واشنطن ـ أ.ش.أ
استبعدت مجلة "تايم" الأمريكية احتمال أن تؤثر الاحداث الجارية في تايلاند على السياحة وتوافد السائحين على البلاد ولكنها رجحت في الوقت نفسه أن تقتصر عواقبها الوخيمة على الاقتصاد .
وقالت المجلة أن تايلاند، صاحبة المطاعم الشهيرة والشواطئ الخلابة، لاتزال آمنة للملايين من السياح الذين يخططون لزيارتها، وسط مشهد تواجد مسلحين بأسلحة آلية في الشوارع، وحظر التجوال المفروض على الصعيد الوطني.
وأوضحت المجلة في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، اليوم السبت، أن هذه المشاهد مألوفة جدا في هذا البلد الذي يعد الاكثر ميلا في العالم للانقلابات العسكرية حيث تنتشر المركبات العسكرية في جميع أنحاء العاصمة التايلندية بانكوك -بأوامر من الجنرالات الذين تحدثوا عبر الاذاعات الوطنية عن ضرورة استعادة النظام بعد أشهر من الإضطراب السياسي، واصفة الانقلاب العسكري الذي وقع امس الاول الخميس، أنه انقلاب ابيض غير دموي مثل غالبية الانقلابات العسكرية الـ11 التي شهدتها تايلاند في التاريخ المعاصر.
وقال سوباريرك سورانجورا من جمعية وكلاء السفر التايلاندية- في تصريحات خص بها المجلة- "إن الوضع كالمعتاد، الانقلابات عادة ما تأتي بطريقة سلمية ولا تؤثر على الحياة العادية هنا".
واستبعد الخبراء احتمال أن يتأثر السياح الذين يأملون الوصول إلى أماكن المأكولات الشهيرة في البلاد والاسترخاء على شوطئها الخلابة خلال الأشهر المقبلة بتوابع الإنقلاب، ومع ذلك، فإن السياحة على وجه العموم لن تنجو من ذلك تماما.
وتعد السياحة أحد العوامل الاقتصادية الرئيسية في مملكة تايلاند، وحققت العام الماضي 35 مليار دولار وهو مايعادل 9 بالمائة من اجمالي الناتج المحلي في تايلاند، وتم التعريف ببانكوك باعتبارها المدينة الأكثر جذبا في العالم من خلال مؤشر المدن العالمية بإعتبارها أكثر المقاصد المفضلة في عام 2013 . وفي وقت سابق من مايو الجاري خفض مجلس السياحة التايلاندي عدد السائحين المستهدف جذبهم لزيارة البلاد الى 3ر26 مليون بدلا من 28 مليونا، وهو ادنى معدل لتوافد السائحين لتايلاند خلال خمس سنوات.
ولفتت المجلة إلى أن أكبر عائق أمام التايلانديين والاجانب على الصعيد الوطني هو "حظر التجوال" المقرر من الساعة العاشرة مساءا إلى الخامسة صباحا بأمر الحكام العسكريين الجدد في البلاد، ومن ناحية أخرى، منحت السلطات إعفاء خاصا لأولئك الذين يسافرون من وإلى المطارات خلال تلك الفترة.
وأوردت قول المدون الرحال ذي الشعبية الكبيرة في البلاد ريتشارد برو عبر الايميل، "هناك حظر تجوال على الصعيد الوطني، ولكنه ليس صارما للغاية في بعض المناطق النائية والشواطئ"، وأضاف أن الحظر قد يتوقف خلال إسبوع إن لم تستجد أية إضطرابات أخرى.
وذكرت "تايم" أنه بعد الإعلان عن الانقلاب، أصدرت السفارة الأمريكية في بانكوك بيانا ينصح المواطنين الأمريكيين بتجنب المناطق التي توجد فيها الأحداث الاحتجاجية والتجمعات الكبيرة أو العمليات الأمنية، واتباع تعليمات السلطات التايلاندية " ولكن السفارة لم تصل الى حد مطالبة رعاياها بمغادرة البلاد.
وفي خطاب متلفز إلى الامة يوم الخميس، وعد الجنرال الحاكم العام بريوت تشان أوتشا -المتواجد على رأس المجلس العسكري الذي شكل حديثا في البلاد- بالحفاظ على سلامة الأجانب في تايلاند، من خلال قوله "بالنسبة للسفراء، والقنصليات والمنظمات الدولية، والاجانب الذين يعيشون في مملكة تايلاند، ستقوم لجنة الحفاظ على السلام بحمايتكم".
ونوهت المجلة بأن تايلاند يمكن أن تكون أكثر أمانا حتى الآن مما كانت عليه في الأشهر الستة الماضية، التي شهدت خلالها احتجاجات واسعة من قبل المتظاهرين المؤيدين والمناهضين للحكومة في العاصمة ، والتي قتل خلالها 28 شخصا وأصيب أكثر من 700 آخرين، حيث تم تطهير مواقع الاحتجاجات، واجبار آلاف من المتظاهرين على العودة إلى منازلهم (حتى الآن على الأقل).
ورأت المجلة أنه بغض النظر عن الحقائق على أرض الواقع، فإن أحدث موجة تايلاندية من الحكم العسكري سيكون لها على الارجح تأثير متزايد على واحدة من اهم قاطرات الاقتصاد التايلندي وهي السياحة. كما أفاد مجلس التنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية في البلاد بأن الاقتصاد انكمش بنسبة 1ر2 بالمائة خلال الربع الأول من العام ، مقارنة بالأشهر الثلاثة التي سبقتها.
أرسل تعليقك