مقديشو ـ بانا
حقق المزارعون الصوماليون للمرة الأولى، حصادًا جيدًا من الذرة بحيث باعوا قسماً من غلاتهم للمنظمات الإنسانية، وذلك بفضل تنفيذ المبادرة الرامية إلى تعزيز القدرات التقنية للتخزين والتنظيم والتسويق لدى المزارعين الصغار.
وسمحت هذه المبادرة المدعومة من الاتحاد الأوروبي والحكومة النمساوية ووكالتين من الأمم المتحدة عاملتين في مجال الأمن الغذائي، لصغار المزارعين الصوماليين بزيادة المردودية ورفع الجودة لإنتاج الذرة وهو ما مكنهم من بيع 200 طن من الذرة عالية الجودة لبرنامج الغذاء العالمي.
غير أن هذه النتيجة تظل عارضة، وخاصة في وسط جنوب الصومال، المنطقة الزراعية الأولى في البلاد، حيث أن مجموعات المزارعين هناك كانوا أشد تضررًا من النزاع والجفاف المتكرر اللذين لم تقم معهما قائمة، على مدى عقدين، للحملات الزراعية لتظل المردودية في غاية التدني.
وفي فترة تزيد على 12 شهرًا، عمل خبراء الفاو وبرنامج الغذاء العالمي، بدعم من الاتحاد الأوروبي، مع المزارعين في عدة مجموعات وقدموا لهم التكوين على إدارة ما بعد الحصاد والتخزين، بهدف رفع جودة المنتجات والحد من الخسائر من خلال حماية الحبوب من التلف ومهاجمة القوارض.
وأصبح هؤلاء المزارعون ينتجون الذرة التي تستجيب لمعايير الجودة العالمية بكميات كافية لبيعها لبرنامج الغذاء العالمي الذي سيستخدم هذا الإنتاج المحلي في المساعدة الغذائية التي يوزعها على الصوماليين الأكثر هشاشة إزاء العجز الغذائي.
واستنادا إلى الإحصائيات المتعلقة بالإنتاج الغذائي، فإن المزارعين الصوماليين لا يغطون سوى 40 في المائة من الطلب المحلي من الحبوب لكن التدخلات الإنسانية المستمرة والمواسم المتوالية التي سجلت نسبا من الأمطار فاقت المتوسط أحيانا في أغلب مناطق الصومال ساهمت بقوة في تقليص عدد الأشخاص المتضررين من نقص الغذاء في بعض أنحاء البلاد.
غير أن نتائج التقييم الأخيرة الصادرة عن وحدة تحليل الوضع الغذائي في الفاو تشير إلى أن 860 ألف شخص في الصومال يواجهون أزمة حادة في الأمن الغذائي بينما يعاني 203 آلاف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد.
وتسعى الفاو وبرنامج الغذاء العالمي إلى تعزيز هذه المبادرة بقصد إتاحة الإمكانيات المثلى للمزارعين الصغار للنفاذ إلى الأسواق الزراعية ويكونوا منافسين في التجارة الغذائية الوطنية والدولية ما يسمح لهم بتحسين ظروف العيش.
أرسل تعليقك