بكين ـ شينخوا
أظهرت البيانات الرسمية التي صدرت مؤخرا أن قطاع الخدمات شكل 46.1 في المائة من إجمالي الناتج المحلي للصين في عام 2013، ليتفوق في الأداء على القطاع الثانوي للمرة الأولي.
وجاء هذا التحول التاريخي نتاج الجهود النشطة التي تبذلها الحكومة الصينية لإعادة هيكلة الاقتصاد ، ويبشر بمزيد من الارتقاء بهيكل الاستهلاك في الصين.
وارتبط هذا التغيير بالارتفاع السريع في إنفاق المستهلك الصيني. فقد بلغت إجمالي مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية العام الماضي 23.438 تريليون يوان (حوالي 3.8 تريليون دولار أمريكي)، لتحقق زيادة على أساس سنوى نسبتها 13.1 في المائة وتمثل 50 في المائة من نمو الاقتصاد الصيني.
وبالرغم من أن نمو الاستهلاك الذي بلغت نسبته 13.1 في المائة سجل تباطؤا طفيفا، إلا أن الخطى مازالت تمضى للأمام . ومازال اسهامه، ولو أنه منخفض بواقع 1.8 نقطة مئوية عن العام السابق، يشير إلى أنه محرك قوى للنمو .
إن نهوض الصين كاقتصاد استهلاكي بات أمرا حتميا، إذ تظهر التوقعات الرسمية أن استهلاك الصين سيصل إلى 30 تريليون يوان (حوالي 4.9 تريليون دولار) في عام 2015 و 50 تريليون (حوالي 8.2 تريليون دولار) في عام 2020.
وهذا يتلائم مع هذا البلد الآسيوي العملاق. فنظرا لتحديات مثل الأزمة الاقتصادية العالمية، يعد تعزيز الاستهلاك المحلي مفتاحا لتحقيق تنمية صحية للاقتصاد الصيني والعمل على استدامتها.
ومن منظور عالمي، فإن الاتجاه المتصاعد للاستهلاك الصيني يلفت أيضا نظر العالم بأسره، وخاصة فيما يتعلق بظلال الأزمة المالية العالمية التي لا تزال قائمة.
إن العالم الغني ينتعش ولكن بخطى متثاقلة، فيما يواجه نمو اقتصادات السوق الصاعدة ضغوطا متزايدة. ومازال وضع الاقتصاد العالمي برمته يشكل تحديا وبحاجة إلى قوة محركة قابلة للاستدامة.
ومن ثم، فإن قوة الشراء الأكبربالصين تكتسب أهمية عالمية خاصة. فقد أصبحت البلاد التي يصل عدد سكانها إلى 1.3 مليار نسمة سوق الصادرات الأسرع نموا بالنسبة لكل من أوروبا والولايات المتحدة.
فخلال الفترة من عام 2000 حتى عام 2013، استوردت الصين سلعا بقيمة 2.57 تريليون دولار من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ما لعب دورا هاما في خلق فرص عمل وتحقيق الانتعاش الاقتصادي.
أما المثال الآخر فهو ازدهار السياحة الخارجية بنسبة 18 و 20 في المائة على التوالي. ومن المتوقع أن يصل الرقمان إلى 114 مليون و 140 مليار دولار في عام 2014.
وساعد كل هذه الأرقام على تدعيم التوافق العريض بأن الاستهلاك الصيني سيغدو قوة محركة للنمو العالمي في المستقبل.
والآن حان الوقت لكى يكف مروجو شائعة، أن الصين تتجه نحو هبوط خشن، عن النظر إلى مسار الاقتصاد الصيني على نحو غير صحيح.
أرسل تعليقك