رام الله ـ صفا
أعلن وزير المالية في حكومة رام الله شكري بشارة الاثنين أن الديون العامة على السلطة الفلسطينية حتى منتصف العام الماضي بلغت 4.8 مليار دولار، فيما يبلغ العجز في موازنتها للعام الجاري 1.5 مليار دولار.
وقال بشارة خلال لقاء مع الصحفيين في رام الله إن ديون السلطة مستحقة للبنوك وصندوق التقاعد ومتأخرات القطاع الخاص إلى جانب الديون الخارجية.
وذكر بشارة أن العجز الحاصل في الموازنة يعادل 13% من الناتج المحلي الإجمالي ويبلغ شهريا 125 مليون دولار، فيما تقدر الفجوة التمويلية من الجهات المانحة بين 300 إلى 400 مليون دولار.
وعلى ضوء المعطيات المذكورة، قال بشارة إن وزارته تركز على استراتيجية لتحسين الإيرادات تمتد للأعوام 2014 إلى 2016، بهدف توفير 550 مليون دولار سنويا، بما يمكن ذلك من الإسهام في تقليل العجز العام بنسبة النصف تقريبا.
وأوضح أن هدف الاستراتيجية هو معالجة العجز المالي المتأصل، بتوسيع القاعدة الضريبية والارتقاء بأداء وزارة المالية وتطوير منظومة الجباية التي لا تتجاوز 25% من أفراد المجتمع.
وبين أن الاستراتيجية تقوم على تعزيز الإيرادات من المصادر الداخلية وتقليل الاعتماد على الدعم الخارجي وإصلاح الدين العام، إذ بلغت الإيرادات المالية للعام 2013 مبلغ 858 مليون دولار وهي تشكل 23% من النفقات الجارية.
وأشار بشارة إلى أن الجهد للجباية الضريبية المحلية وصل إلى 32% من الوعاء الضريبي في ظل تفشي ظاهرة التهرب الضريبي والاعتماد غير المتوازن على الإيرادات الناتجة عن ضرائب الاستهلاك مقارنة مع ضريبة الدخل.
وحسب بشارة فإن تحسن جباية الضرائب بنسبة 1% سيعني جباية 100 مليون دولار إضافية وهو ما يسهم في تقليل العجز في الموازنة خصوصًا في حال توسع جباية الضريبة بعد تخفيضها كما تسعى الاستراتيجية وزيادة نسبة الملتزمين من المكلفين ضريبا.
وبين بشارة أن نسبة التهرب من الضرائب في المناطق المصنفة (ج) من الضفة الغربية تصل إلى 200 مليون دولار سنويا، مذكرا بسياسة "إسرائيل" الانتقائية وغير المتوازنة في تطبيق الاتفاقيات والتي نتج عنها فقدان كبير للإيرادات.
وقال إن التعديلات التي تقدمها الاستراتيجية تشمل تخفيض الضرائب بنسب مختلفة لأن التجربة أثبت أن زيادة الضريبة أسهم في تراجع النمو الذي وصل حاليا إلى 2.5 %.
وأضاف أن خفض الضرائب سيسهم في تنشيط الاقتصاد وزيادة الاستهلاك بالسوق، خصوصا أن نسبة النمو كانت عام 2008 تبلغ 12% مقابل 1.5% خلال العام 2013، سيلمس المواطنون الأثر الإيجابي للتخفيضات الضريبية قريبا.
وتحدث بشارة عن مساعٍ لضبط السوق والتقليل من التهرب الضريبي في مجالات السجائر والأعلاف، حيث بلغت نسبة تهريب السجائر 45% من حجم السوق، وهي تقدر ب 32 مليون دولار، فيما بلغت نسبة الأعلاف المهربة 604 ألف طن ونسبتها 82% وهي تقدر بـ 62 مليون دولار.
كما وعد بشارة بموجب الخطة الموضوعة، بتشجيع استخدام السلع المحلية وتقليل الاستيراد من الكيان الإسرائيلي "إذ أن نسبة الاستيراد منها تبلغ حاليا 3.3 مليار دولار، فيما يجري تصدير منتجات لها بقيمة 640 مليون دولار فقط".
أرسل تعليقك