بكين ـ شينخوا
تعالت النداءات المطالبة بإصلاح نظام النقد الدولي القائم على الدولار بعدما تكشفت عيوبه ونقائصه على وقع الأزمة المالية العالمية التي طفت على السطح عام 2008، وجاء "الحلم" الصيني في تدويل العملة المحلية (الرنمينبي) لكي تغدو عملة احتياطية دولية شأنها شأن سائر العملات القيادية المتداولة اليوم جاء ليتزامن مع حالة من عدم الرضا والثقة إزاء النظام النقدي الحالي وتفضيل دول عديدة استخدام الرنمينبي في المعاملات المالية والتجارية.
-- تدويل الرنمينبي يمضى بوتيرة سريعة
وفي ضوء التطورات السريعة التي يشهدها الاقتصاد الصيني داخل منظومة الاقتصاد العالمي ولا سيما في مجالي التجارة الخارجية والاستثمار، أشار يانغ قوانغ مدير معهد دراسات غرب آسيا وشمال أفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية إلى أن عملية تدويل الرنمينبي خطت خطوات سريعة في السنوات الأخيرة.
وأضاف أن هذه التطورات تتمثل في ثلاثة محاور رئيسية ألا وهي ارتفاع مؤشر استخدام الرنمينبي في التعاملات التجارية الصينية مع الخارج, واتساع سوق الرنمينبي خارجيا على نحو كبير, وتقلص الفجوة بين نشاط استخدام الرنمينبي والعملات الدولية الرئيسية.
ووفقا للإحصاءات الرسمية, اتسع نطاق استخدام الرنمينبي في الخارج ليبلغ 5.16 ألف مليار يوان عام 2013، بزيادة 61%عن العام السابق. وقفز حجم استخدام الرنمينبي في تجارة الصادرات والواردات الصينية من 5.5 % عام 2011 إلى 11.7% عام 2013, ليصبح الرنمينبي ثاني أكبر عملة نقدية مستخدمة في التجارة الخارجية الصينية.
ومن جانبه يرى يانغ يو، المحلل الاقتصادي الشهير باللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح بالصين، أن ارتفاع حجم الاستثمارات الأجنبية والمحلية المباشرة في الصين بنسبة 60% عام 2013 عن العام السابق وتزايد الاستثمارات الخارجية المباشرة للصين بنسبة 130% مقارنة بالعام الماضي يؤشران على أن أعدادا متزايدة من الدول الأجنبية تقبل على استخدام الرنمينبي وترحب بدخوله مرحلة عملة الاستثمار.
علاوة على ذلك، فإنه وفقا للإحصاءات الصادرة مؤخرا عن بنك الصين, بلغ مؤشر نشاط استخدام الدولار واليورو والجنيه الاسترليني والين 1436,981, 675, 442 في النصف الأخير من عام 2013، بزيادة 2%, -3%, 3%, و-5% عن النصف الثاني من نفس العام، فيما ارتفع مؤشر نشاط استخدام الرنمينبي في الخارج من 186 إلى 228 بزيادة 23%, لتتقلص الفجوة بين استخدام الرنمينبي والعملات الدولية الرئيسية وليغدو الرنمينبي ثامن أكبر عملة في المعاملات النقدية على مستوى العالم.
ويرى المحلل الاقتصادي يانغ يو أن توقيع الصين في أكتوبر 2013 على اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لمبادلة العملة بين الجانبين بقيمة 45 مليار يورو كان بمثابة خطوة كبيرة على درب تحويل الرنمينبي إلى عملة دولية، عززها إقبال كثيف من لندن وباريس وفرانكفورت وغيرها من المدن على أن تصبح مركزا للتعاملات بالرنمينبي في الخارج.
أرسل تعليقك