تكتسب فيتنام والصين قوة دفع جديدة في علاقاتهما الاقتصادية ، وخير دليل على ذلك النمو المتوصل لإيرادات تبادلاتهما التجارية الثنائية في النصف الأول من عام 2015.
فقد أظهرت الإحصاءات الصادرة عن مكتب الإحصاءات العامة الفيتنامي يوم الاثنين أن الصين ظلت أكبر شريك تجاري لفيتنام في الأشهر الستة الأولى من عام 2015 حيث بلغت الإيرادات التجارية الثنائية حوالي 32.1 مليار دولار أمريكي.
وأفاد المكتب بأنه خلال فترة الأشهر الستة هذه، ظلت الصين أكبر مورد للسلع بالنسبة لفيتنام حيث قامت بتوريد منتجات بلغت قيمتها حوالي 24.4 مليار دولار أمريكي، بزيادة 23.9 في المائة على أساس سنوي.
وذكرت وزارة الزراعة والتنمية الريفية الفيتنامية أنه في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2015 على وجه التحديد، شهدت واردات فيتنام من السلع القادمة من الصين مثل الأسمدة، والخضراوات والفاكهة، والأخشاب ومنتجاتها زيادة تتراوح بين 6.3 و16.9 في المائة من بين عناصر أخرى.
وأوضح المكتب في تقريره لشهر يونيو الذي نشر على موقعه الإلكتروني إنه فيما يتعلق بالصادرات، فقد تم خلال فترة الأشهر الستة هذه شحن منتجات تصل قيمتها إلى حوالي 7.7 مليار دولار أمريكي من فيتنام إلى الصين، بزيادة نسبتها 3.6 في المائة على أساس سنوي.
وكشفت البيانات أن فيتنام شهدت نموا في صادرتها من المنتجات الزراعية الرئيسية إلى الصين بما في ذلك الخضراوات والفاكهة بزيادة 23.98 في المائة، والمطاط بزيادة 24.01 في المائة، ونبات المنيهوت ومنتجاته بزيادة 46.28 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وكانت الصين أكبر مستورد لتلك المنتجات الفيتنامية وتتضافر جهود البلدين لمواصلة تعزيز علاقاتهما التجارية الثنائية وعلاقاتهما الاقتصادية.
وفي البيان المشترك الذي صدر بين البلدين خلال زيارة الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي نجوين فو ترونج إلى الصين، توصل الجانبان إلى توافق حول تنفيذ خطة رئيسية للتعاون الاقتصادي والتجاري الفيتنامي- الصيني للفترة ما بين عامي 2012 و2016 ومحفظة المشروعات التعاونية الرئيسية ومختلف الاتفاقات الاقتصادية والتجارية.
واتفق الجانبان على تعزيز التجارة البينية على نحو مستقر ومتوازن ومستدام، فيما أخذا المفاوضات المتعلقة بالاتفاقية المعدلة للتجارة الحدودية الفيتنامية- الصينية وتوقيعها في الاعتبار.
ويقول البيان المشترك إن الصين شجعت الشركات المحلية على توسيع واردات السلع التنافسية الفيتنامية.
وأضاف البيان أن "الجانب الصيني يدعم شركاته للاستثمار في فيتنام ومستعد لتقديم كافة الدعم الممكن للشركات الفيتنامية فيما يتعلق بتوسيع حصة السوق. وسيتيح الجانب الفيتنامي الظروف اللازمة أمام الشركات الصينية لكي تستثمر وتقوم بأنشطة أعمال في فيتنام".
وأفادت وكالة الاستثمارات الأجنبية بوزارة التخطيط والاستثمار الفيتنامية بأنه حتى 20 يونيو من عام 2015، احتلت الصين المرتبة التاسعة بين الدول والمناطق لتضخ استثمارات أجنبية مباشرة في فيتنام من خلال إقامة 1141 مشروعا تبلغ قيمتها 8.13 مليار دولار أمريكي.
ويعد الترابط عبر وسائل النقل من بين العوامل التي تسهل العلاقات التجارية والاستثمارية الثنائية.
وفي البيان المشترك، اتفق الجانبان على بحث واتخاذ قرار سريع بشأن خطة شاملة لبناء منطقة تعاون اقتصادي عبر الحدود وتعزيز مشروعات ترابط البنية التحتية. كما اتفقا على أن يقيما رسميا مجموعة عمل للتعاون في البنية التحتية.
وفي أواخر عام 2014، افتتحت فيتنام أطول وأحدث طريق سريع حيث يصل إجمالي طوله إلى 245 كلم ويربط العاصمة الفيتنامية هانوى بمقاطعة لاو تساي المتاخمة للصين.
ويعد طريق "نوي باي- لاو تساي" السريع جزءا من ممر النقل الذي يربط بين مدينة كونمينغ الصينية ومدينة هاي فونج الفيتنامية ويتبع برنامج التعاون في منطقة الميكونج الفرعية الكبرى الذي يربط فيتنام ولاوس وكمبوديا وتايلاند وميانمار والصين.
وفي مايو 2015، فتحت أول حارتان من القسم الأخير المتبقي من طريق "نوي باي - لاو تساي" السريع الممتد من مدينه بينه مينه في مقاطعة لاو تساي إلى بوابة كيم ثانه الحدودية الدولية مع الصين، فتحتا أمام حركة المرور.
ويساعد هذا القسم في ربط طريق "نوي باي - لاو تساي" السريع بطريق "كونمينغ - خكو" السريع.
ومن ناحية أخرى، رحب الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال اجتماعه مع رئيس الحزب الفيتنامي نجوين فو ترونج في بكين في شهر أبريل، رحب بمشاركة فيتنام في مبادرة "طريق الحرير البحري للقرن الـ21".
وذكر رئيس الحزب الفيتنامي أن بلاده تدرس المبادرة التي من المتوقع أن تعزز التجارة على طول الطريق الذي تمتد عبره.
وقال نجوين فان كاك، الموظف بشركة لوجستيات فيتنامية تربطها أعمال كثيرة بشركاء صينيين، إنه مع وجود ترابط أفضل في البنية التحتية، سيكتسب التبادل التجاري مزيدا من قوة الدفع وستوسع الشركات من أرباحها.
وصرح نجوين هونج تاو (28 عاما)، الموظف الآخر بالشركة، لوكالة أنباء (شينخوا) في هانوي اليوم الأربعاء بأن "فيتنام وهانوي دولتان متجاورتان. وستعود الفائدة على كل منهما إذا ما تضافرت جهودها. وآمل أن تواصل الدولتان تعاونهما في جميع المجالات بما في ذلك التجارة، والاستثمار، والسياحة والثقافة من بين مجالات أخرى".
أرسل تعليقك