صنعاء - قنا
تخطط وزارة السياحة اليمنية للتركيز في الترويج السياحي على قطاع ما يسمى بـ “سياحة الجذور” والتي تستهدف المقيمين والمهاجرين بالخارج ومن أصول يمنية، الى جانب التركيز على السياح من الشرق الأوسط ودول الخليج، لما تمثله هذه الشرائح من اهمية نسبية لتنمية القطاع، بحسب الدكتور قاسم سلام سعيد وزير السياحة اليمني.بحسب جريدة الاتحاد
ونوه الوزير الى أن بلاده ترحب بالاستثمارات الخليجية والعالمية في قطاع السياحة والضيافة عامة، بما في ذلك السياحة العلاجية، أو سياحة الاستشفاء، وحمامات العلاج الطبيعي، الى جانب الفنادق، واستخدامات المياه المعدنية، لافتاً الى أن هناك العديد من القطاعات الأخرى التي تمثل فرصا واعدة لكافة فئات المستثمرين.
وبين أن وزارة السياحة تسعى الى إعادة احياء مشروع لرجال أعمال إماراتيين وسعوديين، جرى الحوار حوله، تحت اسم مشروع “تطوير عدن”، تصل استثماراته الى 20 مليار دولار، مشيرا الى أن هذا المشروع من أكبر المشروعات الاستثمارية، والذي يستهدف بناء مدينة سياحية ترفيهية متكاملة، الا أن الأحداث المتتالية في اليمن أدت الى تأجيل المشروع.
وأشار الى أن الوزارة ستعمل على توفير العديد من التسهيلات الحكومية للمستثمرين في اليمن، بما في ذلك الإعفاءات من الجمارك، وفترة سماح تصل الى 5 سنوات، بخلاف العديد من التسهيلات، التي من شأنها استقطاب مختلف الاستثمارات من رجال الأعمال اليمنيين في الخارج، والاشقاء في دول الخليج، وباقي دول العالم.
وأفاد الوزير في تصريحات صحفية للصحف الإماراتية خلال لقاء في صنعاء على هامش افتتاح خط “الاتحاد للطيران”، أن قطاع السياحة في اليمن وكباقي المناطق العربية تأثر بالتداعيات الأمنية في اليمن، لافتا الى تراجع كبير في عدد السياح الى اليمن نتيجة تردي الأوضاع الأمنية، والتي نسعى الى استعادتها بالحوار الوطني الذي حقق الكثير من الإيجابيات.
ولفت الى أن تأثر قطاع السياحية طال جميع الدول العربية، فمصر وليبيا والجزائر فقدت منذ عام 2011 حوالي 14 مليون سائح، بينما فقدت كل من سوريا والاردن ولبنان 2 الى 3 ملايين سائح اجنبي، وانعكست الازمة بشدة في اليمن على الساحة الخارجية والداخلية.
وبين أن اليمن تسعى الآن الى الاستفادة من حركة الطيران التي تربط اليمن بوجهات مختلفة الى استقطاب السياح، عبر مطارات دول الخليج، وخصوصا عبر مطاري أبوظبي، ودبي، باستخدام شبكة الاتحاد للطيران وطيران الإمارات.
وأضاف الدكتور قاسم سلام: أن اليمن تمتلك العديد من المقومات السياحية سواء التراثية، أو الثقافية، الى جانب سياحة الشواطئ والبر، كما أن هناك العديد من الفرص الاستثمارية، كما ان اليمن بحاجة الى التمويلات للوصول بالبنى التحتية المناسبة، خصوصا في مجال الفندقة، نظرا للنقص الشديد الذي يواجهه هذا القطاع.
واستعرض الوزير العديد من المناطق السياحية والتراثية في مختلف مناطق اليمن من حضرموت حتى عدن، وفي مدينة الأحقاف، وتريم وصهاريج عدن، وشيام، وتعز التراثية، وفي صعدا والحديدية، ومدينة “إب”، مؤكدا على أن طبيعة اليمن تؤكد امتلاكها مقومات سياحية على مدار العام بفصوله الأربعة، بما في ذلك، سباق القوارب، وسياحة المناطيد.
وشدد وزير السياحة اليمني، على تفاؤله بمستقبل السياحة في اليمن، خصوصا مع تطورات الحوار الوطني، والمقرر لان يخرج بنتائجه في أبريل 2014، باتفاق 85 فصيلا سياسيا، وشارك فيه 650 شخصا يمثلون هذه الفصائل، مبينا ان نمو السياحة مرتبط بالاستقرار اليمني.
وأفاد الدكتور قاسم سلام أن عدد السياح الى اليمن تراجع في العامين الاخيرين، منوها الى أن عدد السياح الدوليين بلغ في العام 2011 نحو 970 ألف سائح، وتراجع هذا الرقم بشكل واضح في العام الماضي، بسبب التداعيات الامنية، ونطمح الى العودة الى النمو في العام المقبل.
ولفت الى وجود نوعين آخرين من السياحة، يتمثلان في سياحة اليمين من المقيمين في اليمن والخارج وسجلوا العام الماضي نحو 600 ألف سائح، الى جانب سياحة “ثقافة القات” والتي تأتي موسميا من مناطق قريبة الى اليمن ويبلغ عددهم السنوي حوالي 300 ألف الى 400 ألف شخص، مبينا أن هذين النوعين يمثلان حوالي مليون زائر سنويا.
وأكد الوزير على أن عودة السياحة والاستثمار الى اليمن مرهون بالعوامل الأمنية، وهو ما أصبح الشغل الشاغل للمجتمع اليمني، موضحا أن وجود السياحة سيمتص البطالة، ويؤدي الى تنشيط حركة الاقتصاد، نظرا للارتباط الوثيق بين السياح والعديد من القطاعات الاقتصادية، والتكميلية الأخرى.
ولفت الى أن الحوار الوطني دخل مراحل متقدمة، والذي يستهدف أن يدخل باليمن الى وضع جديد والى يمن أكثر استقرارا، وأكثر تقدما، يصب في صالح كل مكونات الاقتصاد الوطني.
أرسل تعليقك