القاهرة ـ أ.ش.أ
أعرب جوزيه غرازيانو دا سيلفا مدير عام منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" عن أمله في عودة الاستقرار السياسي إلى مصر بأسرع وقت ممكن ، مشيرا إلى أن القلاقل والاضطرابات التى شهدتها مصر خلال الثلاثة أعوام السابقة ، وما زالت ، تركت آثارا سلبية كبيرة على الاستثمارات في النشاط الزراعي والأمن الغذائي .
وقال دا سيلفا - لوكالة أنباء الشرق الأوسط - على هامش اجتماعات الدورة 32 لمؤتمر الفاو لإقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، المنعقد حاليا في العاصمة الإيطالية روما (مقر منظمة الفاو) ، إن الاستثمار في المياه والأنشطة الزراعية والأمن الغذائي يحتاج إلى الوقت وهو ما يستلزم توفر عنصري الاستقرار والأمن وهو ما تفتقر إليه بعض دول المنطقة ومنها مصر، مشيرا إلى أنه منذ توليه مهام منصبه تعرف على 4 وزراء للزراعة والرى في أقل من عامين.
وأضاف :" أن برنامج المعونة الغذائية لمصر يعمل بشكل طبيعي ، ولكن ما نحتاجه هو الاستقرار من أجل تشجيع الاستثمارات" ، وقال إنه تصادف وجوده في زيارة لمصر يوم ثورة 25 يناير 2011 وتعرف بنفسه على مشاكل عدم الاستقرار والفقر وارتفاع أسعار المواد الغذائية وصغار المزارعين ، مشددا على ضرورة توفير مستلزمات الزراعة للمزارع الصغير قبل حلول الموسم الزراعي بوقت كاف.
وأشار إلى أن منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" لديها دراسات متكاملة لاستخدامات وحل مشاكل المياه والإستزراع السمكي في مصر ولكنها تحتاج إلى استثمارات يصعب توفيرها إلا بعد تحقيق الاستقرار.
وأشاد في الوقت نفسه بتجربة "بنك الطعام" التى انطلقت من مصر، والتى تهدف إلى استغلال فائض الأطعمة من ولائم الفنادق والأثرياء وإعادة توزيعها على الفقراء والجياع ، مشيرا إلى أن الفاو سوف تدعم مثل هذه التجارب الناجحة وتعمل على تعميمها في دول المنطقة.
وبالنسبة لقضايا المياه في المنطقة ومنها "سد النهضة الإثيوبي" تجنب المسئول الدولي الإجابة المباشرة قائلا: "إننا لا نتدخل في اختصاصات المنظمات الأخرى، في إشارة إلى أنها قضية سياسية أكثر منها فنية وربما تكون من اختصاصات هيئات أخرى تابعة للأمم المتحدة".
وحذر من أن استمرار الصراعات الداخلية سيؤدى إلى تفاقم مشاكل اللاجئين والهجرة غير الشرعية بين دول المنطقة عبر الحدود وبينها وبين دول الشمال وخاصة بين الشباب الباحثين عن فرص عمل وحياة أفضل.
ونبه دا سيلفا إلى ما أسماه "تراجع الثقافة متعددة الأطراف" بين دول المنطقة، باعتبارها أحد أسباب خلق المشاكل قائلا :"إن تشجيع ثقافة التعاون بين الدول ، إحدى الركائز الأساسية التى يعمل عليها منذ توليه منصبه ، واستدل على ذلك بحرص الفاو على تقوية اللغة العربية داخل هيئات ومؤسسات الأمم المتحدة باعتبارها إحدى اللغات الست الرئيسية في العالم".
وتعهد بألا تدخر منظمته جهدا في سبيل الارتقاء باللغة العربية داخل أنشطتها ، وكذلك تشجيع التعاون بين دول الإقليم وبينها وبين المنظمات الدولية .
أرسل تعليقك