الخرطوم - قنا
أكد الرئيس السوداني عمر البشير قدرة بلاده على تحقيق الامن الغذائي العربي، من خلال العمل العربي المشترك المتكامل الذي يواجه تحديات الغذاء بإرادة عربية قوية وموحدة.
جاء ذلك خلال مخاطبته للجلسة الافتتاحية لأعمال الاجتماع الاستثنائي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية مساء اليوم، حيث استعرض البشير أوضاع العالم العربي وما يعانيه من فجوات غذائية، مؤكدا أهمية مضاعفة الجهد والاستفادة القصوى من الأرض والإنتاج الزراعي والحيواني؛ لتلبية الاحتياجات العربية وتغطية العجز في هذه المجالات.
ودعا إلى التكامل الاقتصادي العربي الاستراتيجي، مشددا على أهمية تخصيص رأسمال عربي عال لتطوير وازدهار المجال الزراعي والموارد المائية واستغلالها جماعيا، وأشاد بالمجهودات التي قامت بها الصناديق الاقتصادية العربية في تمكين السودان من تحقيق الامن الغذائي العربي.
وأكد الرئيس السوداني أن أبواب الاستثمار في بلاده مفتوحة للدول العربية بعد أن تم التغلب على كافة عقباتها، ووضع خطط علمية شاملة توضح امكانات السودان التي تحقق الامن الغذائي بتفاصيل دقيقة، كما طالب بمزيد من الاهتمام بكل احتياجات الامن الغذائي العربي، والاستفادة من الفرص المتاحة في السودان، واستغلالها الاستغلال الامثل لمصلحة الامة العربية.
وفي ذات السياق، قال الدكتور نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية، خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للاجتماع،:" إن مبادرة الرئيس السوداني ستجد الاهتمام العربي لتحقيق الامن الغذائي".. مشيدا بالخطوات العملية التي تمت لتنفيذ المبادرة التي أكدت أن العمل العربي المشترك أساس التنمية المستدامة.
وقال العربي "حان الوقت لتنفيذ شعار السودان سلة غذاء العالم العربي"، مشيرا الى ما يمتلكه السودان من ثروات تؤهله لسد فجوة الغذاء العربي من خلال الزراعة التي أقرتها الخطة الاستراتيجية العربية من خلال علاج مؤسسي فاعل.. متناولا أزمات الغذاء العالمي، وارتفاع اسعار الطاقة وتأثيراتها على الفجوة الغذائية العربية.
وشدد على أن العمل سيسير بصورة جادة وتنسيق محكم مع كافة الجهات العربية المعنية بها؛ لتكون وثيقتها التنفيذية واضحة المعالم عبر خارطة طريق واضحة وشاملة، وحدد أجندة الاجتماع في عدة نقاط شملت إحداث نقلة في تمويل التنمية الزراعية، وتشجيع رأس المال العربي على الاستثمار الزراعي بما يتناسب مع حجم الطموح وخطورة الفجوة الغذائية وضرورة تهيئة المناخ المناسب لجذب المزيد من الاستثمارات الى القطاع الزراعي، وتشجيع الاستثمارات الزراعية على إنتاج المواد الغذائية لسد الفجوة وتعزيز التبادل التجاري والزراعي فيما بين أقطار الوطن العربي ومع الجوار الإفريقي؛ اتساقا مع أهداف التعاون العربي الإفريقي في التنمية الزراعية وتحقيق الامن الغذائي التي أقرتها القمة العربية الإفريقية في الكويت في شهر نوفمبر الماضي وتنمية وحماية الاراضي الزراعية والموارد المائية وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في المستقبل.
وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عن ثقته في أن يجد موضوع الاجتماع النجاحات المرجوة منه لصالح الامة العربية التي تعاني من اتساع الفجوة الغذائية وزيادة تكلفة الإنتاج، حيث بلغت قيمة الفجوة الغذائية في عام 2012 نحو 35 مليار دولار، وتعتبر من أهم مهددات الامن القومي العربي والتي يجب أن تمثل عملية سدها أولوية قصوى.
ونوه العربي لقرارات قمة الرياض العربية 2007 التي وافقت على استراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة للعقدين من 2005 الى 2025 ، واعتبرتها جزءا من الاستراتيجية المشتركة للعمل الاقتصادي والاجتماعي العربي، وقال الامين العام لجامعة الدول العربية :" يجب ألا يسمح أبدا باستمرار الاسباب التي ادت لتفاقم الفجوة الغذائية العربية الى هذا الحد دون علاج مؤسسي فاعل وحاسم، خاصة وأن الأزمات والمستجدات التي شهدها العالم خلال السنوات الماضية بما فيها التغيرات المناخية واستخدام المحاصيل الزراعية لإنتاج الوقود الحيوي وأزمة الغذاء العالمية والازمة المالية وارتفاع أسعار الطاقة، كلها زادت من الآثار السلبية لأزمة الغذاء في الوطن العربي".
أرسل تعليقك