المحدث للمنطقة في الشهر الماضي أيضا إن آفاق النمو المتحسن في اليابان والولايات المتحدة الى جانب الأداء الأقوى من المتوقع في الصين تدعم توقعات نمو مطرد لآسيا النامية.
وتوقع البنك معدل نمو يبلغ في المتوسط 6 بالمئة في 2013 لدوله الأعضاء وعددها 45 على أن يتحسن المعدل الى 6.2 بالمئة في 2014. ولم تتغير توقعاته في الأساس عن تلك الواردة في تحديثه في أكتوبر 2013.
وقال البنك "رغم عدم اليقين الذي يخيم على البيئة الاقتصادية العالمية، لا تزال الاقتصادات الآسيوية النامية مرنة. وكان أداء المنطقة جيدا في 2013 وتستعد الآن للاستفادة من علامات على مزيد من الزخم في النمو في الاقتصادات المتقدمة".
أرسل تعليقك