الجزائر- وكالات
كشفت دراسة للجمعية العامة لمنتجى القمح الجزائرية أن فرنسا تهيمن على من واردات القمح الجزائرية التى سترتفع خلال الموسم الحالى إلى 5 ملايين طن من القمح بنوعيه اللين والصلب.وحذرت الدراسة من تراجع تنافسية فرنسا أمام القمح الروسى والأوكرانى، بفضل معدلات البروتين العالية التى يحويها مقارنة بالقمح الفرنسى الذى يحوى 11.6% من البروتين فى المتوسط، والتى تعتبر الحد الأدنى المقبول.
ويستفيد القمح الفرنسى من تخفيض الرسوم الجمركية المنصوص عليها فى اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبى الذى بدأ العمل به منذ سبتمبر من العام 2005.
وينص الاتفاق على دفع رسم قيمته 5% على القمح المستورد من الاتحاد الأوروبى، مقابل 15% على القمح المستورد من خارج الاتحاد الأوروبى، مما يرفع من تنافسية القمح الفرنسى الذى يستفيد أيضا من الدعم الذى تمنحه الحكومة الجزائرية للديوان القومى المهنى للحبوب المكلف باستيراد الحبوب وبيعه بأسعار إدارية، فضلا عن بعض البنود المتضمنة فى دفاتر الشروط الخاصة بالمناقصات الدولية لشراء القمح، والتى تتراوح بين قرب موانئ التسليم وتأجيل فترات التسليم، وهى الشروط التى تتوفر فى الموردين الفرنسيين الأقرب على الموانئ الجزائرية المتخصصة فى استيراد الحبوب شرق ووسط وغرب البلاد.
وأعلن محمد بلعربى، المدير العام للديوان القومى المهنى للحبوب، عن شراء كميات من القمح اللين والشعير الفرنسى لتعزيز المخزون الاستراتيجى من الحبوب، مضيفا أن هذه الكميات سيتم استلامها بين أكتوبر ونوفمبر القادمين.
ولا تستفيد شركات استيراد القمح الخاصة فى الجزائر من الدعم الممنوح للديوان القومى المهنى للحبوب، مما يدفعها للبحث عن موردين من خارج فرنسا بإمكانهم عرض قمح بأسعار تنافسية على غرار الموردين من روسيا وأوكرانيا.
وقال الهاشمى جعبوب، وزير التجارة الجزائرى السابق، فى تصريحات لـ"الأناضول"، إن الموردين الفرنسيين يستفيدون دائما من القرب الجغرافى، مما يرفع من تنافسية تكلفة الشحن البحرى نحو الجزائر، إضافة إلى قدرات التخزين العالية التى تمتلكها فرنسا ما يسمح لها بتأجيل تسليم القمح للمستوردين الجزائريين الذى لا يمتلكون قدرات تخزين كبيرة.
وأضاف جعبوب الامتيازات الجمركية التى تضمنتها بنود اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبى منحت أفضلية كبيرة لقطاع انتاج القمح الفرنسى، على الرغم من القيمة الغذائية العالية والسعر التنافسى للقمح الروسى.
وتتوقع فرنسا إنتاج 36 مليون طن قمح عام 2013 منها 17 مليون طن يتوجه للتصدير، فيما تتوقع الترويكا المتكونة من روسيا وأوكرانيا وكازاخستان إنتاج 86 مليون طن مقابل 64 مليون طن العام الماضى، وقدرة تصدير فى حدود 26 مليون طن العام الحالى و23 مليون طن العام الماضى.
ومن إجمالى 17 مليون طن من القمح الفرنسى الموجه للتصدير، تعاقدت الجزائر من خلال الديوان القومى المهنى للحبوب على استيراد 3.8 مليون طن من القمح الفرنسى على أن يتأخر التسليم إلى أكتوبر ـ ونوفمبر القادمين.
وتستورد الجزائر حوالى 20% من احتياجاتها البالغة 8 ملايين طن سنويا من المنتجين الكنديين والأمريكان.
أرسل تعليقك