تركيا تعاني من صعوبات اقتصادية في ظل انعدام الاستقرار الامني
آخر تحديث GMT21:16:55
 العرب اليوم -

تركيا تعاني من صعوبات اقتصادية في ظل انعدام الاستقرار الامني

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تركيا تعاني من صعوبات اقتصادية في ظل انعدام الاستقرار الامني

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان
انقرة - أ.ف.ب

يسدد سقوط الهدنة بين الدولة التركية ومتمردي حزب العمال الكردستاني ضربة للاقتصاد التركي الذي كان يشهد اساسا مرحلة صعبة ستتفاقم حتما في ظل غموض الافق السياسي، بحسب ما يرى عدد من الخبراء.

فبعد حوالى شهرين من انتخابات تشريعية خسر فيها حزب العدالة والتنمية الاسلامي المحافظ الحاكم غالبيته المطلقة، ما زال من المتعذر التوصل الى اتفاق لتشكيل حكومة، ما يثير قلق الاوساط الاقتصادية المتخوفة كذلك من اعمال العنف المتركزة بصورة خاصة حتى الان في شرق البلاد.

وسينعكس الوضع السياسي والامني بالمقام الاول على السياحة التي تعاني اساسا من تراجع الاقبال السياحي في قسم من حوض البحر المتوسط، وعلى الميزان التجاري التركي.

وقال اينان ديمير رئيس قسم الاقتصاد في مصرف فاينانسبنك ان "استئناف اعمال العنف مع حزب العمال الكردستاني واحتمال تنظيم انتخابات جديدة قد لا يؤديان الى حلحلة الوضع السياسي، وهذا سينعكس حتما على نفقات الدولة وعلى معدلات الفائدة التي يتوقع ان تسجل ارتفاعا كبيرا".

واكد الخبير لوكالة فرانس برس ان امكانية تنظيم انتخابات مبكرة "تؤثر على اجواء الاستثمارات".

ويجري حزب العدالة والتنمية محادثات مع حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي ديموقراطي) غير ان المفاوضات لا تحرز تقدما في وقت يفترض ان تفضي الى نتيجة في مهلة اقصاها 23 اب/اغسطس بحسب الدستور. عندها يصبح بوسع الرئيس رجب طيب اردوغان حل البرلمان والدعوة الى انتخابات جديدة غير محسومة النتائج كذلك.

ومن شان هذه الصعوبات السياسية ان تزيد من هشاشة "المعجزة الاقتصادية" التركية التي تعاني من صعوبات.

ووصفت تركيا على مدى عقد تقريبا بانها تتقدم الدولة الناشئة، مع تسجيل معدل نمو قارب احيانا 10%. وقد تعافى الاقتصاد التركي بشكل سريع بعد الازمة المالية العالمية في 2008/2009 غير انه يبدي بوادر ضعف منذ ثلاث سنوات.

ولم يعد هناك سوى مؤشرات اقتصادية نادرة يمكن للحكومة حاليا التباهي بها. فالنمو تباطأ الى 2,4% العام الماضي وسعر الليرة التركية سجل تراجعا كبيرا. وهدف النمو الذي كانت الحكومة خفضته الى 4% للعام 2015 سيكون "من الصعب بلوغه" براي ديمير.

اما بورصة اسطنبول فتراجعت بحوالى 20% منذ مطلع العام، ما يفوق التراجع في بورصات معظم الدول الناشئة الاخرى.

وافادت السياحة، القطاع الاساسي في الاقتصاد التركي من تحول اهتمام المسافرين بعد الهجوم على فندق للسياح في تونس في حزيران/يونيو وقد اعلنت عندها وكالات سفريات، ولا سيما في المانيا، انها ستعيد توجيه بعض زبائنها الى تركيا. غير ان هذا الاهتمام قد لا يستمر طويلا.

وتراجعت عائدات السياحة في تركيا بحوالى 9% خلال النصف الاول من العام 2015 نتيجة النزاعين في العراق وسوريا المجاورين، فانخفضت الى 12,5 مليار دولار مقابل 13,7 مليار دولار خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، بحسب الارقام الرسمية.

ويسجل تراجع مماثل في الصادرات التي تدنت الى 73,3 مليار دولار خلال النصف الاول من السنة بالمقارنة مع 80 مليار دولار في النصف الاول من العام 2014.

واكد الخبير الاقتصادي غونغور اوراس الاثنين في صحيفة ملييت انه "ليس هناك في الفترة المقبلة اي فرصة بحصول انفراج حول هاتين النقطتين" مشيرا الى مشكلات القطاع السياحي والميزان التجاري الذي يسجل عجزا مزمنا.

وراى هذا الخبير المعروف ان نقاط الضعف في هذين القطاعين لها "تاثير سلبي جدا على الانتاج الصناعي".

وقال المحلل السياسي سركان دميرتاش لوكالة فرانس برس ان "انعدام الاستقرار السياسي هو اكثر ما يكرهه المستثمرون الاجانب".

واضاف ان "تركيا مدينة ب+معجزتها+ لتدفق السيولة بكثافة. واذا لم يعد ذلك ممكنا، عندها هناك بالتاكيد خطر على الاقتصاد" مرجحا اجراء انتخابات تشريعية مبكرة ستمدد لفترة اطول الغموض الذي يلف الافق السياسي.

غير ان الرئيس اردوغان لا يبدي اي قلق معتبرا ان "الوضع عابر".

وقال لصحافيين رافقوه مؤخرا في جولة اسيوية "لا اتوقع صعوبات اقتصادية جدية" مبديا ثقته بانه في حال حصول "عملية انتقال سليمة" في اشارة الى تشكيل حكومة، فان الاقتصاد سيتعافى سريعا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا تعاني من صعوبات اقتصادية في ظل انعدام الاستقرار الامني تركيا تعاني من صعوبات اقتصادية في ظل انعدام الاستقرار الامني



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:54 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
 العرب اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 09:47 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:28 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 العرب اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 07:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 11:00 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال يعتدي بالضرب على طفل في بيت فوريك شرق نابلس

GMT 09:23 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود المياه لمجاريها بين الجماعتين؟

GMT 19:36 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الإنكليزي يوجه تهمة سوء السلوك لـ ماتيوس كونيا

GMT 19:19 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تشيلسي الإنكليزي ينفي تناول مودريك المنشطات في بيان رسمي

GMT 17:00 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مؤشر دبي عند أعلى مستوى في أكثر من 10 سنوات

GMT 16:16 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

بنك المغرب المركزي يخفض الفائدة 25 نقطة أساس

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الطيران المدني الإيرانية تنفي إغلاق مجالها الجوي

GMT 04:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

قلق في أوروبا بسبب فيروس شلل الأطفال

GMT 17:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إسرائيل تشن هجوماً جوياً مع قصف مدفعي على جنوب لبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab