الدوحة_ قنا
يكتسب معرض ومؤتمر الدفاع المدني الخامس هذا العام زخما يفوق الأعوام السابقة من حيث المشاركة والمساحة والحضور، ليؤكد تفرده وتميزه على مستوى منطقة الشرق الأوسط ليس فقط بمعداته المعروضة التي تعتبر الأحدث عالميا ولكن أيضا بالنقاشات التي سادت جلسات المؤتمر الذي عقد أمس على هامش المعرض.
وبدت رسالة المعرض والمؤتمر واضحة هذا العام وهي التكامل بين الأمن والسلامة والحد من الكوارث من جهة والتنمية المستدامة من جهة أخرى، وهو ما تجسده دولة قطر واقعا ملموسا في رؤيتها الوطنية وخططها الاستراتيجية.
هذا التكامل كان محل إجماع المشاركين في المؤتمر المصاحب الذي عقد تحت شعار "التنمية المستدامة والحد من الكوارث" لتأتي التوصيات مؤكدة بدورها المسار التكاملي بين الأمن والسلامة والحد من الكوارث من جهة والتنمية المستدامة من جهة أخرى، مشددة على ضرورة مواكبة واهتمام إدارة الدفاع المدني لجهود تنفيذ التنمية المستدامة لدولة قطر وفق رؤية قطر الوطنية 2030م ووفق خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ومقررات مؤتمر "سنداي" الدولي المعني بالحد من مخاطر الكوارث.
كما دعت إلى رفع الوعي والتثقيف الوطني بخطة التنمية المستدامة العالمية وأوصت بأهمية دور الحكومات في دعم جهود التعاون الدولي والشراكة العالمية في التنمية الدولية من أجل تنفيذ خطة التنمية المستدامة على مستوى العالم.وفي تأكيدها على البعد المجتمعي في خطط التنمية مشاركة ومساهمة، أكدت الجلسات النقاشية أهمية دور وجهود منظمات المجتمع المدني بدولة قطر في ترجمة رؤية قطر الوطنية 2030م وأهداف التنمية المستدامة على صعيد المحور الاجتماعي والأسري وفق خطط ومؤشرات محددة.ونادت بضرورة رفع الوعي والتثقيف الوطني بمقررات مؤتمر سنداي الدولي للحد من مخاطر الكوارث والعمل على إدماج مقرراته ضمن خطط التنمية الوطنية للدول الخليجية والعربية.ونبهت إلى ضرورة رفع الكفاءة وبناء القدرات اللازمة كالاستعداد المبكر والجاهزية للحد من مخاطر الكوارث التي تؤخر بلوغ أهداف التنمية المستدامة في أي بلد من بلدان العالم.ووضع المشاركون في اعتبارهم أهمية توعية الأجيال الجديدة بهذه المفاهيم الجديدة للتنمية، فدعوا إلى تضمين المقررات الدراسية والمناهج التعليمية المعارف والخبرات الفعالة التي تسهم في إكساب التلاميذ مهارات التفكير وحل المشكلات والتخطيط وإدارة الأزمات بفاعلية وكفاءة.
وأكدوا ضرورة تصميم خطة استراتيجية وطنية شاملة لإدارة الأزمات وآليات التعامل معها، وطالبوا بإيجاد آلية تنسيق إقليمية على مستوى دول الخليج لتبادل الخبرات والمعلومات حول كيفية تحقيق الربط والتنسيق بين تنفيذ أهداف التنمية المستدامة والحد من مخاطر الكوارث وفق مقررات مؤتمر سنداي الدولي.كما أكد المشاركون أهمية الاهتمام بدراسات الاستشراف والاستقراء العلمي المستقبلي من منظور منهاجي متعدد التخصصات "جيولوجي ومناخي وديني" للتعرف على طبيعة التحولات الجيولوجية والمناخية المؤثرة على مستقبل الجزيرة العربية وكيفية التعامل معها بناء على استقراء لتقارير ودراسات صادرة من مراكز أبحاث إقليمية وعالمية موثوقة.وشددوا على دور القطاع الخاص في عملية التحول والتغير نحو تبني أهداف وخطة التنمية المستدامة العالمية ومقررات مؤتمر "سنداي" للحد من الكوارث ووفق رؤية قطر الوطنية 2030م.وفي سياق الحديث عن التنمية والحد من الكوارث يستطيع الزائر للمعرض أن يقف على تجربة قطر في هذا المجال ليس على المستوى المحلي فقط، بل والعالمي أيضا، عبر جهود منسقة ومنظمة تقوم بها جهات خيرية وفرق متخصصة للمساعدة والبحث والإنقاذ مثل فريق قوة الأمن الداخلي" لخويا".وفي هذا الإطار تعرض هيئة تنظيم الأعمال الخيرية، ومجموعة من الجمعيات والمؤسسات الخيرية أبرز أدوراها وجهودها في مجال الإغاثة والتنمية على غرار الهلال الأحمر القطري، وجمعية قطر الخيرية، ومؤسسة الشيخ عيد الخيرية، ومؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للأعمال الإنسانية (راف) ومؤسسة الأصمخ للأعمال الخيرية (عفيف)، وذلك لأهمية الدور المَنوط بهذه الجهات في الحد من الكوارث.
أرسل تعليقك