كيب تاون ـ أ.ش.أ
يحتفل العالم وأفريقيا هذا العام بمرور100 عام على بدء خدمات النقل الجوى التجارية حول العالم فبعد الرحلة الجوية الأولى فى عام 1914 على مسار واحد بين باريس ولندن صار العالم به الآن 40 ألف مسار جوى للطيران المدنى واستطاعت النواقل الجوية العالمية التحليق بنحو 3ر3 مليار راكب فى مئويتها الأولى .
وفى أفريقيا، يصادف عام 2014 مرور 50 عاما على بدء خدمات النقل الجوى المنتظمة فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وهى النواقل التى استطاعت شيئا فشىء تحقيق تقارب أكبر بين بلدان القارة السمراء و تتجاوز عقبات النقل البرى لمواطنى القارة فى ظل الصراعات المسلحة الأرضية والكوارث الطبيعية وانعدام الطرق الممهدة بين شبكات طرق البلدان الأفريقية،ويعمل فى قطاع النقل الجوى المدنى فى أفريقيا 7ر6 مليون وظيفة منها وظائف فى مجالات الهندسة الجوية والتكنولوجيا المتطورة ذات الصلة بالطيران المدنى والتى برع فيها مهندسون أفارقة .
وتشير التقارير الصادرة عن المنطمة الدولية للطيران المدنى (ايكاو) إلى أن صناعة النقل الجوى الإفريقي باتت تسهم بنحو 8ر67 مليار دولار أمريكى فى إجمالى الناتج المحلى الكلى للقارة الأفريقية بنهاية عام 2013 ، كما خلقت خدمات النقل الجوى فى أفريقيا قاعدة صناعية وتقنية لا يستهان بها فى غضون نصف قرن من بدء الخدمات الجوية فى القارة وذلك برغم معاملات الأمان الجوى المرتفعة أحيانا فى بعض النواقل والمتدهورة أحيانا أخرى فى نواقل أفريقية أخرى .
وبنهاية عام 2013 استطاعت 11 دولة أفريقية فقط من مجموع دول القارة الوفاء بنسبة 60 % من متطلبات الخدمات الجوية عالية الجودة التى تنص عليها منظمة ( ايكاو) وكانت تلك النسبة حافزا لكل من ايكاو كرابط لاجهزة الحكومات المعنية بشئون الطيران و الاتحاد الدولى لشركات الطيران المدنى ( اياتا ) على بذل جهد مشترك لدى الحكومات الأفريقية و شركات النقل الجوى فى بلدان القارة على تنفيذ خطة عمل مشتركة لتحسين بيئة النقل الجوى فى أفريقيا والارتقاء به .
وتجلى هذا الجهد المشترك فى قمة قادة دول الاتحاد الافريقى التى استضافتها العاصمة النيجيرية أبوجا فى عام 2012 وصدر عنها إعلان أبوجا لتطوير خدمات النقل الجوى فى أفريقيا وهوالإعلان الذى يحدد عام 2015 لتحقيق طفرة كبرى بحلوله فى مجال خدمات النقل الجوى فى أفريقيا وإنشاء رابط جوى مشترك بين بلدان القارة .
وتتضمن خطة عمل تطوير النقل الجوى المتضمنة فى إعلان أبوجا الصادر فى 2012 تعظيم إلتزام بلدان أفريقيا بمتطلبات الأمان الجوى الملاحي والأرضى والتى تحددها منظمة / اياتا / بما فى ذلك تحسين ممرات الهبوط والاقلاع والمراقبة الجوية والخدمات الأرضية ، بالاضافة إلى توفير تدريب أفضل للعاملين الأفارقة فى مجال صناعة النقل الجوى و تحقيق طفرى فى النظم التحليلية للبيانات و المعلومات الخاصة بالطيران المدنى على مستوى القارة بما فى ذلك بيانات التحليق ونظم إدارة الأمان الجوى للطائرات المدنية على مستوى القارة .
وخلال العامين الماضيين وبفضل إلتزام بلدان أفريقيا بخطة عمل اياتا و ايكاو تحسنت معاملات الأمان الجوى لبلدان غرب افريقيا بنسبة 4ر55 % بحلول عام 2014 عنها فى العام 2012 وتجسد ذلك فى تراجع معدلات حدوث الكوارث الجوية للطائرات المدنية فى غرب القارة الأفريقية ، كما تحسن معامل الحوادث الجوية فى النواقل الجوية لدول غرب أفريقيا و الذى كان الأعلى على مستوى العالم بنسبة 50 % فيما بين عامى 2012 و2013 .
ووفقا لتقاير المنظمة الدولية للطيران المدنى / ايكاو / بلغ معدل الحوادث الجوية فى افريقيا بنهاية الربع الأول من العام الجارى 45ر7 حادث لكل مليون رحلة جوية وهى المعامل الذى كان 80ر14 حادث لكل مليون رحلة جوية فى العام 2012 .
وفى غرب أفريقيا كان معدل الحوادث الجوية خلال عام 2013 هو حادث واحد لكل 493 ألف رحلة جوية وهو معامل يزيد بنحو خمسة أضعاف معاملات الأمان الجوى المسجلة عالميا وهو ما يعطى مؤشرا أمام خبراء (ايكاو) على ضرورة بذل جهد أكبر للقضاء على مشكلة الأمان الجوى فى أساطيل غرب أفريقيا الجوية وصولا إلى قضاء شبه تام على المشكلة .
وتشير تقارير قطاع الأمان الجوى وتقدير المخاطر فى الاتحاد الدولى لشركات النقل الجوى / اياتا / إلى أن ثلث شركات النقل الجوى المسجلة على مؤشر تقدير المخاطر التابع للاياتا وعددها 390 شركة ليست عضوا فى / اياتا / و بالتالى لا تلتزم قانونا بمعايير الأمان و السلامة الجوية وبرغم ذلك تعد معاملات الأمان الجوى للنواقل الجوية الأفريقية غير الأعضاء فى / اياتا / أفضل بنحو 7 أضعاف المعاملات المسجلة للشركات غير المسجلة على مؤشر تقدير المخاطر الجوية الذى تديره / اياتا / .
يشار إلى أن الاتحاد الدولى لشركات النقل الجوى / اياتا / يضم فى عضويته 240 شركة نقل جوى عالمية تستحوذ فى مجموعها على نسبة 84 % من حركة الطيران المدنى فى أجواء العالم .
أرسل تعليقك