المنامة ـ بنا
أكد وزير الصناعة والتجارة الدكتور حسن عبدالله فخرو أن حماية المستهلك هي محور رئيسي من محاور اهتمامات الحكومة الموقرة ووزارة الصناعة والتجارة وغيرها من المنظمات والمؤسسات على الصعيد العربي والعالمي معاً، وذلك لما لها من تأثير اجتماعي وبُعد اقتصادي ذو ارتباط مباشر بمجمل النشاط الاقتصادي باعتبار أن المستهلك يمثل ركناً أساسياً في مثلث العلاقة التي تحكم السوق والتي تضم إلى جانب المستهلك كل من السلعة والتاجر.
وقال الدكتور حسن عبدالله فخرو في كلمة وجهها بمناسبة يوم حماية المستهلك الخليجي الخامس "إن وزارة الصناعة والتجارة قد أولت حيزاً كبيراً من اهتمامها وصميم عملها اليومي للمواضيع المتصلة بحماية المستهلك من خلال إدارة مختصة بهذا الجانب تعمل ضمن الهيكل الإداري لوزارة الصناعة والتجارة وهي إدارة حماية المستهلك وتركز على السياسات والقوانين المتصلة بحماية المستهلك وسبل توعيته وتثقيفه بحقوقه وواجباته والدفع بثقافة المجتمع نحو مساحة وعي أكبر من الوعي الاستهلاكي إلى جانب العمل على حل شكاوى المستهلكين ضمن أطر القانون ومسح الأسواق للتأكد من خلوه من الممارسات التجارية غير النزيهة كالاحتكار والتواطؤ والغش التجاري والمنافسة غير النزيهة".
وأضاف: "إنه ليسعدني أن تُبنى حلقة التواصل المستمرة ضمن إطار العمل المشترك لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من خلال الفعاليات المشتركة بين الدول الأعضاء حيث يأتي يوم المستهلك الخليجي لهذا العام تحت شعار "تسوقك بوعي حماية لك" والذي يهدف إلى تسليط الضوء على عملية الشراء والتسوق باعتبارها عملية مفصلية وهامة تترتب عليها الكثير من القضايا المتصلة بشؤون المستهلك كحسن إدارة ميزانية الأسرة وتكريس مفاهيم الشراء الذكي وتجنب الشراء العاطفي .
والحرص على الإطلاع على بيانات البطاقة الإعلامية لكل منتج والتأني في قراءة العقود إلى جانب ما يترتب على عملية التسوق من أمور متصلة بتحديد توجهات المجتمع في ما يختص بثقافة الادخار والشراء الأمثل للسلع والخدمات وتشجيع الممارسات التجارية الجيدة في المجتمع مشيداً في الوقت نفسه بما حققته لجنة وكلاء ورؤساء أجهزة حماية المستهلك في دول مجلس التعاون والتي استحدثت مؤخراً تحت مظلة لجنة التعاون التجاري وحققت قفزات نوعية في سبيل تعزيز العمل الخليجي المشترك والتي من المؤمل أن تحقق مع مرور الوقت ونضوج التجربة الكثير من النتائج التي تصب في مصلحة المستهلك .
وإلى ذلك أشار الدكتور فخرو إلى أهمية دور المستهلك في تعزيز استقرار السوق وتحريك العجلة الاقتصادية بالشكل الذي يعكس وعيه وقيامه بمسئولياته في هذا الجانب ، مؤكداً بأن إدارة حماية المستهلك بوزارة الصناعة والتجارة تضعه دائماً نصب عينيها في كافة البرامج والاستراتيجيات التي تتبناها كونه الأساس والمرتكز الرئيسي لكافة البرامج المتعلقة بحماية المستهلك.
وقال الوزير بأن اختيار الأمانة العامة لمجلس التعاون لشعار "تسوقك بوعي حماية لك" لهذا العام جاء نظراً لما باتت تشكله عملية التسوق التي نمارسها في حياتنا اليومية من أهمية كبيرة وثقل بارز في التأثير على النواحي الاقتصادية والاجتماعية للأسرة الخليجية وما تتطلبه من عناصر رئيسية للوعي بكيفية اتخاذ المستهلكين لقرارات الاستهلاك والشراء الخاصة بهم بالإضافة إلى تحديد العوامل التي تؤثر في هذه القرارات ، وقياس كيفية تفاعلهم مع مستجدات الظروف والعوامل التي تحكم واقع السوق وتأثير هذا السلوكيات الاستهلاكية على قضايا جدلية تهم المستهلك كالأسعار وآلية التفاعل مع السلع البديلة كخيارات أخرى متاحة للمستهلك ، إلى جانب ما قد تنطوي عليه سلوكيات المستهلك أثناء عملية التسوق من سلوكيات خاطئة قد تسبب له ضرراً مادياً أو معنوياً سواءً في الميزانية العامة للمستهلك أو شراء سلع بكميات تزيد عن حاجته مما يؤدي في النهاية إلى عدم استهلاك تلك السلع من خلال تركيزه على الرغبات قبل الحاجات، وكذلك بالنسبة لشراء السلع من خلال العقود والتي تستوجب الاتفاق عن طريق إبرام عقد بين البائع والمشتري والتي عادةً ما يغفل المستهلكون عن الاهتمام بقراءة بنودها وشروطها قبل التوقيع فتكون النتيجة التزامات قانونية قد لا تتواءم مع مصلحة المستهلك. فمن هذا المنطلق تقدم إدارة حماية المستهلك توجيهها لجميع المستهلكين الأعزاء بتحديد أولوياتهم على المدى القريب والبعيد، الأمر الذي جعل طرح هذه الفكرة وهذا الشعار لهذا العام ضرورة ملحّة لتوعية وحماية المستهلكين بحقوقهم وواجباتهم على حدٍ سواء.
واختتم وزير الصناعة والتجارة تصريحه بالتأكيد على أن وعي المستهلك وعلى الأخص خلال عملية التسوق وترتيب أولوياته هو صمام الأمان والحماية له في معيشته اليومية وكافة أنشطته التسويقية.
جدير بالذكر إن دول مجلس التعاون قد اعتمدت الأول من آذار من كل عام للاحتفال بحماية المستهلك الخليجي من خلال بحث القضايا التي تهم المستهلك ورفع الوعى الاستهلاكي ونشر المعلومات والخبرات والتجارب للوصول إلى مستوى ثقافي استهلاكي راقٍ يتماشى مع تحديات العصر ومتطلباته. وقد وقع الاختيار هذا العام على شعار "تسوقك بوعي حماية لك".
أرسل تعليقك