باماكو - العرب اليوم
جدد العاهل المغربي الملك محمد السادس رغبته "في المساهمة للتوصل الى تسوية" للنزاع في شمال مالي وتداعياته في كل المنطقة، وذلك في ختام زيارة رسمية لهذا البلد استغرقت ستة ايام.
وجاء في البيان المغربي المالي الذي نشر الاحد، ان محمد السادس "جدد التعبير عن انشغال المملكة المستمر بخصوص الحفاظ على الوحدة الترابية لجمهورية مالي واستقرارها وضرورة المساهمة في التوصل الى تسوية وتوافق بين مختلف مكونات الامة المالية في اطار حوار وطني شامل يهدف الى ايجاد تسوية سياسية ونهائية للازمة التي شهدتها البلاد".
من جهته، شكر الرئيس المالي ابراهيم بوبكر كيتا العاهل المغربي "على انخراطه البناء في تيسير تسوية سياسية للازمة القائمة في شمال مالي في احترام للوحدة الوطنية والترابية لمالي".
وشكره ايضا "لما ابدته المملكة من استعداد لتقديم الدعم والمساعدة في الحفاظ على التراث الثقافي لمالي وذلك من خلال ترميم المخطوطات واعادة تاهيل الاضرحة واعطاء انطلاقة جديدة للحياة الاجتماعية والثقافية...".
كما اشاد "بجهود الملك محمد السادس من اجل تشجيع تعاون جنوب-جنوي متضامن وفعال".
وبما ان "الازمة السياسية الامنية في شمال مالي تتطلب جهدا استثنائيا ومدعوما من اجل اعادة اطلاق التنمية في مناطق شمال مالي"، فان الرئيس المالي "ثمن عاليا جهود التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي التي بذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس من خلال التوقيع على 17 اتفاقية تغطي عددا من القطاعات بين البلدين".
واضاف البيان "بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي بين المغرب ومالي، اعرب قائدا البلدين عن ارتياحهما لانعقاد اللقاء الاقتصادي المغربي المالي على هامش الزيارة الملكية ولاقامة مجلس لرجال الاعمال ولبرمجة اول منتدى للفاعلين الاقتصاديين".
وتتناول الاتفاقيات المختلفة الموقعة مجالات متنوعة مثل الخدمات الجوية والصناعة وتربية الماشية والصحة والمالية والتدريب المهني والاتصالات والمحروقات.
والزيارة الثانية للعاهل المغربي الى مالي في اقل من ستة اشهر حصلت من 19 الى 23 شباط فيما عقدت في باماكو اجتماعات تمهيدية لمفاوضات السلام مع المجموعات المسلحة في شمال مالي وبينها حركة تمرد الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير ازواد.
وشاركت هذه الحركة في زعزعة استقرار مالي عبر شن هجوم في بداية 2012 في شمال البلاد مع مجموعات اسلامية مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة طردت الطوارق لاحقا واحتلت هذه المنطقة طيلة تسعة اشهر.
وقد طرد القسم الاكبر من المجموعات الجهادية اثر تدخل دولي مسلح انطلق في 11 كانون الثاني 2013 بمبادرة من فرنسا ولا يزال جاريا.
وهذا التدخل حظي بدعم المغرب المعني بالتهديدات التي تمثلها المجموعات الجهادية على كل المنطقة ولو انه لا يشاطر مالي حدودا مشتركة.
وبموافقة الرئيس كيتا، استقبل العاهل المغربي في 31 كانون الثاني بلال اغ الشريف الامين العام للحركة الوطنية لتحرير ازواد وحضه على الحوار مع الحكومة المالية.
أرسل تعليقك