الدوحة ـ قنا
عرضت جلسة نقاشية أقيمت ضمن أعمال المعرض العربي الإقليمي الأول للتنمية القائمة على التعاون بين بلدان الجنوب، عددا من الحلول المطورة في قطر، والتي تقوم على التعاون وتبادل عملي للخبرات والحلول بين بلدان الجنوب بالمنطقة. وجاءت الجلسة النقاشية ضمن المعرض، الذي تستضيفه وزارة الخارجية بالشراكة مع مكتب تعاون جنوب -جنوب بالأمم المتحدة ويستمر ثلاثة أيام، وشارك فيها عدد من المسؤولين في قطاعات مختلفة بالدولة. واستعرض السيد عيسى المناعي المدير التنفيذي لمؤسسة أيادي الخير نحو آسيا "روتا" مشروعا من مشاريع المنظمة الذي يهدف لبناء وإعادة تأهيل 17 مدرسة في منطقة باغ بباكستان، حيث بدأ تنفيذ هذا المشروع لمواجهة دمار زلزال العام 2005 والذي ضرب المنطقة، ما أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح وتدمير للبنى التحتية. وأكد المناعي أنه تمت في السياق إعادة إعمار 17 مدرسة بالشراكة مع الهلال الأحمر القطري الموجود في المنطقة أصلاً، الأمر الذي مكن عددا من الطلاب والمعلمين والمجتمعات التي ينتمون إليها من الاستفادة من هذه الخطوة، شارحا عددا من السمات المنهجية التي تم تطبيقها لتأهيل المدارس التي ضمت بين صفوفها 1600 طالب ونحو 100 معلم، وذلك ضمن خطة للعمل على تأهيل معلمين في إطار ضمان جودة التعليم بما يصب في إيجاد فرص عمل للخريجين الشباب. وبين أن الجهود المبذولة في رفع القدرات التعليمية لا يمكن قياسها في فترة قصيرة الا ان نحو 8 سنوات قضتها روتا في هذه المنطقة من باكستان اسفرت عن 2037 طالبا بين ذكور وإناث منتظمين ضمن الفصول الدراسية، حيث تمتلك نسبة 30 بالمائة منهم مهارات فردية، مبينا أن المؤسسة تعمل على تقييم الطلاب واحتياجاتهم لتطوير المهارات التي يمتلكونها في مجالات مختلفة، وبناء علاقات بين أصحاب الأعمال الخاصة والجهات الحكومية لتوفير فرص عمل للطلاب المتخرجين. وذكر أن العمل في تلك المدارس جاء بشكل محكم عبر تصميم مناهج وفقا لاحتياجات السوق المحلية وتوفير التدريب المتساوي بين الجنسين، مع العمل على وضع شراكات محلية سبيلا لإشعار المحليين من السكان بامتلاك تلك المشاريع وهو ما يضمن تحقيق الاستدامة التي تنشدها المؤسسة مع الأخذ في عين الاعتبار السياق المحلي للدولة التي تعمل بها، الى جانب توفير برامج قيادية وأخرى شمولية للطالبات ونقل تلك التجارب الى شركاء محليين لضمان توسيع الاستفادة منها. من جانبه أكد السيد صالح حمد المري رئيس قسم تكنولوجيا الطاقة المتجددة في المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء)، أن موضوع الطاقة الشمسية يحمل في طياته تحديات كبيرة بشكل عام، حيث تكمن المشكلة الأساسية التي تواجهها قطر في هذا المجال في حالة الطقس الحار والرطوبة، مشيرا في هذا الصدد الى إطلاق قطر لمشروع إنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية تحت مظلة وزارة الطاقة والصناعة وبتنفيذ من مؤسسة كهرماء. ويشمل المشروع استغلال المساحات المسطحة غير الفاعلة، لإنشاء محطات إنتاج للكهرباء من الطاقة الشمسية وذلك بطاقة تصل إلى 200 ميغاوات، تنتهي في العام 2020، حيث أجريت الدراسات الداخلية وشخصت التحديات لإنجاز هذا المشروع. ويعد هذا المشروع خطوة جيدة نحو التحول التدريجي لاعتماد أساليب أكثر استدامة، مما يعني بيئة أكثر نقاء قابلة لتطبيق جميع عناصر التنمية المستدامة، وهو ما سيوفر مياها عذبة للشرب دون محطات تحلية، والعمل مع شركاء دوليين لبناء شبكة توزيع كهرباء ومشاريع أخرى ذكية.
أرسل تعليقك