موسكو ـ العرب اليوم
أثارت عملة الـ"bitcoins" الكثير من الجدل في الفترة الأخيرة، لا سيما من الجهات الرقابية، فالمركزي الصيني منع المؤسسات المالية من تقديم خدمات تتعلق بالعملة، والسلطة المصرفية الأوروبية حذرت من تقلبات العملة، كونها مرتبطة بأجهزة الكمبيوتر المعرضة للقرصنة في غياب أي جهة ضامنة للودائع.
البعض راهن على الـ"bitcoins" باعتبارها عملة المستقبل، والبعض الآخر حذر من أنها فقاعة ستهبط قيمتـها وتتسبب بخسائر فادحة، ولكن الأغلبية لم تفهم ما هي هذه العملة وأسباب التقلبات الحادة التي جعلتها تقفز من حوالي 12 دولاراً في العام الماضي للوحدة لتتخطى 1000 دولار خلال العام.
الـ"bitcoin" هي عملة إلكترونية يتم تداولـها عبر حوالي 60 موقعاً، وقد تختلف قيمتها من موقع تداول إلى آخر، والفرق قد يصل أحياناً إلى 200 دولار للوحدة، وتستطيع استعمال هذه العملة لشراء الخدمات والسلع أو لتحويل الأموال أو تخزينها وتفادي عمولة البنوك.
حيث قدرت "BoAMerrill Lynch" أن تشكل تعاملات الـ"bitcoins" حوالي 10% من إجمالي التعاملات العالمية على الإنترنت، أي ما يقدر بـ9.5 مليار دولار.
الـ"BITCOIN" لا تتبع لأي جهة تنظيمية أو رقابية، ففي حال العملات التقليدية، عندما يقوم البنك المركزي بطباعة كميات جديدة من الأموال فغالباً ما تخسر العملة قيمتـها.
ولكن في حالة الـ"bitcoins" فإن المعروض تحدده عملية حسابية معقدة كتبها طرف مجهول باسم Satoshi" Nakamoto" عام 2009، ويتم إنتاج كميات الـ"bitcoins" من خلال هذا البرنامج بمعدل محدود، على أن يتم توفير 21 مليون وحدة بحلول عام 2025.
المدافعون عن العملة يعتبرون أن محدودية الكمية المتوافرة من الـ"bitcoins" تمنع حصول أي فقاعة في السعر، التي غالباً ما يكون السبب الرئيس وراءها فائض في المعروض.
وربما السبب الرئيسي الذي دفع سعر الـ"bitcoins" إلى مستويات قياسية هذا العام هو الضجة الإعلامية التي رافقتها.
ففي شهر تشرين الثاني ورد ذكر الـ"bitcoin" أربعة عشر ألفاً ومئة وتسعاً وسبعين مرة على مواقع التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة فقط مقارنة مع مئة وسبع وثمانين مرة في كانون الثاني الماضي، بحسب شركة "CISION".
والجدل يستمر حول هذه العملة، فهل ستتمتع بميزة المبادر الأول وتمهد الطريق لنظام مالي يستغني عن البنوك؟ وماذا لو نما الطلب عليها كوسيلة للدفع، فهل ستكون محدودية؟ المعروض عائق يمنعـها عن تلبية الطلب؟
تتركنا إذاً الـ"bitcoin" في نهاية العام على ترقب بشأن مصيرها والدور الذي ستلعبه في الفترة المقبلة. تبقى الأجوبة عن هذه الأسئلة مجهولة، لكن الأمر الذي بات أكيداً هو أنه حان الوقت لأخذ الـ"bitcoins" على محمل الجد.
أرسل تعليقك