أكدت وزيرة النقل الأردنية الدكتورة لينا شبيب اليوم الثلاثاء على أن المتغيرات المتلاحقة التي يمر بها العالم العربي وبسرعة مذهلة أثرت على اقتصاديات دول المنطقة بشكل ملموس ، الأمر الذي يتطلب تغيير طرق العمل والخطط والرؤية المستقبلية.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقتها شبيب اليوم أمام الملتقى البحري العربي الأول 2015 (نحو استراتيجية عربية للنقل البحري) والذي يستمر لمدة يومين بمشاركة عدد من وزراء النقل العرب من بينهم وزير النقل المهندس هاني ضاحي.
وقالت شبيب "إن الرؤية الواضحة والأهداف المحددة هي السبيل للوصول إلى النتائج التي نعمل من أجل تحقيقها ، وذلك باستخدام الأدوات والأساليب القادرة على المنافسة في عالم لا مكان فيه للعمل الفردي لأنه يؤمن فقط بالتكتلات والاتحاد والتعاون كطريق للنجاح والتأثير والتنافس".
وأضافت إن الملتقى يشكل فرصة مواتية لتبادل الآراء والخبرات ومناقشة التطورات الحديثة في إدارة وتشغيل الموانيء والوصول معا إلى حلول للتحديات التي تواجه هذا القطاع الحيوي والمسئول عن نقل أكثر من 80% من التجارة العالمية ؛ مما يعني فتح آفاق جديدة في مجالات العمل والتعاون للاستفادة من المزايا التنافسية للموانيء العربية وربطها بالموانيء العالمية وبما يؤدي إلى تكاملية العمل.
ولفتت إلى أن مساهمة الأسطول البحري العربي في ما ينقله الأسطول العالمي من حجم التجارة لا تزيد على 5% بالرغم من الموقع الجغرافي المتوسط بين قارات العالم وحتمية مررو خطوط التجارة البحرية العالمية في أهم الممرات المائية مثل قناة السويس وخليج عدن ومضيق جبل طارق.
وأعربت شبيب عن تمنياتها بخروج الملتقى بتوصيات عملية قابلة للتطبيق تؤدي إلى رفع كفاءة وتطوير صناعة النقل البحري العربي وتجاوز التحديات والمعوقات التي تواجهها ..كما أعربت في الوقت ذاته عن أملها في اقتراح مشاريع عربية مشتركة تعزز أواصر التعاون وتكاملية النقل.
وبدوره..قال نائب الرئيس الأول مدير عام موانيء دبي العالمية "إننا واجهنا خلال السنوات العشر الماضية في ميناء جبل علي تحديات الطاقة الاستيعابية وجاهزية البنية التحتية للسفن الأكبر حجما إلا أننا تمكنا بسرعة من تجاوز التحديات ورفع الطاقة الاستيعابية للميناء لتصل اليوم إلى 17 مليون حاوية وترتفع إلى 19 مليون حاوية في النصف الثاني من العام الحالي".
وأضاف "إن الميناء لديه حاليا القدرة على استقبال ومناولة 8 سفن عملاقة في وقت واحد كما أنه مع استكمال بناء محطة الحاويات رقم 3 بالكامل سيرتفع العدد إلى 10 سفن عملاقة سعة 18 ألف حاوية فيما فوق فيما يستقبل 4 سفن عملاقة أسبوعيا"..مشيرا إلى أن الميناء يتمتع بنظام آلية ذكية يتيح لنا التعامل بسهوبة وكفاءة عالية مع أكثر من 2000 شاحنة تدخل يوميا إليه.
وقال إن الأمة العربية لديها موقع استراتيجي في قلب العالم ، وهو ما يتطلب تطوير قطاع النقل البحري ومواصلة الريادة للأجيال القادمة ، وهذا لا يتحقق إلا بالقيمة المضافة التي توفرها الموانيء الحديثة وشركات الملاحة والنقل والشحن المعتمدة على الابتكار.
وتابع "إن شبكة موانيء دبي العالمية الممتدة لأكثر من 65 ميناء ومحطة بحرية حول العالم ، ترتكز على توفير خدمات نوعية أينما وحينما يحتاجها العملاء ، ويتم تطبيق هذا النموذج في جميع موانئنا ومنها 3 موانيء في هذه المنطقة المطلة على البحر الأحمر في جدة وجيبوتي والعين السخنة في مصر"..منوها بان عام 2014 كان عام الإنجازات بامتياز في موانيء دبي العالية وميناء جبل علي ، ولقد تم مؤخرا الكشف عن نتائج تشغيلية قياسية حيث تمت مناولة أكثر من 15 مليون حاوية في ميناء جبل علي.
وأكد ممثل اللجنة المنظمة للملتقى على أن اختيار الأردن لهذه الاستضافة لم تكن بمحض الصدفة وإنما رجعت إلى موقعه المتميز إضافة الأمن والاستقرار اللذين يتمتع بهما ، قائلا "إن الملتقى يعد فرصة لاجتماع المسئولين وصناع القرار وذوي العلاقة بهذه الصناعة لاستعراض أهم التجارب والخبرات والمستجدات والتخطيط لاستراتيجيات مستقبلية نحو بناء مشروعات بحرية عملاقة وهو ما يساعد في تفعيل التعاون والتكامل العربي في قطاع النقل البحري".
أرسل تعليقك